تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الجنة في عين الصحابة

الجنة في عين الصحابة 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجنة في عين الصحابة..
لو لم نقرأ ونعلم عنهم لما احببناهم ولما سرنا على دربه وخطاهم
مهما قرأنا وتعلمنا فهناك المزيد..وفي سيرهم ما ينير الطريق
نقلته لكم للنزداد حبا وشوقا لهم ولنعمل ليوم على لقياهم
ولنسير على خطاهم ولنلقى الله على ما يحب يارب
السموحة ع الاطالة..ولكنه لم استطع ان اقلل لأنني سابخس الموضوع قدره..

حين تصبح الآخرة في أعيننا كما كانت في أعين الصحابة رضي الله عنهم، ستتغير بلا شك مناهجنا في الحياة، وسنفكر بطريقة أخرى غير الطريقة التي نفكر بها، وسنرتّب أولوياتنا بطريقة أخرى، سنشعر بالسعادة بطريقة مختلفة، ولأشياء ليست كالتي نسعد لها الآن، وسنحزن أيضًا بطريقة مختلفة، وعلى أشياء ليست كالأشياء التي نحزن عليها الآن.

وأتساءل:
كم منا يحزن إذا فاتته تكبيرة الإحرام في المسجد حزنًا يقعده في الفراش كما كان يحدث مع بعض الصحابة رضي الله عنهم؟
كم منا يحزن إذا فاته قيام الليل؟
بل أتساءل:
كم منا يحزن إذا فاتته صلاة الفجر التي هي أحد الفروض؟
وظلّ لأجل هذا حزينًا طوال اليوم لأن صلاةً مفروضةً عليه قد فاتته، ولم يصلّها في وقتها؟
كم تحزن إن وجدت صديقًا لك بعيدًا عن الله، لم يهده الله بعد، وأنت تحبه كثيرًا، وتراه ضالًا عن الطريق، فهل تحزن عليه حزنًا حقيقيًا أم أن هذا الأمر لا يعنيك **ائر الناس؟
كم منا يحزن إذا فاتته معركة، أو فاته جهاد في سبيل الله؟
هل من يأخذ إعفاء من الجيش يقابل هذا الأمر بالحزن أم يقابله بالفرح؟
كم منا يحزن على فلسطين، وعلى العراق، وعلى كشمير، وعلى الشيشان، وعلى الصومال، وعلى السودان، وعلى غيرها؟

إننا لو استشعرنا جيدًا معنى الجنة والنار كما كان يفعل صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، لتغير كل شيءٍ في حياتنا تغيرًا شاملًا، وكاملًا، وتغيرت منظومة حياتنا بأكملها.
تعالوا بنا نرى كيف كان الصحابة رضوان الله عليهم يفكرون في الجنة؟
كيف كانوا يعيشون في الجنة، وهم ما زالوا على الأرض؟

تعالوا لنرى ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه وأرضاه، وهذا الموقف يهزني من الأعماق كلما قرأته أو سمعته، وأقف مذهولًا أمام هذا العملاق ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه وأرضاه، مع أن الكثير منا لا يسمع عن هذا الصحابي الجليل.
ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه
خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، شاب صغير في السن لا يتجاوز الثامنة عشر من العمر، وهو من أهل الصفّة.
فهو رضي الله عنه وأرضاه شاب صغير، خبرته في الحياة ليست طويلة، ليس كأبي بكر، أو عمر، أو عثمان، أو عليّ، وليس من كبار الصحابة الذين نسمع عنهم كثيرًا، بل هو من عوام الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
ومع هذا أيضًا فهو من أهل الصفة، أي أنه من الفقراء المعدمين الذين لا مأوى لهم إلا المسجد، فهم مقيمون في المسجد، وينفق عليهم صحابة النبي صلى الله عليه وسلم من أهل المدينة، فهو فقير للغاية، لا يجد ما يأكله أو ما يشربه في يومه وليلته، فضلًا عن أن يوفر يومًا أو يومين أو ثلاثة، وبالطبع فهو ليس متزوجًا ولا يملك بيتًا.

فلو أنك في مثل هذه الظروف والأحوال، ماذا كنت تتمنى؟
تخيّل كم من الأحلام، والآمال، والأمنيات من الممكن أن تكون عند هذا الإنسان؟
تخيل هذا جيدًا، وتعالى معي لنطالع هذه القصة التي جاءت في صحيح مسلم وعند الإمام أحمد رحمهم الله جميعًا، يحكي ربيعة بن كعب الأسلمي عن نفسه فيقول:
كُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَقُومُ لَهُ فِي حَوَائِجِهِ نَهَارِي أَجْمَعَ، حَتَّى يُصَلِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ، فَأَجْلِسَ بِبَابِهِ إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ.
فهو رضي الله عنه طوال اليوم يعمل في خدمة النبي صلى الله عليه وسلم، حتى إذا صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء دخل بيته، فاليوم في الدينة المنورة ينتهي مع صلاة العشاء، والكل ينام في هذا الوقت؛ ليبدأ اليوم الجديد بصورته الطبيعية بقيام الليل، ثم صلاة الفجر، وهكذا، ولكنه رضي الله عنه كان يجلس بعد العشاء بباب النبي صلى الله عليه وسلم، لماذا؟
أَقُولُ لَعَلَّهَا أَنْ تَحْدُثَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجَةٌ.

