الفساد الأخلاقي
بسم الله الرحمن الرحيم
التمسك بمبادئ الخير والفضيلة والعدل والتي هي من صميم الأخلاق بغض النظر عن ديانة أو مذهب أية أمة من الأمم هي التي تعصمها من أي قاصم يتربص للفتك بها.. بل هي أسباب نهضة الأمم ورقيها.. وما قامت بداية وازدهرت لاحقا الحضارات في الأرض عبر السنين إلا لأنها رفعت شعار الفضيلة والعدل رفع الظلم عن الفقير والحقير والمساواة بين الناس.. ولك أن ترى كيف حققت الثورات أهدافها ضد دول الظلم إلا بتمسكها واعتقادها ومناداتها الدائمة لأمور..
الأخلاق هي جزء أساسي وصميمي جوهري فيها.. وعند تدهور هذه المبادئ الأخلاقية وتزعزعها وتضعضعها عند الشعوب والدول أو الأمم – عربية أو غير عربية أسلامية أو غيرها..يؤدي حتما إلى فساد الأمم وزوال بريقها وألقها واسباب قوتها وعزها.. ولنا في الممالك الإسلامية خير عبرة وآخرها في أندلسنا.. بل وقبل ذلك في تاريخ المسلمين..
فساد أخلاقي يبدأ من الفرد والذي هو عضو في أسرة.. سكوت على المنكر من أسرة بل وركوب الهوى معه.. وإذا سرى الفساد في الأسر وانتشر ولم يُنه عن ذلك أهل الحكمة والصلاح.. فسيستشرى الداء في الهواء.. وسيلحق البلاء الناس..
و ما هي أسباب ظهور هذا الفساد ؟
• بعد الوعي والوازع الديني..
• البعد عن معاني العدل والفضيلة والمساواة حسب ما نادت به جميع الشرائع..
• سكوت العلماء عن شؤون العباد وعدم قيامهم بالدور اللازم عليهم – أمرهم بالمعروف وإنكارهم المنكر حيث وجد..
• المبادئ الهدامة التي وفدت إلينا من الشرق والغرب والتي كان الاستعمار سببا رئيسيا لوجودها .. بل وحملات التغريب التي جعلت من الحضارات الغربية إله يعبد من دون الله.. التي تصدم مع موروث الأمة العربية الإسلامية..
• فساد القاعدة والهرم.. وانغماس الطرفين في الملذات واللذائذ والتوافه وأسباب الراحة المفرطة والدعة..
• البعد عن الأخذ بأسباب القوة والتي تتكئ على الفضيلة والعدل..
• كثرة الفواحش وانشغال الناس عن الخير..
• الانشغال عن التعليم ونشره وإشاعته على جميع الشرائح..
الفساد الأخلاقي موجود كان في الماضي وسيكون في الحاضر وسيظل إلى قيام الساعة ..مادام الخير والشر موجودين ومتدافعين.. الخير في أمتنا إلى يوم القيامة ..الفساد يزداد والصحوة والعودة إلى الدين في ازدياد.. ولكِم أن تعلموا.. أن كل ضربة نتلقاها هنا وهناك تزيد من يقين الناس أن الإسلام هو طريق النجاة ودرب النجاح ومسلك الفلاح..
خذ على سبيل المثال.. عندما تعرضت البوسنة المسلمة للقتل والتنكيل وسام العدو أصناف العذاب عليهم ووقفت الدنيا موقف المتفرج عليهم لأنهم قالوا لا إله إلا الله.. كم حرك في شعوبنا هذا من مشاعر القهر والقرف تجاههم وعرفوا- وهم مسلمون – أن هذا الغرب الذي نستأنس بحضارته ونتشدق بعدالته(طبعا من المتأثرتين منا بهم)..غرب غير منصف وظالم والحق أحق أن يتبع .. فعادوا إلى الدين.. وما فلسطين وأهل الكيل بسبعين مكيال عنا ببعيد .. وهناك قوم منا لازالوا يرفلون في المعصية والدعوة وإغراء الناس إليها..
وأنا أيضا أرى أن للاستعمار والتغريب دورا في الفساد الذي تسرب إلى أخلاق أمتنا.. وأعلم أن هناك أياد تريد لأهل العفة الفساد عن طريق قلم مأجور أو إعلام مفسد موجه يستهدف شبابنا وشاباتنا وأمتنا حتى يتمكن من إضعافنا.. وما برتوكولات بني صهيون ومن يسعى لتطبيقها علينا عنا ببعيد.. بل الخطر يأتي من العربي المستغرب الوله المتيم بثقافة الغرب – شره قبل خيره – يأتي بلده ويريد من مجتمعه أن يكون نسخة من ذلك المجتمع الذي أُشرب حبه وأُرضِع عشقه وهيامه..
