تعتبر الآثار المعروضة في قسم الآثار من متحف العين الوطني سجلاً يحكي قصة الحضارات القديمة التي توالت على أرض الإمارات عبر عدة آلاف من السنين. فأعمال التحري والتنقيب عن الآثار التي جرت في المنطقة خلال ما يقرب من خمسة عقود تدل على أنه كانت هناك ثقافات قديمة تمكنت من البقاء والتواصل تحت ظروف طبيعية صعبة تختلف عن الظروف التي نشأت فيها الحضارات الأخرى لمنطقة الشرق الأدنى، ومنها الحضارات التي ترعرعت على ضفاف الأنهار. ومع ذلك لم تكن الإمارات وعمان ومناطق الخليج الأخرى بمعزل عن تلك الحضارات، بل تأثرت بها وأثرت فيها بفعل التجارة.
لقد تم ترتيب معروضات متحف العين حسب تسلسلها الزمني حيث تم عرض آثار العصر الحجري أولاً تلتها آثار العصر البرونزي ثم الحديدي والهلنستي والإسلامي
أجنحة قسم الآثار حسب تسلسلها في خزانات العرض
العصر الحجري
العصر البرونزي ( مدافن حفيت )
وادي الرافدين ومجان
العصر البرونزي ( مستوطنات الألف الثالث ق.م )
مدافن هيلي وطرق الدفن القديمة
مستوطنة أم النار ومدافنها
حضارة الألف الثاني قبل الميلاد
حضارة العصر الحديدي
الخريطة الأثرية – ركن المسكوكات
العصر الهلنستي
العصر الإسلامي
وبالرغم من أن البحوث التي تتحدث عن العصر الحجري في دولة الإمارات لا تتعدى الحقبة المحصورة بين الألفين السادس والرابع قبل الميلاد، أي حقبة العصر الحجري الحديث، فإن اكتشافات في غاية الأهمية توصل إليها مؤخراً كل من البروفسور هانس بيتر اوربمان ومارجريت اوربمان من جامعة توبنجن في ألمانيا تشير إلى أنه كان للإنسان وجود في منطقة جبل الفاية في إمارة الشارقة منذ أيام العصر الحجري القديم قبل مئات الآلاف من السنين كما يعتقد. وقبل الاكتشاف الأخير فإن أثراً وحيداً عبارة عن ساطور من الحجر كان قد اكتشف شمال مدينة العين قبل أكثر من عقدين من الزمن، يعتقد بأنه يرجع إلى العصر الحجري القديم. وبالرغم من هذه الأدلة، فإن آثار العصر الحجري القديم في دولة الإمارات العربية المتحدة بحاجة إلى المزيد من الدراسة والتحليل، خاصة وإنه لم يعثر حتى الآن على أية فؤوس حجرية أو على أي آثار ترجع إلى العصر الحجري الوسيط رغم وجودها في أماكن أخرى من الجزيرة العربية.
وإضافة إلى الآلات والأدوات الحجرية التي سبق اكتشافها منذ بدء عمليات المسح والتنقيب قبل ما يقرب من خمسة عقود، يعرض متحف العين الوطني مجموعة كبيرة من الآلات تم اكتشافها خلال العقدين الماضيين. وهذه الآلات تشتمل على أنصال ومثاقب وسهام ومقاشط تم جمعها من مواقع سطحية تم اكتشافها في أماكن متفرقة من الدولة. وفي قسم العصور الحجرية في المتحف تم عرض عينات من المادة الخام لحجر الصوان المتوفر في أماكن كثيرة من السفوح الغربية لجبال الحجر وبعض المرتفعات الموجودة في أماكن متفرقة من ارض الإمارات. أما طريقة عمل الآلات الحجرية فقد تم تصويرها بدءً بتهيئة لب الحجارة ثم تشظيتها وتشذيبها وتحويلها إلى آلات مفيدة كل واحدة منها لها غرضها الذي صنعت من أجله.
ومن الآلات الحجرية المهمة المعروضة عدد قليل من السهام تم اكتشافها في منطقة حبشان في المنطقة الغربية من إمارة أبو ظبي. والمنطقة التي تم اكتشاف هذه الآلات فيها هي منطقة صحراوية تغطيها كثبان رملية، لكن العثور على مثل هذه الآلات يدل على أنها لم تكن كذلك، بل إنها كانت أكثر ملائمة للاستيطان قبل سبعة آلاف عام.