فهو رضي الله عنه وأرضاه يتفاني في خدمة النبي صلى الله عليه وسلم، يقول ربيعة:
فَمَا أَزَالُ أَسْمَعُهُ يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
سُبْحَانَ اللَّهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، حَتَّى أَمَلَّ، فَأَرْجِعَ، أَوْ تَغْلِبَنِي عَيْنِي، فَأَرْقُدَ.
يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في ذكرٍ دائمٍ لله عز وجل، ويظل ربيعة رضي الله عنه يسمع النبي صلى الله عليه وسلم، وبصورة مستمرة حتى يملّ، أو يرقد مكانه، إذا غلبه النعاس، وعندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم هذا التفاني منه في خدمته قال له كلمةً تدلّ على مدى إعجاب النبي صلى الله عليه وسلم به، قَالَ- أي ربيعة-:
فَقَالَ لِي يَوْمًا لِمَا يَرَى مِنْ خِفَّتِي لَهُ، وَخِدْمَتِي إِيَّاهُ:
سَلْنِي يَا رَبِيعَةُ أُعْطِكَ.
تخيل نفسك في موقف ربيعة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو رئيس المدينة المنورة، ورئيس الدولة، بل هو فوق هذا كله رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول له:
سَلْنِي يَا رَبِيعَةُ أُعْطِكَ.
هكذا يقول، وربيعة رضي الله عنه فقير جدًا، وفي أمسّ الحاجة إلى أي شيءٍ من الدنيا، فهو لا يجد بيتًا يأويه ولا يجد ما يتزوج به، بل لا يجد ما يأكله، أو يشربه، أو يلبسه، وهو في هذا الحال يجد من يقول له:
سَلْنِي يَا رَبِيعَةُ أُعْطِكَ.
وليس أي أحد، إنه الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم، ويستطيع أن يلبي له طلبه، وأن يأتي له بكل ما يريده، وتعالوا بنا نرى ما هو ردّ فعل سيدنا ربيعة أمام هذا العرض المغري جدًا من الرسول صلى الله عليه وسلم، يقول ربيعة:
فَقُلْتُ: أَنْظُرُ فِي أَمْرِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، ثُمَّ أُعْلِمُكَ ذَلِكَ.

تصور حال ربيعة بن كعب من ناحية الإمكانيات المادية، ومن ناحية الوضع الاجتماعي في المدينة المنورة، لنرى كيف يفكر هذا الرجل، قَالَ:
فَفَكَّرْتُ فِي نَفْسِي، فَعَرَفْتُ أَنَّ الدُّنْيَا مُنْقَطِعَةٌ زَائِلَةٌ، وَأَنَّ لِي فِيهَا رِزْقًا سَيَكْفِينِي، وَيَأْتِينِي، قَالَ: فَقُلْتُ:
أَسْأَلُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِآخِرَتِي، فَإِنَّهُ مِنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالْمَنْزِلِ الَّذِي هُوَ بِهِ.
فربيعة رضي الله عنه وأرضاه مع صغر سنه، إلا أنه يفهم حقيقة الدنيا جيدًا، ويعلم أن ما كتبه الله عزّ وجل له من الدنيا من مأكل، أو مشرب، أو مسكن، أو زوجة، أوغير ذلك، فهو لا بدّ آتيه، فلماذ لا يسأل الرسولَ صلى الله عليه وسلم ما هو صعب على كل مؤمن، ومؤمنة من أمور الآخرة، قَالَ: فَجِئْتُ، فَقَالَ:
مَا فَعَلْتَ يَا رَبِيعَةُ؟
قَالَ: فَقُلْتُ:
نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَسْأَلُكَ أَنْ تَشْفَعَ لِي إِلَى رَبِّكَ، فَيُعْتِقَنِي مِنَ النَّارِ.
وفي رواية مسلم:
أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ.

