25 عروساً في الزفاف الجماعي الأول للفتيات 2024.

دبا الحصن وخورفكان تتزينان للحدث
25 عروساً في الزفاف الجماعي الأول للفتيات

للمرة الأولى على مستوى الدولة يقام حفل زفاف جماعي للفتيات في كل من منطقتي خورفكان ودبا الحصن يضم 25 عروساً 14 منهن في خورفكان و11 في دبا الحصن. وتأتيهذه الخطوة ايماناً بضرورة تخفيض تكاليف حفلات الاعراس التي تثقل كاهل العرسان الجدد، وتشجيعهم على لارتباط من دون خوف مما تترتب على هذه الحفلات من ديون يتحملها العريس أو الأسرة لفترة قد تطول لأعوام طويلة.

وقد بادر المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة بطرح الفكرة بتوجيهات من حرم صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة والتي أوكلت الى مجلس السيدات التطوعي متابعة الأمر والتنسيق مع صندوق الزواج. وقد لاقت الفكرة قبولاً وبذلت لجان متعددة جميع افرادها من المتطوعين جهوداً كبيرة في ابراز فائدتها على الصعيدين المادي أو الاجتماعي وانسجامها واتساقها مع الدعوة التي وجهها صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة – حفظه الله – بضرورة خفض مهور الزواج وتكاليفه. لتخفيض الاعباء المادية عن كاهل الشباب.

وسوف تحظى المشاركات في العرس الجماعي وعرسانهن بالعديد من الحوافز والهدايا الخاصة المقدمة من الشركات والمؤسسات الوطنية الراعية لهذا الحدث الذي حدد تاريخه في الخامس من الشهر المقبل في مدينة خورفكان والسابع من الشهر نفسه في دبا الحصن.

وللوقوف على آليات تنفيذ هذا المشروع التقت “الخليج” فاطمة المغني عضوة المجلس الاستشاري بحكومة الشارقة ومديرة مركز التنمية الاجتماعية في خورفكان التابع لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية وعضوة في مجلس السيدات التطوعي الذي يتبع المجلس الاعلى لشؤون الأسرة التي قالت:

صراحة تعود هذه الفكرة الى حرم صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الاعلى لشؤون الاسرة بالشارقة، نتيجة للقاءات سموها المتكررة مع الامهات والفتيات خلال زياراتها لنوادي السيدات الموجودة في كافة المناطق بالمنطقتين الوسطى والشرقية بالشارقة، حيث لاحظت سموها بأن الشكاوى الدائمة تتمحور حول تكاليف الزواج المرتفعة وخاصة حفلات الاعراس التي تحتاج الى مبالغ كبيرة لأن معظم حفلات الاعراس تتم في مدينة الشارقة او في مدينة دبي مما يعني تكاليف مضاعفة عما هي عليه لمن يقطنون في المدن، في منطقتي الوسطى والشرقية لعدم وجود قاعات للاعراس والحفلات.

واشارت فاطمة المغني الى انه تم وضع وثيقة شرف تتضمن عدة بنود منها الالتزام بالشريعة الاسلامية من حيث عدم الاسراف في هذه الحفلات، والتسريع في اجراء الزواج والتشجيع على الزواج، والا تخالف العروس الشريعة في الملابس من حيث البهرجة او الاحتشام، وايضاً عدم اقامة حفل زواج آخر في أية صالات اخرى، ويتم التوقيع على هذا الميثاق من قبل كافة الأسر والمقبلات على الزواج.

وأضافت: الذي شجع الأسر للاقبال على المشاركة في العرس هو كلمة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم الشارقة التي وجهها للأسرة اثناء افتتاحه للمؤسسات الثقافية في دبا الحصن، بضرورة تخفيض النفقات على حفلات الزواج وما يسبقها من احتفالات مثل حفل الخطوبة وحفل ليلة الحناء وغيرها من المصاريف التي تشكل عبئاً على الشبان المقبلين على الزواج وبالتالي تحملهم ديوناً كبيرة تحتاج لوقت طويل لسدادها، وتكون نتيجتها حدوث العديد من المشاكل المادية التي تنعكس سلباً على الاسرة فتولد مشاكل اجتماعية، وقد كان لهذا الخطاب اثره الفاعل في اقتناع واقناع الأسر بالعرس الجماعي للفتيات.