وفي المنطقة الشرقية من إمارة أبو ظبي تم خلال السنين القليلة الماضية اكتشاف عدد من المواقع الأثرية التي ترجع إلى العصر الحجري الحديث، تم منها جمع كميات كبيرة من رؤوس السهام تشير هي الأخرى على أن المناخ في تلك الحقبة كان أفضل مما هو عليه اليوم. والمواقع الحجرية هذه وكذلك التي تم اكتشافها في أماكن أخرى من الدولة تدل على إن انتشار ثقافة العصر الحجري الحديث كانت أكثر مما كان يتوقعه الآثاريون. وهذه السهام الحجرية التي تم جمعها من أماكن متفرقة من قبل السيد بيتر روثفلس قد أهديت إلى المتحف وعرضت في إحدى خزائن العرض.
**********drawGradient()
** العصر البرونزي – فترة حفيت **
العصر البرونزي ,,,,,,
يعتبر العصر البرونزي من أطول الحقب الزمنية التي مرت بها دولة الإمارات العربية المتحدة بعد العصر الحجري. فمن الحقبة الزمنية ما بين 3200 و 1300 توجد الكثير من المواقع الأثرية تقع داخل حدود مدينة العين وفي مناطق أخرى من الدولة. يقسم العصر البرونزي في دولة الإمارات إلى ثلاثة أدوار تم عرض آثارها في متحف العين حسب تسلسلها الزمني. وهذه الأدوار هي حقبة حفيت وحقبة أم النار وحقبة وادي سوق.
فترة حفيت ,,,,,,
خصصت خزانتي عرض ( 106 و 107 ) لتقديم مكتشفات حفيت إلى الزائر. ومن هذه الفترة التي تمثلت بمئات المقابر التي تبدو فوق سطح الأرض على شكل أكوام من الحجارة تم عرض مجموعة من الأواني الفخارية تم العثور عليها داخل تلك المقابر التي تؤرخ بالحقبة ما بين 3200 و 2700 قبل الميلاد. تقع هذه المقابر على امتداد السفوح الشمالية والشرقية لجبل حفيت ، وبالرغم من أن البعض منها قد تم تدميره وخاصة تلك الكائنة على السفوح الشمالية المطلة على مدينة العين من الجنوب فلا تزال هذه المدافن تمثل أكبر مقبرة معروفة في دولة الإمارات العربية المتحدة من تلك الحقبة الزمنية. فالصورة المعروضة في الخزانة 106 ترينا طريقة انتشار تلك المدافن وعددها الكبير، ومما يؤسف له هو أن المكتشفات الأثرية التي تم العثور عليها قليلة جداً وذلك لأن الكثير من تلك المدافن قد تم العبث به عبر العصور. ومن أهم تلك المكتشفات الأواني الفخارية التي كان الموتى يزودون بها في العصور القديمة والتي كان البعض منها يستورد من وادي الرافدين، مثل الجرتين المزينتين بزخارف ملونة واللتان تنسبان إلى حقبة جمدة نصر. ونستخلص من وجود جرار جمدة نصر العراقية الصنع في مقابر حفيت على أن العلاقات التجارية بين المنطقتين كانت موجودة منذ ذلك الزمن. لم يتم اكتشاف أي مستوطنة سكنية معاصرة لمدافن حفيت حتى الأن.
ترجع العلاقات التجارية بين بلاد الرافدين ومنطقة الخليج العربي إلى حقبة العبيد في الألف الخامس قبل الميلاد على اقل تقدير. وقد دلت الاكتشافات الحديثة التي أجريت في مناطق مختلفة من أرض الإمارات، وخاصة على امتداد ساحلها المطل على مياه الخليج عن أدلة إضافية لتلك العلاقات، فكميات الفخار القليلة المكتشفة في منطقة الخليج والتي ترجع إلى عصر العُبيد وهي فخاريات عراقية المنشأ، تشير إلى أن الاتصال مع منطقة الخليج كان يتم عبر البحار. لقد نشطت التجارة مع منطقة الخليج في الألف الثالث قبل الميلاد بل وامتدت شرقا ًلتشمل وادي السند. وهذا الاتصال يمكن تتبعه من خلال الخريطة المرفقة والتي توضح الطرق القديمة التي كانت تربط بلاد الرافدين بوادي السند عبر دلمون وماجان. فبينما تشمل دلمون القديمة مملكة البحرين الحالية وأجزاء من الساحل الشرقي للملكة العربية السعودية فإن علماء الآثار والمتخصصين بالكتابات القديمة يتفقون على أن ماجان كانت تحتل منطقة جنوب شرق الجزيرة العربية التي تشمل دولة الإمارات العربية المتحدة وعمان، وهناك من يعتقد بأن ماجان كانت تشمل أيضاً جزء من جنوب إيران.