إنه رضي الله عنه يعرف من أين تُؤكل الكتف، فهو رضي الله عنه لا يريد الجنة فحسب، بل يريد الفردوس الأعلى، بل يريد مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في أعلى درجة في الجنة، وكأن النبي صلى الله عليه وسلم انبهر بهذا الكلام الرائع، أي ورع هذا، وأي تقوى هذه، وأي صلاح، وأي فقه اتّسم به هذا الشاب الصغير، قَالَ: فَقَالَ:
مَنْ أَمَرَكَ بِهَذَا يَا رَبِيعَةُ؟
قَالَ: فَقُلْتُ:
لَا وَاللَّهِ الَّذِي بَعَثَكِ بِالْحَقِّ مَا أَمَرَنِي بِهِ أَحَدٌ، وَلَكِنَّكَ لَمَّا قُلْتَ: سَلْنِي أُعْطِكَ. وَكُنْتَ مِنْ اللَّهِ بِالْمَنْزِلِ الَّذِي أَنْتَ بِهِ، نَظَرْتُ فِي أَمْرِي، وَعَرَفْتُ أَنَّ الدُّنْيَا مُنْقَطِعَةٌ، وَزَائِلَةٌ وَأَنَّ لِي فِيهَا رِزْقًا سَيَأْتِينِي، فَقُلْتُ أَسْأَلُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِآخِرَتِي.

قَالَ: فَصَمَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَوِيلًا.
يفكر صلى الله عليه وسلم في هذا الكلام العظيم الذي نطق به هذا الشاب الصغير الذي لم يصل بعد إلى العشرين من عمره.
ثُمَّ قَالَ لِي:
إِنِّي فَاعِلٌ.

ما أسعدك إذن يا ربيعة بهذا الأمر الرائع، فرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مستجاب الدعاء يدعو لك بمرافقته في الجنة، ولكن لا بد من بذل الجهد أيضًا من جانب ربيعة حتى يحظى بهذه الدرجة العظيمة، فيوجهه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هذا الأمر بقوله:
فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ.

وتعالوا بنا نقف مع هذه القصة العظيمة وقفة أخرى.
ماذا لو طلب ربيعة رضي الله عنه مالًا، أو بيتًا، أو زوجةً، أو طعامًا، أهذا حرام؟
وهل لو سألَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم الجنةَ، والمرافقةَ في أعلى الدرجات، والشفاعةَ، والعتقَ من النار، ثم سأل إلى جوار ذلك جزءا من الدنيا الحلال، هل هذا خطأ؟
في الواقع، هذا ليس بخطأ على الإطلاق، لكن ربيعة رضي الله عنه لا يتكلف في طلبه، فالجنة قد ملأت عليه قلبه وحياته بأكملها، فما عاد يفكر إلا فيها.
لو قلت لإنسان مثلا كم تطلب من المال؟
فقال لك: أطلب مليون دولار.
ثم قلت له: وماذا أيضًا؟
فقال لك: وخمسة جنيهات.
ماذا تساوي الخمسة جنيهات بجانب المليون دولار؟
لا شيء.
فكذلك الحال، وبهذا المنطق فكّر ربيعة رضي الله عنه، فهو لا يشغله شيء إذا حصل على هذا الفوز العظيم بالجنة، لا يعنيه أن يكون له بيت أو زوجة أو دابة.
فمنتهى آمال حياته أن يدخل الجنة، وهو لا يفكر في أي شيء آخر، ولا يتكلّف، وهو مشغول بالفعل بأمر الجنة ونعيمها، وما فيها من متاع دائم،
وقد كان كل ما يشغل ربيعة رضي الله عنه هو أن يعيش في خدمة الله عز وجل، وخدمة دينه، ونبيه صلى الله عليه وسلم.
كم منا سمع اسم هذا الصحابي؟
وكم منا يعرف حياته؟
إنه قدوة من قدوات الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
وموقف آخر

يروي سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه في أحداث عزوة بدر كما في صحيح مسلم وعند الإمام أحمد يقول:
فَدَنَا الْمُشْرِكُونَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
قُومُوا إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ.
كم مرة سمعنا
[وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ] {آل عمران:133} ،
لكن عمير بن الحمام الأنصاري رضي الله عنه وأرضاه سمع الكلمات، وتدبر فيها جيدًا، جنة عرضها السموات والأرض، هذا شيء ضخم جدًا، شيء مهول، وكأنه رضي الله عنه يسمع هذا الكلام للمرة الأولى، قَالَ: يَقُولُ عُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ الْأَنْصَارِيُّ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، جَنَّةٌ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ.
حجم مهول جدًا، وضخم جدًا، فكل ما نراه إنما هو السماء الدنيا، فما بالنا بالسموات السبع، قال صلى الله عليه وسلم كلمةً واحدةً فقط قَالَ:
نَعَمْ.
قَالَ: بَخٍ بَخٍ.
وهي كلمة تطلق لتعظيم الأمر، وتفخيمه في الخير، وقد خشي النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون عمير غير مصدق بهذا الكلام، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
مَا يَحْمِلُكَ عَلَى قَوْلِكَ: بَخٍ بَخٍ.
قَالَ: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَّا رَجَاءَ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِهَا.
فلما وجد الرسول صلى الله عليه وسلم الصدق في وجه عمير قَالَ:
فَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِهَا.