وحول آليات العمل التي اتخذت للاعداد لهذا الحدث المهم قالت: قمنا بالعديد من الزيارات الميدانية للاهالي اضافة الى عقد لقاءات بالسيدات في تجمعات للتشاور معهن واقناعهن بأن الاعراس الجماعية من الحلول الرئيسية للمشاكل، وقد شملت هذه الزيارات خورفكان ودبا الحصن والتي احتضنتها نوادي سيدات الشارقة ومراكز التنمية الاسرية التابعة للمجلس الاعلى لشؤون الاسرة وايضاً مركز التنمية الاجتماعية، وقد بلغ عدد هذه الزيارات حتى الآن 14 زيارة.

وقد واجهتنا عدة مشاكل مع الاسر منها عدم وضوح الفكرة كونها حديثة العهد، بالاضافة الى التخوف من اقامة اعراس جماعية للفتيات، حيث اعتادت كل عروس ان تقيم حفل عرس أفضل من العروس الاخرى حتى ولو غابت خلف الكواليس بعض المشاكل منها الديون التي تترتب على مثل هذه الحفلات. وفي السابق كانت الاعراس الجماعية مقتصرة على الشباب، في حين يقام حفل زفاف خاص بالسيدات في فترة لاحقة، ولكن اليوم يتم الاتفاق مع صندوق الزواج بأن تتزامن اعراس الشباب والفتيات في وقت واحد بفارق عدة أيام فقط لا تتعدى 3 أيام، فما لاحظناه ان حفل الزفاف يؤخر لما بعد عقد القران بفترة طويلة من حفل الزفاف الجماعي للشباب بسبب عدم قدرة العرسان على تحمل تكاليف العرس.

صندوق الزواج: وأكدت فاطمة المغني وجود تنسيق بين المجلس الاعلى لشؤون الاسرة الذي طرح فكرة العرس الجماعي للفتيات وصندوق الزواج الذي قبل بالمبادرة وتحمل التكاليف. وقالت سوف يقدم المجلس الاعلى لشؤون الاسرة للفتيات المقبلات على الزواج، من خلال حفل الزفاف الجماعي بالدرجة الاولى الاستقرار الاسري، وبعد ملء الاستمارة الخاصة والتي يتعهد فيها ولي أمر العروس والعروس والعريس بالالتزام بكل ما تقره اللجنة من تنظيمات وان يكون حفل زواج واحداً للعريس والعروس، وفي حال اكتشاف وجود حجز في اماكن اخرى لاقامة حفل زواج آخر فيتم الغاء الطلب على الفور.

اما تكاليف العرس الجماعي فيتحملها صندوق الزواج بالتعاون مع مؤسسات وشركات راعية رحبت بالفكرة، وسوف تسهم بتحمل جزء من هذه الحفلات وتقدم للمشاركات بالعرس العديد من الهدايا المميزة.

وأوضحت انه من هذه المساهمات قاعة العرس وفساتين الاعراس اضافة الى تحمل نفقات بطاقات الاعراس حيث خصصت لكل عروس 200 بطاقة وايضاً كوشة لكل عروس والتصوير وغيرها من الهدايا مثل قطع الذهب والأدوات الكهربائية، وقد اشترطنا على الشركة الراعية الرئيسية بقاء خيمة الاعراس المخصصة للاعراس الجماعية للفتيات موجودة لمدة عام في موقعها لتقام فيها كل الاعراس الجماعية، لأننا نريد ان تصبح هذه الاعراس مسلكاً ثابتاً ومستمراً في مجتمعاتنا وليس لموسم احتفالي واحد فقط.

وأشارت فاطمة المغني الى ان هناك أسراً مشتركة في العرس الجماعي على مستوى عال من الناحية الاجتماعية والمادية، وقد جاءت مشاركتها لدعم المشروع ولتأييدها لمبدأ العرس الجماعي وتوفير النفقات لأمور أهم من البهرجة الاحتفالية. ومن بين المشاركات شقيقتان مما يعد مؤشراً على التشجيع على الزواج من خلال تسهيل هذا الأمر على الشبان والفتيات.

وتضيف المغني سننظم محاضرات وندوات للعرائس خلال المشروع تدور جميعها حول الزواج والتأسيس لأسرة ناجحة وعلاقة زوجية جيدة وتعريف الشباب المقبلين على الزواج بالحياة الزوجية واهمية التعاون بالاسرة. مشيرة الى ان حفل الزواج سيقام في خيمة على كورنيش خورفكان.

