تاريخ التراث العربي – فؤاد سزكين
منشورات جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية 1411هـ / 1991 م. نبذة عن الكتاب (منقولة) بدأ الباحث التركي المعاصر فؤاد سزكين سنة 1366هـ/1947م جمع المادة العلمية لكتابه تاريخ التراث العربي ليمتد به العمل في الكتاب أكثر خمسة عشر عاما . وقد مر الكتاب بمراحل متعددة تغيرت فيها خطة المؤلف مرات, كانت نيته أولا تأليف ملحق لكتاب المستشرق الألماني كارل بروكلمان (1868-1956م ) ,, تاريخ الأدب العربي,, Brockelmann,carl,geschichte der arabischen litteratur بالاستناد إلى المخطوطات المحفوظة في مكتبات إستانبول , ثم تطور الهدف بمرور الزمن ليصير تجديد كتاب بروكلمان , وقد تم المجلد الأول بهذا الهدف ثم تغير الهدف في الأجزاء التالية ليصير كتابه لتاريخ العلوم الإسلامية المكتوبة بالعربية في إطار ما يسمح به تطور الدراسات والأبحاث المتخصصة في هذا المجال ودراسات سز كين الخاصة للمخطوطات والمطبوعات . وإذا كان كتاب كار ل بروكلمان يمثل ببليوجرافيا هائلة لنتاج الحضارة الإسلامية خلال أربعة عشر قرنا (حتى العصر الحديث) فإن كتاب سزكين يمثل التاريخ الثقافي للحضارة الإسلامية بما حفلت به من مؤلفات ودراسات في شتى مناحي المعرفة. يغطي كتاب سزكين – بخلاف كتاب بروكلمان – الفترة الزمنية من بدء الإسلام حتى حوالي سنة 430هـ/1039م ليؤرخ للعلماء المسلمين ومنجزاتهم العلمية مع ترجمة كل مؤلف وبيان أسماء مؤلفاته وأماكن وجودها في مكتبات العالم المخطوط منها وأسماء ناشري المطبوع منها ,مع بيان ما تعلق بهذه المؤلفات من شروح ومختصرات وتعقبات وردود وذيول ونظم…إلخ مرتبا ذلك ترتيبا زمنيا يورد فيه اسم الشخصية ثم أثارها على النحو المذكور. ويعرض تاريخ التراث العربي لدراسة:علوم القرآن الكريم,وعلم الحديث ,والتدوين التاريخي , والفقه, والعقائد,والتصوف,والشعر العربي , والغة العربية والنحو والبلاغة والنثر الفني والعروض والأدب والفلسفة والمنطق وعلم النفس والأخلاق والسياسة والاجتماع والطب والسيمياء والكيمياء والنبات والفلاحة والرياضيات والفلك وعلم أحكام النجوم والآثار العلوية . كتب فؤاد سزكين كتابه بالغة الألمانية وطبع في ليدن سنة 1967م وقد شرع في ترجمة الكتاب إلى العربية في مصر فصدر منه المجلد الأول سنة1977م: 1978 م (بدون فهارسه التفصيلية ) في جزأين من القطع الكبير (651،520 صفحه ) وقام بالترجمة: د.محمود فهمي حجازي ود.فهمي أبو الفضل ثم توقف نشر الكتاب لتتولى ترجمته ونشره فيما بعد جامعة محمد بن سعود الإسلامية وجامعة الملك سعود (جامعة الرياض سابقا ) بالمملكة العربية السعودية ليصدر الكتاب على أجزاء متعاقبة بدء من السنة 1982م وكان على رأس المشتغلين بإصدارها ترجمة ومراجعة وفهرسة: د.محمود فهمي حجازي د.عرفة مصطفى د.سعيد عبد الرحيم د.عبد الفتاح الحلو مازن عماوي د.