وهذا ما كان يعيش له عمير، وما كان يتمناه، وما كان يرجوه، وقد علم رضي الله عنه بإخبار الرسول صلى الله عليه وسلم له أنه من أهل الجنة، ولا يمنعه من دخولها إلا أن يموت ويفارق الدنيا.
فَأَخْرَجَ تَمَرَاتٍ مِنْ قَرَنِهِ- أي الوعاء الذي يحمل فيه الزاد- فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنْهُنَّ، ثُمَّ قَالَ: لَئِنْ أَنَا حَيِيتُ حَتَّى آكُلَ تَمَرَاتِي هَذِهِ إِنَّهَا لَحَيَاةٌ طَوِيلَةٌ – لأن عشت دقيقة أو اثنين أو ثلاثة آكل فيها هذه التمرات فهذه حياة طويلة، إنه بالفعل كان يعيش في الجنة، ولم يكن رضي الله عنه ليتكلف هذا الأمر أو هذا الكلام، إنه بالفعل صادق في كل ما يقوله، وهو يعرف أنه بمجرد موته سيكون قبره روضة من رياض الجنة، ثم يكون النعيم الكبير، والدائم في جنة الخلد، قَالَ: فَرَمَى بِمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ التَّمْرِ، ثُمَّ قَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ.

نال رضي الله عنه الأمنية التي كان يتمناها، في حين نرى الكثير من الناس يتمنى أن يكتب له عمر ثانٍ، ويتمنى أن يعيش السنين الطوال، ويطول الأمل، أما عمير رضي الله عنه، فكان يتمنى صادقًا أن يموت، وقد صدق الله فصدقه الله.
الجنة وبيعة العقبة الأولى

في مسند الإمام أحمد عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: كُنْتُ فِيمَنْ حَضَرَ الْعَقَبَةَ الْأُولَى، وَكُنَّا اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا، فَبَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَيْعَةِ النِّسَاءِ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُفْتَرَضَ الْحَرْبُ عَلَى أَنْ لَا نُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا نَسْرِقَ، وَلَا نَزْنِيَ، وَلَا نَقْتُلَ أَوْلَادَنَا، وَلَا نَأْتِيَ بِبُهْتَانٍ نَفْتَرِهِ بَيْنَ أَيْدِينَا، وَأَرْجُلِنَا وَلَا نَعْصِيَهُ فِي مَعْرُوفٍ، هذه ستة شروط، يشترطها النبي صلى الله عليه وسلم عليهم وهم في بداية إسلامهم،فما هو الثمن إذن، قال النبي صلى الله عليه وسلم:
فَإِنْ وَفَّيْتُمْ فَلَكُمْ الْجَنَّةُ، وَإِنْ غَشِيتُمْ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا، فَأَمْرُكُمْ إِلَى اللَّهِ إِنْ شَاءَ عَذَّبَكُمْ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَكُمْ.
ومع كل هذه الشروط الصعبة لم يتخلف أحد منهم عن الوفاء بكل هذه الشروط، ذلك لأن الثمن هو الجنة.