فرحة المشاركات: على صعيد آخر التقت “الخليج” بعدد من المشاركات في العرس الجماعي وأسرهن للوقوف على آرائهن حيث عبرت ام هشام زوجة محمد حسن الحمادي من خورفكان عن امتنانها وشكرها لحرم صاحب السمو حاكم الشارقة والتي يعود لها الفضل في اقامة هذا العرس الجماعي وعبرت عن فرحتها بمشاركة ابنتيها العنود وبدرية في الحفل بالاضافة الى ابنة اختها وشقيق زوجها.

وقالت: إن الاسرة تشعر بالسعادة للمشاركة في هذا العرس الجماعي الذي اعتبره افضل اسلوب لاختصار المصاريف على الشباب والابتعاد عن الديون.

وتعلق أم هشام بقولها: قبل ان نسمع بتنظيم حفل الزفاف الجماعي للفتيات اتخذت ابنتاي قراراً باختصار مصاريف حفلات عرسيهما الى ان المبلغ وصل الى 30 الف درهم لكل حفل زواج وهو مبلغ يغطي فقط حفل العشاء بخلاف العديد من التكاليف الاخرى وجاء العرس ليوفر مبالغ كبيرة والاستفادة منها بأمور أهم. ودعت أم هشام الأمهات الى عدم الضغط على بناتهن لكي يضغطن بدورهن على عرسانهن بكثرة الطلبات مما يؤدي في النهاية الى تحمل اعباء مادية كثيرة تكون نتيجتها حدوث المشاكل بين الزوجين في بداية حياتهما الزوجية.

اما ابنتها العنود حمادي الطالبة بجامعة الامارات قالت: عمري 22 سنة ومخطوبة منذ اقل من عام من شاب يعمل بالشرطة ورغم انه كان احد عرسان العرس الجماعي الاخير الا ان زفافنا لم يتم لأننا نوفر لحفل الزفاف، وقد فوجئت عندما علمت بهذا الحفل واستغربت كغيرها من الناس كونهم اعتادوا على اقامة حفل زفاف جماعي للعرسان وليس للعرائس، ولكن اتخذت قراري بالمشاركة وسجلت اسمي بعد موافقة خطيبي الذي تردد في بادىء الامر خوفاً على مشاعري من كلام الناس.

وتعلق العنود بأن العديد من الفتيات وحتى الأهل يهتمون بالمظاهر المادية الزائفة حتى ولو على حساب تحمل نفقات واعباء وديون تكون عاقبتها وخيمة على العرسان ويقع على الأهل الدور الكبير في غرس القناعة لدى اولادهم منذ الصغر، والاهتمام بالجوهر وليس المظهر.

أما شقيقتها بدرية فهي مخطوبة منذ شهرين فقط فقد اعربت عن سعادتها بالمشاركة في العرس وان زواجها سوف يتم بعد وقت قليل من الخطوبة، وانها سوف تدخل الحياة الزوجية من دون ديون واعباء مادية.

وقالت: ما يهمني بالدرجة الاولى هو السعادة في حياتي الزوجية لأن حفلات الاعراس المكلفة وما يتبعها من تكاليف ليست سوى مجرد مظاهر يخبو بريقها منذ الأيام الاولى للزفاف، لتطفو المشاكل بعدها بسبب الاعباء المادية والديون والتي يعاني منها اكثر الشباب.

وترى بدرية ان ارتفاع تكاليف الزفاف دفع الشاب الاماراتي للزواج من الاجنبيات خاصة بعد ان يجد نفسه مطالباً بالعديد من الاعباء التي لا يقدر على تحملها، مشيرة الى ان الحل الامثل هو اقامة مثل هذه الاعراس للشباب والفتيات في كافة امارات الدولة.

ميثاء خليفة احدى المشاركات في العرس طالبة في جامعة الشارقة (25 سنة) مخطوبة منذ عامين لموظف بدائرة الكهرباء، قالت: ان مصاريف الزواج تعتبر السبب الرئيسي لتأخري في الزواج لمدة سنتين، لذا وبمجرد ان عرف خطيبي من صديقه بإقامة عرس جماعي للفتيات اتصل بي فوراً وطلب من الاستفسار عن الأمر، وهذا ما حصل تماماً وكنت آخر عروس يتم تسجيلها في قائمة المشاركات.

وعبرت ميثاء عن سعادتها بأنها سوف تدخل قفص الزوجية من دون ديون ومشاكل بل ستكون مرتاحة وتسعى الى تأسيس أسرة ناجحة.

ونصحت جميع المقبلات على الزواج ان يحذين حذوها بالمشاركة في حفلات الزفاف الجماعية وعدم التأثر بالمظاهر المكلفة التي لا تقدم ولا تؤخر.