ورد اسم مجان في الكتابات المسمارية المكتشفة في بلاد الرافدين على إنها بلاد النحاس ومنها أتت قوارب محملة بهذا المعدن رست في موانئ عراقية قديمة مثل أكد وأور وكان ذلك في عهد كل من سرجون الأكدي وحفيده نرام سن. والدليل المتوفر من خلال الاكتشافات الأثرية الأخرى يؤكد العلاقة القوية التي كانت ما بين منطقة جنوب شرق الجزيرة العربية وبلاد الرافدين.
كان النحاس من ابرز البضائع التي تم الاتجار بها في تلك الفترة الزمنية كما وكان سبباً رئيساً في ازدهار الحضارات القديمة في هذه المنطقة. وبالإضافة إلى النصوص الكتابية القديمة فإن الاكتشافات التي تمت في مناطق متعددة من عمان تدل على أنه كان هناك إنتاجاً واسعاً لمعدن النحاس خلال الألف الثالث قبل الميلاد.
** مدافن هيلي وطرق الدفن القديمة **
لقد تم عرض أنواعاً كثيرة من الأواني الفخارية منها أواني مزخرفة ذات جدران رقيقة مصنوعة من طينة حمراء اللون ومنها أواني تعليق وأوعية للاستعمال المنزلي. والنوع الأخير مزين بخطوط متموجة تدور على الجزء العلوي من الآنية. ومن بين المعروضات أيضاً أواني كانت قد استوردت إلى المنطقة من بلاد الرافدين وإيران ووادي السند.
وفي مدخل القاعة الرابعة من المتحف على جهة اليمين يوجد خنجر من البرونز وأواني فخارية محلية الصنع من النوع المعرف بأواني التعليق وقلائد من العقيق الأحمر المستورد كانت زين صدور النساء والأطفال. يدل الخنجر المذكور وهو من الصناعة المحلية على تعدين النحاس في المنطقة، بينما تدل خرز العقيق الأحمر على تجارة بعيدة عبر البحار، وتحديداً مع شبه القارة الهندية حيث تتوفر مثل هذه المادة. لا يقتصر الدليل على ممارسة مهنة التعدين في الإمارات وعمان على المواد الأثرية المكتشفة بل أيضاً على النصوص الكتابية التي تذكر بأن نحاس ماجان قد تم وصل إلى بلاد الرافدين. وفي هذا الجناح من متحف العين توجد مجموعة كبيرة من أوعية الفخار ذات الاستعمال المنزلي والتي تسمى بالفخاريات المنزلية ( الخزانة 118 )، وهي مزينة في غالب الأحيان مزينة بخطوط متموجة تدور حول الجزء العلوي من الآنية، وهذا العنصر من الزخرفة كان شائعاً في الحقبة الأخيرة من الألف الثالث والحقبة الأولى من الألف الثاني قبل الميلاد. وفي نفس هذه الخزانة تم مؤخراً عرض نماذج من الأواني الفخارية المقلدة تم صنعها حديثاً من أجل التعرف على طرق صناعة الفخار في الحقبة الأخيرة من عصر أم النار. وقد تبين من خلال هذا العمل التجريبي الذي قامت به البعثة الفرنسية المشتركة في عام 2024 التوصل إلى الكيفية التي كانت بها تتم صناعة الكثير من الأواني، وتبين كذلك بأن الطرق كانت متعددة وإن عدة عائلات كانت تزاول هذه المهنة في نفس الوقت كل منها لها أسلوبه الخاص.
أما في الخزانة 119 فقد تم عرض نماذج أخرى من الفخار تم اكتشافها في مدافن هيلي تشمل جرار صغيرة وأقداح ونماذج صغيرة جداً لأشكال من الفخار تبدو وكأنها عينات من صنع الأطفال.