أما بيعة العقبة الثانية، فكانت أصعب من الأولى، ففي مسند الإمام أحمد عن جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ،قال: … قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلَامَ نُبَايِعُكَ؟
قَالَ تُبَايِعُونِي – ونعرض عناصر هذه البيعة بشيءٍ من التفصيل.
أولًا: عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي النَّشَاطِ وَالْكَسَلِ.
الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم أن هؤلاء الذين يبايعونه هم من تُبني عليهم الأمة، وهم من سيحملون لواء الدعوة، فبيّن لهم النبي صلى الله عليه وسلم في وضوح تام ما يجب عليهم من تبعات عظيمة أولها: السمع والطاعة.
ليس هذا فحسب، بل السمع والطاعة في النشاط وال**ل.
ربما يكون الإنسان متحمسًا للعمل، والدعوة في أثناء نشاطه، واندفاعه، لكن ينبغي السمع والطاعة أيضًا في حال ما إذا كان الإنسان أيضًا في حالة ال**ل وخمول، ربما يعود الإنسان من عمله مرهقًا، ومتعبًا، ومع هذا، ومن باب السمع والطاعة ينبغي أن يصلي في المسجد جماعة، ربما يكون عندك في بعض الأوقات حميّة للجهاد في سبيل الله، وفي أوقات أخرى ينتابك الفتور، وال**ل، وهذا ليس مبررًا لعدم الطاعة، فمن استطاع أن يسمع ويطيع في النشاط وال**ل، كان جديرًا بحمل الراية، وعلى هذا ربّى النبي صلى الله عليه وسلم الجيل الأول من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
ثانيًا: وَعَلَى النَّفَقَةِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ.
الإنفاق حال اليسر لا بأس به، أما الإنفاق حال العسر، والحاجة، والفقر، فشيءٌ صعب، لكن النبي صلى الله عليهم وسلم اشترط ذلك عليهم أيضًا.
ثالثُا: وَعَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ.
وهذا الأمر أيضًا من الأمور الصعبة على النفوس.
رابعًا: وَعَلَى أَنْ تَقُولُوا- وفي رواية: وعلى أن تقوموا- فِي اللَّهِ لَا تَأْخُذُكُمْ فِيهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ.
أيضًا هذا الشرط في منتهى الصعوبة، فكم تكون المواجهة شديدة أمام الدعاة! لكن على كل حال لا يكون هذا مبررًا لأن يقف الدعاة عن العمل لله والدعوة إليه.
خامسًا: وَعَلَى أَنْ تَنْصُرُونِي إِذَا قَدِمْتُ يَثْرِبَ، فَتَمْنَعُونِي مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ أَنْفُسَكُمْ، وَأَزْوَاجَكُمْ، وَأَبْنَاءَكُمْ.
فهذه هي الشروط الخمسة، في منتهى الصعوبة، وهذا لأن الإسلام دين يحتاج إلى مجهود عظيم، وتضحية كبيرة، يحتاج إلى من يريد أن يدفع لا إلى من يريد أن يأخذ، يحتاج إلى من يريد أن يأخذ أجره في الآخرة فقط، ولا يريد شيئًا من الدنيا.
بعد كل هذه الشروط والصعوبات الكبيرة، ما هو الأجر؟
وما هو المقابل لكل هذا؟
ما هو الثمن إذا صرفنا حياتنا لله؟
وأجاب النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة واحدة فقط:
وَلَكُمُ الْجَنَّةُ.
وَلَكُمُ الْجَنَّةُ.


الشروط أكثر من أربعين كلمة، والثمن كلمة واحدة: الْجَنَّةُ.
ومع هذا كله، فإن من يفِ بهذه الشروط هو الرابح، وإذا عرفت معنى الجنة وقيمتها لن تستكثر ما تدفع من ثمن مهما قدمت، وستكون بلا شك رابحًا.
يقول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: فَقُمْنَا نُبَايِعُهُ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ، وَهُوَ أَصْغَرُ السَّبْعِينَ، فَقَالَ:
رُوَيْدًا، يَا أَهْلَ يَثْرِبَ، إِنَّا لَمْ نَضْرِبْ إِلَيْهِ أَكْبَادَ الْمَطِيِّ إِلَّا وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، إِنَّ إِخْرَاجَهُ الْيَوْمَ مُفَارَقَةُ الْعَرَبِ كَافَّةً، وَقَتْلُ خِيَارِكُمْ، وَأَنْ تَعَضَّكُمْ السُّيُوفُ، فَإِمَّا أَنْتُمْ قَوْمٌ تَصْبِرُونَ عَلَى السُّيُوفِ إِذَا مَسَّتْكُمْ، وَعَلَى قَتْلِ خِيَارِكُمْ، وَعَلَى مُفَارَقَةِ الْعَرَبِ كَافَّةً، فَخُذُوهُ وَأَجْرُكُمْ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِمَّا أَنْتُمْ قَوْمٌ تَخَافُونَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ خِيفَةً، فَذَرُوهُ فَهُوَ أَعْذَرُ عِنْدَ اللَّهِ.

قَالُوا: ي أَسْعَدُ بْنَ زُرَارَةَ، أَمِطْ عَنَّا يَدَكَ، فَوَاللَّهِ لَا نَذَرُ هَذِهِ الْبَيْعَةَ، وَلَا نَسْتَقِيلُهَا. فَقُمْنَا إِلَيْهِ رَجُلًا رَجُلًا يَأْخُذُ عَلَيْنَا بِشُرْطَةِ الْعَبَّاسِ، وَيُعْطِينَا عَلَى ذَلِكَ الْجَنَّةَ.

ومع أنهم رضي الله عنهم وأرضاهم جميعًا في مرحلة الطفولة في الإسلام، فمنهم من أسلم منذ يوم واحد فقط، ومنهم من أسلم منذ يومين، ومنهم من أسلم منذ شهر، أو شهرين، وأقدمهم إسلامًا من أسلم منذ سنتين، وهم الستة الأوائل من الخزرج، ومع هذا، فكان لديهم من وضوح الرؤية، وعمق الفهم ما ارتفع بهم إلى هذه المنزلة السامية العالية، فهذا هو جيل الصحابة، وهذه هي قيمة الجنة عندهم.

