تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » نور سالم تجربةٌ تُعرّف الشعر على الإنسان!

نور سالم تجربةٌ تُعرّف الشعر على الإنسان! 2024.

  • بواسطة
نور سالم تجربةٌ تُعرّف الشعر على الإنسان!

نور سالم تجربةٌ تُعرّف الشعر على الإنسان!
بقلم/فهيد العديم

خليجية

أما قبل: فتقديم نص «متقدم بالفطرة والوعي» لا يعدو كونه مغامرة عابثة. فنور سالم او نور المساري ما هي سوى: المسا…ريّ… هذا اذا حاولنا «تحريك» الحرف بطريقة نور التي لا تكتفي بضخّ الروح في الشعر وحسب، بل تجعل قصيدتها تحتوي الحياة بكل تفاصيلها واوطانها وشوارعها، عزّها وعوزها، شموخ إشارة مرور تأمر -مُطاعة- بتوقّف الجميع، وانحنائه مُطيعاً أمامها، هكذا توقف الشوارد، وتشرّد بوحاً ما يُعرف ولا يُقال بطريقة صامدة وصادمة أحياناً. هي تجربة متقدمة النُضج والوعي، ومن أجيالٍ خلت كانت المرأة الشاعرة تسير على خطى شعر الرجل، ربما ايماناً بنسقٍ اجتماعي، وربما ايماناً مطلقاً بـ«القوامة» المُطلقة.
نور- تجارب سارت محاذية لتجربة شعر الرجل، لكنها كانت تتقاطع دوماً مع روح الرجل/الشاعر.
نور سالم كانت تحمل أدواتها الشعرية بنضج، إذ لم تكن بحاجة النظر الى الآخرين، لم تسير على خُطاهم، ولم تسترق النظر باتجاه آخر لتتخطّى مسألة التقاطع، كان لديها ما هو أهم من رأيٍ مهووس بالأستذة. هي لا تقرأ المشهد كما يقرأه الآخرون، ملامح فنتازية يتصفّحها الجميع في شارع مضيء، نور وحدها تبدأ قراءة الوجوه من مسام عرقها:
سعـ/ـل… سعل… سعـ/ـل
شاح بعيونه يمة الطاقة
نهظ مطوطح مخلـ/ـخل
عنزّ يديه وطـ/ـل:
كل الشوارع زفت
كل الشوارع سُــ/ـلل
تنخمّ الـلعن
وتفـ/ـل
بـين اضلـُعينه زم
موت لـ سريره وعاد
«صوت الأمام يأم»:
تمتم وهو ظامي
لـو بـك تُقى يا بلاد
ما بعتي ما(ء) زمزم
تكوّر وقرفط
نحيله وحاول
يموت
متجاهل شعوره المحبط
سعل… سعل… سعل
ثم، غط، ومات ما اكمل
ادويته: الصفه!
الوصفة:
مكتوب: (بعد) الأكـ/(أ)ـل
مسكين من جوعه
شكله خذاها (قبل)
المضحك المبكي الـ/أهم:
مكتوب:
– مو بـ الـ/ـــفم-
شباكه المفتوح:
تنــ ــ ـــ ــ / ـفس
الـغـ/ـل
كـ طلعة: نفس
كـ زهقـة: الـ/ـروح
ولوحة نيون عظيمة على واجهة صيدلية ليست أكثر جاذبية من مسنّ ينازعه السعال على بابٍ كهربائي، الواقع الساخر يستهوي هذه الشاعرة:
كم شارعٍ مثلي نحيل، وشايلٍ مشواره
كم اعمدة هالنور تشبه لانحناءة روحي
كم لاشتباكات الغصون، احيان شكل اضبارة
واحيان تفرع للسما، مـا يشتبه لـه بوحي
والمثقل اللي رامي اكتافه بأول حارة
ما همه أن قالوا هزيـل، وذاك فيه جموحي
والا البلد والحافلة وكلابها الثرثارة
ماحست بطع(ن)م الرغيف اللي انغمس بجروحي
وتشكّل الشعر حيث تريد ويطرب (بفتح الياء وضمّه… كلاهما صحيح!)، تصفع الليل وتهيّج الصحو، ويتهدّج الشعر جذلاً يهوي لأعلى:
مطحون ياصاحبي واتشّكل انثى عفن!
ومنين ماطرت… أتهااوى: مع الشاكله!
غصب أصفع الليل ملّيت ارتخاء الجفن
قم هيّج الصحو، هات الصوت نتبادله!
ولها من الشبابيك والشُرف مايُنبت الشجن والغناء، وما يجعل من حمّى الحزن تنزق عرقاً ممتعاً وللمسامات صوت ناي:
افتح الطاقة لـ حزني
بــ/ـ ارتقي مثل الخشوع فـ ثـُلث أخيــر
لا تنادي هالوجع لا صار يـرقا
بس أمّن لأجمل الكذب: التمني
تمتم الرقيا… على باقي السنين ‎
محتاااااااااااااااااااااااااج ابكي
لو طقوس ايماني بتجلي سهادي؟
دونك الفرشة: بنام
وأنت؟
غنـّي‎
ويأتي ذات الصوت يتسلل تحت وطأة حشرجة عتب وتعب، وأسئلة لوطن من المُفترض أن يكون أقدر على اجابة أسئلة طاعنة في الانكسار، والسؤال يأتي لذاته لا طمعاً في إجابة متوقعة بقدر ما هو انتصار لصرخة السؤال ذاته:
ودي لو مره احس أن أنا عايش وسط
لا نقص عيشي ولا رحت ادور عيش زود
ليلة البارح ابوية طلب: قطرة نـقـ…ط
واستحيت اتسلّف الخادمة عشـرة نقود
وترتبك اللغة بزيادة نقطة، او هي معادلة النفط والنقط:
بس… اقول الوضع يسمح نحرك هالنمط؟
يعني لو فيها جراءة! نفتّح هالسدود!
صدقي هذا آخر ريال من جيبي سقـط
وشالني مريت الأعياد في حالة شرود
وهذه النور (والنور هُنا لايضيره التأنيث بل يسعده) تلوّح من لقلب الوداع لروحه، تهشّ قطيع الظلمة بعصا من ضوء:
لا تهز وجعي! غصن الحكي ورقا
لا تعد الطعن ايديك ما تكفي
به موات الضلوع بدمها غرقا
والاسامي دموع تسيل من طرفي
وكما قدّم نور سالم حرفها المتقدم، فسنجعل المسك الذي لا ينتهي يطوّقنا لنضمن بقاءنا بالداخل ولنطرب هيجنه:
ابرتشف وحدتي: من حين
مالي سوى وحدتي ليــّه
ان رحت منّي بروح لويـن؟
وان جيت أبلقاني: هنيّه
نفسي/ ونفسي بها ضدين!
لائي تنازع بـيّ الـ/ ايّـه
يمكن رضخت لحدى الوضعين
واصبحت افرض على النيّه!
يمكن تعثرت بين وبين
واحترت ف/ـالشمس! والفيّه
يمكن خذاني بكي كهلين!
وانحزت للطين والميّه،
ومروني النـاس مغتربين!
أجناب/ واصحاب/ وبنيّـه
كانت تقول الوطن من وين؟
كانت تفتش عـن احجيّه!
وكنت ارسم لجوعها صحنين
واطعم سراب الحكي غيّه

تسلمــ ع الموضوعــ…
الله يسلمج وتحياتى لج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.