وفي الزاوية اليمنى من القاعة الثانية يستطيع الزائر أن يطّلع على مجموعة كبيرة من الأواني المصنوعة من حجر الكلورايت وهو نوع من أنواع الحجر الصابوني. وهذه الأواني تشمل أقداح مزينة بصفوف من الدوائر المتداخلة المحفورة بشكل منتظم والتي تتوسطها نقطة. ومن أكثر الأشكال شيوعاً بين هذه المجموعة أطباق صغيرة غير عميقة الواحد منها مصنوع من كتلة من الحجر تم تفريغها وتسويتها من الخارج والداخل ثم زينت بالعنصر الزخرفي لتلك الفترة وهو عنصر الدوائر المتداخلة. ومن الأواني الأخرى صناديق مستطيلة الشكل بعضها مقسوم إلى قسمين وهي مزينة بنفس عنصر الزخرفة السابق وقد كان لكل واحد منها غطاء بنفس الشكل.
لقد كانت مجان والتي تغطي دولة الإمارات وسلطنة عمان متخصصة بصنع أواني الحجر قبل أكثر من أربعة آلاف عام مضت. ومثل الأواني المعروضة في متحف العين كان يتم تصديرها إلى مناطق أخرى من الخليج العربي وبلاد الرافدين في ذلك الوقت. ومما يذكر أن هذه الصناعة قد تواصلت في أرض مجان لمدة تزيد عن الألفي عام.
للفخار أهمية كبيرة في علم الآثار كونه مفتاحاً يتم بواسطته تقدير أعمار المواقع الأثرية وطبقاتها المتعاقبة ولذلك فقد تم تخصيص جانب صغير يعرف الزائر وخاصة طلبة المدارس من خلال الرسوم التوضيحية بطرق صناعة الفخار ، لقد تم في هذا الجانب عرض نماذج من الفخاريات التي تم اكتشافها في مدافن الهيلي وهي عبارة عن قوارير ذات أبدان واسعة وفوهات ضيقة. والأبرز من تلك القوارير تلك المزينة برسم طاووس وهي من قوارير وادي السند تم استيرادها إلى المنطقة قبل أكثر من أربعة آلاف عام.
على يسار هذا الجناح توجد خزانتي عرض ( 125 و 126 ) تحتويان نوعاً آخراً من أنواع الفخار هو الفخار الرمادي الذي امتازت به حضارة الألف الثالث ق.م. وهذه الأواني مصنوعة من طينة نقية ولها جدران رقيقة مزينة بزخارف تختلف عن تلك التي زينت بها الأواني الحمراء اللون. ومن العناصر الزخرفية لهذا الصنف من الفخار رسوم حيوانات وأشكال هندسية تتوزع على عدة أشرطة تغطي في العادة معظم أجزاء الآنية. ومن الحيوانات التي تم رسمها على مثل تلك الأواني الماعز والوعل الجبلي والغزلان. ولهذا الفخار صنف ثانوي وهو فخار رمادي كذلك ولكنه مزين برسوم هندسية تم تنفيذها بحفر جدران الآنية قبل جفافها بواسطة آلة حادة. والبعض من هذه الرسوم عبارة عن أشكال معمارية ترينا واجهات مباني وعقود. وتوصف هذه الرسوم على أنها ذات صفة عالمية تعكس التمازج الحضاري بين الشعوب القديمة وهي معروفة في الأماكن الممتدة من وادي السند شرقاً وحتى سوريا غرباً. أما بشأن أصل الفخار الرمادي، بنوعيه الملون والمحزز فيجب أن لا نستبعد أن يكون هناك أكثر من مركز للإنتاج، خاصة وأنه معروف بكثرة في مواقع جنوب شرق الجزيرة العربية وكذلك في منطقة مكران في معروف بكثرة في مواقع جنوب شرق الجزيرة العربية وكذلك في منطقة مكران في إيران.
**********drawGradient()
:44:
حزوووووووون
عالمجهود الطيب
والموضوع القيم … والرائع …
وتسلم الأنامل ..
الله يسلمج أختي
والشكر لج ع المتابعه
* حزوووووووووووووووووووووون *
**********drawGradient()
الله يسلمج ويعافيج أختي هند
وشاكر لج هـ المرووووووووووور الجميل
ويعطيج العافيه
* حزوووووووووووووووووووووووووووووون *
**********drawGradient()