السموحة ع الاطالة اخوتي في الله ..
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان لا إله إلا أنت استغفرك واتوب اليك
في حفظ الرحمن

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

يا عيني على الموضوع الرااااائع ما شاء الله

تعريف الصُّحْابَة000

‏الصحبة في اللغة ‏:‏ الملازمة والمرافقة‏ والمعاشرة ، يقال ‏:‏ صحبه يصحبه صحبة
وصحابة بالفتح وبال**ر ‏:‏ عاشره ورافقه ولازمه
وفي حديث قيلة ‏:‏ خرجت أبتغي الصحابة إلى رسول -الله صلى الله عليه وسلم- ،
هذا مطلق الصحبة لغة000
الصَّاحِب : المرافق ومالك الشيء و القائم على الشيء
ويطلق على من اعتنق مذهباً أو رأياً فيقال أصحاب أبي حنيفة وأصحاب الشافعي000
الصَّاحِبَة : الزوجة ، قال تعالى 🙁 وأنَّهُ تَعَالى جَدُّ رَبِّنا ما اتَّخَذَ صَاحِبَةً ولا وَلداً )000000
الصَّحَابِيّ : من لقي النبي -صلى الله عليه وسلم-
مؤناً به ومات على الإسلام ، وجمعها صحابة000

***************

ما تثبت به الصُّحْبَة000

‏‏اختلف أهل العلم فيما تثبت به الصحبة ‏، وفي مستحق اسم الصحبة ‏
قال بعضهم ‏:‏(‏ إن الصحابي من لقي النبي -صلى الله عليه وسلم- مؤمنا به ‏
ومات على الإسلام )000وقال ابن حجر العسقلاني ‏:(‏ هذا أصح ما وقفت عليه في ذلك ‏)000
‏فيدخل فيمن لقيه ‏:‏ من طالت مجالسته له ‏، ومن قصرت ‏، ومن روى عنه ‏،
ومن لم يرو عنه ‏، ومن غزا معه ‏، ومن لم يغز معه ‏
ومن رآه رؤية ولو من بعيد ‏، ومن لم يره لعارض كالعمى000 ‏
ويخرج بقيد الإيمان ‏:‏ من لقيه كافرا وإن أسلم فيما بعد ‏
إن لم يجتمع به مرة أخرى بعد الإيمان000

كما يخرج بقيد الموت على الإيمان ‏:‏ من ارتد عن الإسلام
بعد صحبة النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- ومات على الردة فلا يعد صحابيا000
وهل يشترط التمييز عند الرؤية ‏؟‏000
‏منهم من اشترط ذلك ومنهم من لم يشترط التمييز000
وقال بعضهم ‏:‏ لا يستحق اسم الصحبة ‏,‏
ولا يعد في الصحابة إلا من أقام مع النبي -صلى الله عليه وسلم- سنة فصاعدا ‏
أو غزا معه غزوة فصاعدا ‏، حكي هذا عن سعيد بن المسيب ‏
وقال ابن الصلاح ‏:‏ هذا إن صح ‏:‏ طريقة الأصوليين000

وقيل ‏:‏ يشترط في صحة الصحبة ‏:‏ طول الاجتماع والرواية عنه معا ‏
وقيل ‏:‏ يشترط أحدهما ‏، وقيل ‏:‏ يشترط الغزو معه ‏، أو مضي سنة على الاجتماع ‏
وقال أصحاب هذا القول ‏:‏ لأن لصحبة النبي صلى الله عليه وسلم
شرفا عظيما لا ينال إلا باجتماع طويل يظهر فيه الخلق المطبوع عليه الشخص
‏كالغزو المشتمل على السفر الذي هو قطعة من العذاب ‏
والسنة المشتملة على الفصول الأربعة التي يختلف فيها المزاج000

***************

طرق إثبات الصحبة000

‏‏‏1‏‏ ‏-‏ منها ‏:‏ التواتر بأنه صحابي000
‏2‏ ‏‏‏-‏ ثم الاستفاضة والشهرة القاصرة عن التواتر000 ‏
‎‏ 3 ‏- ثم بأن يـروى عـن أحـد من الصحابـة أن فلانا له صحبـة

أو عن أحد التابعين بناء على قبول التزكية عن واحد000
‏‏‏4‏ ‏-‏ ثم بأن يقول هو إذا كان ثابت العدالة والمعاصرة ‏: أنا صحابي000

أما الشرط الأول ‏:‏ وهو العدالة فجزم به الآمدي وغيره ‏
لأن قوله ‏:‏ أنا صحابي ، قبل ثبوت عدالته يلزم من قبول قوله ‏:‏
إثبات عدالته ‏,‏ لأن الصحابة كلهم عدول فيصير بمنزلة قول القائل ‏:‏ أنا عدل000وذلك لا يقبل

‏وأما الشرط الثاني ‏:‏ وهو المعاصرة فيعتبر بمضي مائة سنة وعشر سنين
من هجرة النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- ‏لقوله -صلى اللـه عليه وسلم-
في آخر عمره لأصحابه ‏:‏( أرأيتكم ليلتكم هذه ‏؟‏ فإن على رأس مائة سنة منها
لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد ‏)000وزاد مسلم
من حديث جابر ‏:‏( أن ذلك كان قبل موته -صلى الله عليه وسلم- بشهر )000