ماهي الحلول ؟
العاصم في هذا الزمان من الفساد الأخلاقي عن أبنائنا يقينا والأسلم والأحكم وهو دور الأسرة في التوجيه السليم والتربية الصحيحة .. ثم الصحبة الصالحة ثم المدرسة.. ولو صلحت الأسر أسرة أسرة.. لصلح المجتمع.. ولصلح علية القوم للأمر الواقع..
دور الأسرة مهم جدا.. لا يقتصر على التوجيه والتنبيه والإشارة إلى ما هو صحيح او خطأ.. التربية يجب أن تكون مبنية على الحوار الهادئ الهادف بين الأبناء.. تعرضٌ للقضايا الموجودة في الساحة قضية قضية(وكل مايستجد في الحياة اليومية) ويحاول الوالدان معالجتها مع الأبناء بلا وجل أو ملل..ومن التربية أن تتم مراقبة ما يعرضه الإعلام في جميع وسائله مع تجسير العلاقات مع المدرسة.. ودوام تفقد الصحبة المرافقة له أو لها..وبالتالي لو علم ما يعرضه الإعلام في البيت للولد أو الفتاة وأقيمت العلاقات مع المدرسة بالزيارات الدورية وعلم وتُأكد من أمر الصحبة.. أي هذه الأضلاع الثلاثة مع التوجيه البيتي الأسري وهو الضلع الأول..في الغالب ماوقع خلل..
إذا أختل التوازن في أحد الأضلاع, جاء الخلل..إما في فقدان التوجيه الأسري والتربية المبنية على هدي ديننا أو عدم وجود لصحبه الصالحة أو عدم مراقبة ما تعرضه وسائل الإعلام وانقطاع المتابعة المدرسية..
التوجيه الأسري على أهميته كما أسلفنا لا يجب أن يغفل جانبا غاية في الأهمية.. وهو دوام الدعاء للأبناء بالصلاح والفلاح وبعدم الزيغ والانحراف في مجتمع في زماننا صعب المراس.. وللأهل استكمال التوجيه وهذا شهدناه في زماننا وهو دور إمام المسجد المربي والموجه والذي كان يزور ويسأل ويتفقد أحوال الشباب..
ومع هذا قد يحصل الخلل.. لضعف في النفس او استحكام شهوة أو اقتناع بشبهة من صديق .. الواجب بدل من إلقاء اللوم على أي طرف..الأجدى هو جلوس الآباء مع النفس أولا لمعرفة ما جرى.. ومحاولة العلاج بهدوء وإعادة الجلسات الحوارية الهادفة لبيان ما يلزم من وجه الحق والصواب..والسعي الحثيث معرفة الرأي الآخر بغير قمع أو تجريح أو تقريع.. لاحتواء الخطأ وإعادة الهيبة للأسرة والابن المخطئ أو البنت المخطئة أيضا..
وأيضا لابد أن يهتم الفرد بنفسه في إصلاحها والاعتناء بها سلوكيا وتربويا ويؤثر في المحيط الذي حوله فردا فردا وأسرة أسرة.. وأن يلقي اللوم على المجتمع فهذا في الخطأ بعينه والتواكل بذاته..إن كان للمجتمع خيارات مفروضة على الفرد والأسرة.. فالفرد لهو القرار في كثير من الأمور التي لو انشغل بها لأصلح أمورا كثيرا حوله بلا شك..
ختاما أقول لن ينصلح أمر هذه الأمة إلا بما صلح بها أولها.. فالأجدى والأحرى والأجدر بنا الإصلاح من القاعدة.. فردا فردا وأسرة أسرة ومؤسسة مؤسسة .. وإن إبراهيم عليه السلام – وحده – كان أمة..
كانت هذه محاولة مني أن أتناول الفساد الأخلاقي بما تقدر من التيسير وتيسر من التقدير محاولا أيضا أن اجتهد في ذكر الأسباب ما استطعت إلى ذلك سبيلا.. واستفرغ وسعي في ذكر الحلول علنا نستفيد من هذا الأمر ونزيد من جرعات الوعي لدى القارئ حتى يكون ذلك عذرا لنا عند مليكنا والله أعلم..
شكرا لكم جميعا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بقلمي وليس منقولا
سلمت يمناك على النفحات الطيبه
يعطيك الف عافيه
تقبل مروري اختك
..][كــل الغــلا][..
يعطيك الف عافيه
تقبل مروري اختك
..][كــل الغــلا][..
مشكور اخ ــوي ،،
يعطيك ألف عآفيــه عــ الموضوع ،،
وبالفعل التمسك بالأخلاق الإسلاميه من أهل ما يجب أن يكون المرء فيه متمسكّا ،،لأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو سيد الأخلاق وهو قدوتنا ،،^^
يعطيك ألف عآفيــه عــ الموضوع ،،
وبالفعل التمسك بالأخلاق الإسلاميه من أهل ما يجب أن يكون المرء فيه متمسكّا ،،لأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو سيد الأخلاق وهو قدوتنا ،،^^
تح ــيآتي ^^