تاريخ النشر: 01-مايو-2010
خطبة الجمعة:23جمادى الأولى1431 الموافق: 7/5/2010م
الخطبة الأولى
الحمد لله رب العالمين الذي أمر بالتعاون بين الناس أجمعين
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين
وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله إمام المرسلين
وأسوة المتعاونين, اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
وعلى آله وأصحابه الذين كانوا في الله متحابين, وعلى البر والتقوى متعاونين
فرضي الله عنهم أجمعين ومن اقتفى أثرهم إلى يوم الدين.
أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله عز وجل
قال تعالى 🙁 وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان
واتقوا الله إن الله شديد العقاب).
أيها المسلمون: لقد خلق الله سبحانه الإنسان مدنيا بطبعه
لا تستقيم حياته، ولا يدوم بقاؤه إلا بمعاونة غيره له
فقد سخر الله عز وجل الناس بعضهم لبعض في الغذاء والكساء والتصنيع والحماية
فلا يستطيع أحد أن يستقل بنفسه
لذلك لا بد من التعاون بين الناس لقيام المجتمعات وبناء الحضارات
وتقدم الشعوب ورفعتها وازدهارها, ولا يمكن أن يعيش الفرد بدون معونة الآخرين
ولا يحيا حياة آمنة مطمئنة بدون تعاون مع غيره
ولنا في سيدنا إبراهيم عليه السلام القدوة الحسنة حينما أمره ربه ببناء البيت
قال: يا إسماعيل إن الله أمرني بأمر. قال: فاصنع ما أمرك ربك.
قال: وتعينني؟ قال: وأعينك. قال: فإن الله أمرني أن أبني ها هنا بيتا…
فعند ذلك رفعا القواعد من البيت وهما يقولان 🙁 ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ).
وفي الأسرة والبيت تتجلى الحاجة إلى التعاون بين أفراد الأسرة جميعا من الزوجين والأولاد
وكل فرد فيها مطالب بأن يساعد الآخر في واجبه
وأن يسهم في تكوين الأسرة وبنائها واستقرارها وسعادتها
فالزوج والزوجة يتعاونان على تأسيس هذه الأسرة على التفاهم والمودة والرحمة
بأن يعرف كل منهما واجبه تجاه أسرته, لأن مسؤوليتهما مشتركة
وقد كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يحقق مبدأ التعاون مع أهله
فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخصف نعله
ويخيط ثوبه، ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته.
عباد الله: وللتعاون أهمية بالغة في تماسك المجتمع وقوته ونشر المحبة فيه
وتحقيق التكافل بين أفراده, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
« مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد
إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».
لذلك شرع الإسلام الزكاة ورغب في الصدقة والوقف بكل أنواعه وجميع أبوابه
وحث على الإحسان للجيران ومعاونتهم, وعيادة المرضى والوقوف بجانبهم
ومساعدة المحتاجين وإدخال السرور على قلوبهم
ودعا جميع أفراد المجتمع الواحد أن يتعاونوا فيما بينهم في جميع أمورهم وأحوالهم
قال صلى الله عليه وسلم :« إن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ».
أيها المؤمنون: إن التعاون هو سبيل النجاح وإدراك الغايات السامية والأهداف النبيلة
ففي ميدان التعليم يجب أن تتضافر جميع الجهود لتحقيق الأهداف المرجوة من التعليم
فالآباء والأمهات بالمراقبة والمتابعة
والمدرسون والمدرسات بأداء الأمانة والطلاب بالجد والاجتهاد
والمفكرون بتقديم أبحاث لتطوير التعليم
والإعلاميون ببث النشاط وتقوية العزيمة في نفوس أبناء المجتمع
ورجال الأعمال بدعم العلم والأبحاث العلمية عن طريق الوقف
والمساهمة في تطوير المؤسسات التعليمية, ورعاية المبدعين والمتفوقين
وبذلك يستحق الجميع ثواب الدلالة على الخير, قال النبي صلى الله عليه وسلم:
« من دل على خير فله مثل أجر فاعله ».
عباد الله: إن نجاح الموظف والعامل في عمله يتوقف على مدى تعاونه مع زملائه
فهو معهم يشكل فريق عمل واحد، فالتعاون في الوظيفة
والعمل يحقق المحبة والتآلف بين الموظفين
ويختصر زمن الإنجاز, ويزيد في الإنتاج.
وكذلك أمن الطريق لا يتحقق إلا بتعاون الجميع من سائقين
ومشاة بالتزامهم قواعد السير والمرور.
اللهم وفقنا لطاعتك وطاعة من أمرتنا بطاعته امتثالا لقولك :
( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم
وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه أجمعين
والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله حق التقوى
واعلموا أن التعاون مطلوب من كل فرد من أفراد هذا المجتمع
كل في مجال عمله واختصاصه
فالعلماء يتعاونون على غرس القيم الإيمانية والأخلاقية
ونشر منهج الوسطية والاعتدال, وبيان أحكام الدين بيسر وسماحة
والأطباء يتعاونون على علاج المرضى, وتحقيق الأمن الصحي لمجتمعهم
وجميع أفراد المجتمع يتعاونون في المحافظة على أمن هذا الوطن
واستقراره وصيانة ممتلكاته ومقدراته، ونظافة بيئته وشوارعه وطرقه
وبذلك نكون مساهمين في المحافظة على تقدمه ورقيه وتطوره وازدهاره
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« يد الله مع الجماعة ».
هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه قال تعالى :
(إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم:« من صلى على صلاة صلى الله عليه بها عشرا»
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اللهم اجعلنا متعاونين على فعل الخيرات، متحابين فيك ابتغاء الجنات
اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم
ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم
اللهم إنا نسألك مما سألك منه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
ونعوذ بك مما تعوذ منه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي
وسائر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات
اللهم ارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم وإخوانهما شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إلى رحمتك
اللهم أنزلهم منزلا مباركا، وأفض عليهم من رحماتك وبركاتك
اللهم وفق ولي أمرنا الشيخ خليفة بن زايد ونائبه لما تحبه وترضاه
وأيد إخوانه حكام الإمارات وولي عهده الأمين
اللهم اغفر لكل من وقف لك وقفا يعود نفعه على عبادك
اللهم بارك في مال كل من زكى وزده من فضلك العظيم
اللهم إنا نسألك المغفرة والثواب لمن بنى هذا المسجد ولوالديه
ولكل من عمل فيه صالحا وإحسانا، واغفر اللهم لكل من بنى لك مسجدا يذكر فيه اسمك
ولو كان كمفحص قطاة، اللهم أدم على دولة الإمارات
الأمن والأمان وعلى سائر بلاد المسلمين.
عباد الله 🙁 إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى
وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون)
اذكروا الله العظيم يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم
(وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر
ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون)
لتحميل الخطبة بصيغة ملف (Word)
لتحميل الخطبة بصيغة ملف (PDF)
ودمتــــــــــــم بحفـــــــــــــــظ الـــــــرحمـــــــــــن
اللهم آآآمين يااا رب العالمين ،،
جزاك الرحمن خيراً مشرفنا على الخبطة الرائعة ،،
وبارك الله فيك أخي ،،
وفقك ربي إلى الطاعات ودمت في حفظه روعايته ..
اللهم آمين يا رب العالمين
جزااااااكم الرحمن خيرا..
تقبل الله اعمالكم خالصة لوجهه ووفقكم لرضاه دوما …
وصلي اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..
في حفظ الرحمن