***************

عدالة من ثبتت صحبته000‏

‏‏‏اتفق أهل السنة ‏على أن جميع الصحابة عدول ‏
ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة000
وهذه الخصيصة للصحابة بأسرهم ‏، ولا يسأل عن عدالة أحد منهم ‏
بل ذلك أمر مفروغ منه ‏، لكونهم على الإطلاق معدلين بتعديل الله لهم وإخباره عن طهارتهم ‏
واختياره لهم بنصوص القرآن
قال تعالى ‏:‏( كُنْتُمْ خَيْرَ أمَّةٍ أخْرِجَت للنّاس ‏)000
‏واتفق المفسرون على أن الآية واردة في أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-000
قال تعالى 🙁 وَكَذلِك جَعَلنَاكُم أمَّةً وَسَطا لِتَكُونوا شُهَدَاء عَلى النّاسِ ‏)000
وقال تعالى ‏:‏ (‏ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ والذين مَعْهُ أشِدّاءٌ على الكُفّارِ ‏)000
وفي نصوص السنة الشاهدة بذلك كثرة ‏، منها 000
حديث ‏أبي سعيد المتفق على صحته ‏:‏ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
قال ‏:‏( لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي ‏بيده
لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ‏ولا نصيفه ‏)000
‏وقال -صلى الله عليه وسلم- ‏:‏(‏ الله ، الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي ‏
فمن أحبهم فبحبي أحبهم ‏، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ‏
ومن آذاهم فقد أذاني ‏، ومن أذاني فقد أذى الله ‏،‏ ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه )000

‏قال ابن الصلاح ‏:‏( ثم إن الأمة مجمعة على تعديل جميع الصحابة
ومن لابس الفتن منهم فكذلك ‏، بإجماع العلماء الذين يعتد بهم في الإجماع
إحسانا للظن بهم ‏،‏ ونظرا إلى ما تمهد لهم من المآثر ‏، وكأن الله سبحانه وتعالى
أتاح الإجماع على ذلك لكونهم نقلة الشريعة ‏،‏ وجميع ما ذكرنا يقتضي القطع بتعديلهم ‏
ولا يحتاجون مع تعديل الله ورسوله لهم إلى تعديل أحد من الناس ‏000

ونقل ابن حجر عن الخطيب في ‏"‏ الكفاية ‏"‏
أنه لو لم يرد من الله ورسوله فيهم شيء مما ذكرناه
لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة ‏، والجهاد ‏، ونصرة الإسلام ‏
وبذل المهج والأموال ‏، وقتل الآباء ‏، والأبناء ‏، والمناصحة في الدين ‏
وقوة الإيمان واليقين ‏:‏ القطع بتعديلهم ‏، والاعتقاد بنزاهتهم ‏
وأنهم كافة أفضل من جميع الخالفين بعدهم والمعدلين الذين يجيئون من بعدهم ‏)000

ثم قال ‏:(‏ هذا مذهب كافة العلماء ‏،‏ ومن يعتمد قوله ‏
‏ وروى بسنده إلى أبي زرعة الرازي
قال ‏:‏(‏ إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
فاعلم أنه زنديق ‏)000‏ذلك أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- حق ‏
والقرآن حق ‏،‏ وما جاء به حق ‏،‏ وإنما أدى إلينا ذلك كله الصحابة ‏
وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا ‏، ليبطلوا الكتاب والسنة
والجرح بهم أولى ‏، وهم زنادقة )000

***************

إنكار صحبة من ثبتت صحبته بنص القرآن

اتفق الفقهاء على تكفير من أنكر صحبة أبي بكر ‏-رضي الله عنه‏-‏
لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ‏، لما فيه من تكذيب قوله تعالى 000
بسم الله الرحمن الرحيم ‏:‏( إذْ يَقُول لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إنّ اللّهَ مَعَنَا ‏)000
‏ واختلفوا في تكفير من أنكر صحبة غيره من الخلفاء الراشدين ،
كعمر ‏،‏ وعثمان ‏،‏ وعلي ‏-‏رضي الله عنهم‏-
000فنص الشافعية ‏على أن من أنكر صحبة سائر الصحابة
غير أبي بكر لا يكفر بهذا الإنكار‏ ، وهو مفهوم مذهب المالكية ‏،
وهو مقتضى قول الحنفية ‏، وقال الحنابلة ‏:‏ يكفر لتكذيبه النبي -صلى الله عليه وسلم-‏
ولأنه يعرفها العام والخاص وانعقد الإجماع على ذلك فنافي صحبة أحدهم
أو كلهم مكذب للنبي -صلى الله عليه وسلم-000

