تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » 122 أماً ضحايا عنف أسري العام الماضي

122 أماً ضحايا عنف أسري العام الماضي 2024.

مؤسسة دبي تدرّبهن على مواجهة المشكلات وترعى الأطفال نفسياً
122 أماً ضحايا عنف أسري العام الماضي

المصدر: فاتن حمودي – دبي التاريخ: السبت, مارس 21, 2024

أبلغت المديرة التنفيذية لمؤسسة دبي لرعاية الأطفال والنساء عفراء البسطي «الإمارات اليوم» أن المؤسسة حلت مشكلات أكثر من 100 أم تعرضن لعنف أسري، ولم يغادرن بيوتهن العام الماضي، بالاضافة إلى 22 أماً، ممن اصطحبن معهن أولادهن الذين وصل عددهم إلى 40 طفلا، وتعرض 70٪ من هؤلاء الأطفال للعنف مع أمهاتهم، وتراوح عدد الأطفال عند هؤلاء الأمهات من واحد إلى خمسة أطفال، كما لجأت 34 امرأة أخرى إلى المؤسسة ممن تعرض للعنف الأسري.

وأشارت إلى أن 56 من النساء اللواتي دخلن المؤسسة خلال العام الماضي تعرضن لأكثر من نوع من العنف الأسري، حيث شكل نسبة العنف الجسدي 45٪، والعنف الجنسي 10٪، و86٪ عنفاً لفظياً، و39٪ حرماناً وإهمالاً.

وقالت البسطي إن أسباب العنف قد تكون بسيطة، مثل قيام الرجل بضرب زوجته لأنها لم ترع الأولاد، أو لأنها أطالت الحديث على الهاتف، لافتة إلى وجود حالات كثيرة، لا تستطيع الإفصاح عنها.

وأوضحت أن استيعاب المؤسسة يصل إلى 200 حالة، حسب عدد الأسّرة، مشيرة إلى أن فترة الإقامة في المؤسسة تراوح بين يوم واحد و458 يوماً، في حين كان متوسط الإقامة في العام الماضي 82 يوما.

وكشفت البسطي عن أن بعض حالات العنف الأسري، تؤدي إلى إحالة المرأة إلى المستشفى نتيجة كسور وجروح، مؤكدة أن أغلب حالات العنف يكون الذكر هو المعنِف.

عنف غير مبرر

في حين ترى اختصاصية علم النفس الاجتماعي، مديرة إدارة الرعاية والتأهيل، في المؤسسة، بهية علام درويش، أنه لا يوجد أي مبرر لضرب المرأة، أو تعنيفها.

وذكرت أن «الأمهات اللائي تعرضن لعنف أسري، يأتين إلى المؤسسة، إما عن طريق تواصلنا مع المحاكم، أو الشرطة، أو المستشفيات، وفي هذه الحالات تكون المرأة وصلت إلى طريق شبه مسدود في التعامل مع الرجل نتيجة الضرب العنيف».

وحمّلت درويش الرجل مسؤولية العنف الأسري كاملة، لافتة إلى أن هناك خطة عمل تقوم بها المؤسسة، بالتنسيق بين المرأة المعنَفة، ومديرة الحالة، أو المرشدة النفسية، من أجل إكساب المرأة مهارات حل مشكلاتها بنفسها، مؤكدة ضرورة دور الإعلام المرئي والمسموع والمقروء في التوعية الضرورية بكيفية التعامل داخل الأسرة.

وبينت أن التواصل مع الرجل يندرج ضمن خطة المؤسسة، حيث يتم التواصل مع الرجل، وأفراد الأسرة الذين يمتلكون القدرة على حل المشكلة، مؤكدة أن الطفل الذي يتربى في مناخ يعتريه عنف أسري، ينشأ على السلوك نفسه مستقبلا، إذ يظن أن العنف هو الأسلوب الأمثل لحل مشكلاته، عازية بقاء المرأة في بيتها، على الرغم من تعرضها للعنف، إلى اسباب اقتصادية، واجتماعية ودينية، إلى جانب العادات والتقاليد، «فخوف الأم على أولادها من التشتت الذهني والعاطفي، أحد هذه الأسباب».

وأشارت درويش إلى أن اسباب العنف كثيرة، والمرأة حين لا تعي الحلول المناسبة، أو وجود مؤسسات تساعد في حل هذه المشكلات، والتي تكسبها المهارات لمواجهة العنف بطريقة سلمية، لا تستطيع مغادرة بيتها خوفا من الطلاق، كمفهوم اجتماعي يضعها في ظروف اجتماعية سيئة، ما يجعل الآخر، يستمر في التمادي والتجرؤ أكثر فأكثر، وقد تتجلى هذه الحالة أكثر عند فقدان المرأة من تلجأ إليه، ومن يقوم بحمايتها.

وأكدت أن الأسباب الثقافية، كالجهل وعدم معرفة كيفية التعامل مع الآخر وعدم احترام حقوقه، وراء العنف الأسري، متابعة أن «تدني المستوى الثقافي للأسر والأفراد، والاختلاف الثقافي الكبير بين الزوجين، خصوصاً إذا كانت الزوجة هي الأعلى مستوى ثقافيا، غالبا ما يولد التوتر وعدم التوازن لدى الزوج كردة فعل له، فيحاول تعويض هذا النقص باحثا عن المناسبات التي تمكّنه من الانتقاص من المرأة واستصغارها بالشتم أو الإهانة أو حتى الضرب».

وركزت درويش على الأسباب التربوية، وأسس التربية العنيفة التي نشأ عليها الفرد، معتبرة أن هذا المناخ يولدأ العنف، إذ يجعل المرأة ضحية للرجل، موضحة أن التربية العنيفة تشكل لدى الشاب شخصية ضعيفة وتائهة وغير واثقة، وهذا يؤدي إلى إحساسه بالعنف، حيث يستقوي على الأضعف منه وهي المرأة، وقد يكون الفرد شاهد عيان للعنف كالذي يرد على الأمهات أمن قبل الآباء، حيث ينشأ الأطفال على عدم احترام المرأة واستصغارها، فتجعله يتعامل بشكل عنيف معها.

وأضافت أن الأقوال والأمثال والتعابير التي يتداولها الناس في المجتمع عامة بما في ذلك النساء أنفسهن والتي تبرز مدى تأصيل هذه الثقافة، حيث تعطي للمجتمع الذكوري حق التمادي ضد الإناث مثل قول المرأة عند ضربها من قبل الرجل «ظل رجل أحسن من ظل الحائط».

وذكرت درويش أن الأسباب البيئية تضغط على الإنسان، مثل الازدحام وضعف الخدمات، ومشكلة السكن، وزيادة السكان، وما تسببه البيئة من إحباط للفرد، حيث لا تساعده على تحقيق ذاته والنجاح فيها مثل توفير العمل المناسب للشباب، فذلك يدفعه دفعا نحو العنف ليؤدي إلى انفجاره في من هو أضعف منه، وغالبا تكون المرأة هي الضحية.

واعتبرت أن الأسباب الاقتصادية، والضغوط، مثل النفقة الاقتصادية التي تكون على الرجل للمرأة، تبرر له تعنيفها، وذلك عبر إذلالها وتصغيرها من هذه الناحية. ومن الطرف الآخر تقبل المرأة بهذا العنف لأنها لا تتمكن من إعالة نفسها أو إعالة أولادها.

يسلمووو على الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.