***************

سب الصحابة

‏‏من سب الصحابة أو واحدا منهم ، فإن نسب إليهم ما لا يقدح في عدالتهم
‏أو في دينهم بأن يصف بعضهم ببخل‏ أو جبن أو قلة علم أو عدم الزهد ‏ونحو ذلك ‏
فلا يكفر باتفاق الفقهاء ، ولكنه يستحق التأديب000
‏أما إن رماهم بما يقدح في دينهم أو عدالتهم كقذفهم ‏:‏
فقد اتفق الفقهاء على تكفير من قذف الصديقة بنت الصديق عائشة ‏-‏رضي الله عنهما-
زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- بما برأها الله منه ، لأنه مكذب لنص القرآن000

‏أما بقية الصحابة فقد اختلفوا في تكفير من سبهم ‏،
فقال الجمهور ‏:‏ لا يكفر بسب أحد الصحابة ‏، ولو عائشة بغير ما برأها الله منه
ويكفر بتكفير جميع الصحابة ، أو القول بأن الصحابة ارتدوا
جميعا بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو أنهم فسقوا
لأن ذلك تكذيب لما نص عليه القرآن في غير موضع من الرضا عنهم
والثناء عليهم ‏،‏ وأن مضمون هذه المقالة ‏:‏ أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فسقة ‏
وأن هذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت
وخيرها القرن الأول كان عامتهم كفارا أو فساقا ‏، ومضمون هذا ‏:‏
أن هذه الأمة شر الأمم ‏،‏ وأن سابقيها هم أشرارها ‏
وكفر من يقول هذا مما علم من الدين بالضرورة 000
‏وجاء في فتاوى قاضي خان ‏:‏ يجب إكفار من كفر عثمان
أو عليا ‏، أو طلحة ‏،‏ أو عائشة ‏، وكذا من يسب الشيخين أو أو يلعنهما0

وإليكــــــم رابـــــط الصـــــحابة
رضوان الله عليهم

الــــرابــــــــــط

خليجية

أبدعت في الطرح حنين والله يعطيج العافية كفيتي ووفيتي
والموضوع أن كان طويلا ففيه الفائدة والعبرة ما شاء الله عليج لا تحرمينا من ها المواضيع
وتم الحفظ لدينا وجاري نشره وإن شاء الله في ميزان حسناتج يا رب
وأسأل الله أن يتقبل منك كل كلمة كتبتيه أو نقلتيها لنا في أعمالك الصالحة
والأبداع لا يخفى عليك أبدا من مبدعة مثلك ثبتك الله على الدين الإسلام
وجزاك الله خيرا……..آميــــــــن

ودمتــــــي بحفــــــظ الــــــرحمن

تسلميـــن الغاليــــهـ على الموضوووع ..

الله يعطيــــج العافيــــهـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

حقـــاً موضوعج في قمة الروعة حنين

وكما قال اخوي الحبوب رغم طول الموضوع الا انه كان ممتعاً ويحمل الكثير من العبر ^^

جزاااج الله خير الجزاء غاليتي على هالطرح الاكثر من رائع

اسأل الله ان يكتب لك بكل خطوة سعادة وكل نظرة عبادة وكل بسمة شهادة وكل رزق زيادة

آآآآآآآآآآآآآآآآآمين يارب العالمين

والله يجزيك كل الخير اخوي الحبوب ع الاضافة القيمة

ربي يجعل كل حرف في ميزان حسناتكم ويرزقكم فسيح جناته

دمتم بحفظ الرحمن ورعايته

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،،

موضوع قيم جدا وغني بالعبر ،، وحقا النفس تستحي
وتحاسب نفسها على تقصيرها ،، فطوبي وهنيئا لكل من كان من مثل
تلك الصحابة رضي الله عنهم ،،

اللهم قدّرنا على رضاك ،، اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا
ولا إلى النار مصيرنا ،، وإجعل الدنيا هي دارنا ،، وإجعلنا من عبادك الصاحلين،،
ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخاف فينا ولا يرحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين ،،

،،

جزاكِ الله خير حبيبتي في الله : حنين ،، على الموضوع قيم ،،
رضي الله عندكِ دوما وابدا ،،، ووفقكِ في كل عمل صالح
وأراحكِ دنيا وآخرة وأدخلكِ الجنة مع محبينكِ يارب،،

وأترقب كل جديدكِ الهادف ،،

والله يحفظكِ ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يزاكم الله خير ع المرور العطر..
شكرا لهذا التواصل الرائع..
وبكل دعوة كتبت هنا آآآمين وإياكم اجمعين
استميحكم عذرا اخوتي في الله..
وجزيتك خيرا ع الاضافة القيمة والرابط القيم والرائع
في ميزان حسناتكم ان شاء الله
وعسى الرحمن يحفظكم وينور دربكم
دمتم ودام في الله لقاؤكم..السموحه
في حفظ الرحمن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.