عبدا لله بن عبدا لله حجازي …وغيرهم . وقد الحق بأخر كل مجلد فهارس للمؤلفين والكتب والمؤلفين والمحققين والدارسين من المحدثين . وصدرت الطبعة السعودية بجزء (استل من المجلد السادس للكتاب ) حمل عنوا تاريخ التراث العربي … مجموعات المخطوطات العربية للمكتبات العالم ذكرت فيه قائمة مطولة بأسماء فهارس المخطوطات العربية للمكتبات المختلفة في العالم مرتبة على أسماء الدول. والحق أن الكتاب لا غنى عنه ولا نظير له وإن الباحث المسلم ليجد الغصة في حلقه حين يجد نفسه مضطرا إلى رجوع وبشكل دائم مكثف إلى كتاب سزكين – وكتاب بروكلمان أيضا – فإذا كان الثاني قد حفل بأخطاء مقصودة وهجوم متعمد يعكس نفسية صاحبه تجاه الإسلام وأعلامه، وهو صاحب الرأي المعروف في علم الحديث الذي يسميه (الجهل)متمثلا بمقولة المستشرق ج.هيرمان:من الغريب أن يكون للجهل أيضا فن وعلم فان كتاب فؤاد سزكين استشراقي المشرب – بما للفكر الاستشراقي من تعالم وتعال وتجن وسوء فهم للغة العربية والبيئة والمزاج العربي ، وقد وقعت فيه الكثير من الأخطاء- عن جهل فيما يظن –يؤدي بعضها بمعتقدها إلى الهاوية وحسبك منها رأيه في القرآن الكريم الذي اعتقد انه وقع فيه لحن وان مصحف عثمان بنسخه الأربعة لم يكن يخلو من الاختلافات حتى قال عثمان وعائشة :إن في القرآن لحنا وستقيمه العرب بألسنتها ! وأن القراءات القرآنية إنما نشأت نتيجة قراءة كل قبيلة لكتاب الله بلهجتها بخلاف النص الرسمي الذي أقرته الدولة بقوة السلطان! مصادما بذلك العقيدة الإسلامية التي تعتقد أن القرآن الكريم محفوظ من التحريف والتبديل وأن القراءات القرآنية إنما هي توقيفة نزل بها جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فعلمها أصحابه ليس فيها مجال لزيادة أو تقصان قال سزكين في صدر كتابه حيث بدأه بالقرات القرآنية : ……إلا أن هذه المصاحف التي أعدها لجنة عثمان بن عفان والتي وزعت على المصر المختلفة لم تكن تخلو هي الأخرى من بعض الاختلافات حتى أن عثمان بن عفان وعائشة تحدثا: إن في القرآن لحنا وستقيمه العرب بألسنتها وإلى جانب هذا فقد استمرت القبائل في قراءة القرآن الكريم وفق لهجة قبيلة مثلما كان عليه الحال من قبل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا بدوره أدى إلى ظهور عدد من القرآت المختلفة بعد إعداد النص الرسمي للقرآن ؟!!!! كم أقحم المؤلف نفسه في قضايا لا قبل له بها – تقتضي علما متخصصا – فجازف بأقوال خاطئة معروف خطئها عند أهل العلم كجزمه بأن النسائي قد اختصر السنن الكبرى في السنن الصغرى بحذف الأحاديث الضعيفة وأن ( السنن الكبرى ) لم تكن متداولة فيما يبدو ؟ّّ! كذا قال مع أ ن (السنن الكبرى ) معروفة منذ القدم وقد أحال إليها العلماء ونقلوا عنها كالمزي في تحفة الأشراف وابن حجر وغيرهما وها هي اليوم مطبوعة كاملة بين أيدينا ولم يقل أحد أبدا أن (الصغرى ) تحوى الصحيح من الحديث الوارد في (الكبرى ). أما قول سزكين في مقدمة الطبعة العربية (وقد كتبها سنة 1403هـ /1983م): ولعله تنبغي الإشارة هنا إلى سؤال قد يرد إلى ذهن القا ريء:أما كان من الأجدر لدى ترجمة الكتاب تصويب ما تبين فيه بمرور الزمن من الأخطاء وإكمال ماقد بنقصه من نتائج الدراسات الأحدث وما نشر وحقق واكتشف من المخطوطات بعد صدوره باللغة الألمانية؟ فالحقيقة أنني لم أرد الشروع في مثل هذا التعديل الذي يقتضي تفرغا له ووقتا طويلا كي لا يتأخر صدور المجلدات الباقية من الكتاب التي كرس معظم وقتي لتأليفها وهذا مرفوض بالتأكيد فإن التقصير قد يغتفر أماالخطأفلا يسعه أبدا السكوت عليه . على أن سزكين كان أكثر إنصافا فلا يمكن إغفال تصريحه بتحيز المستشرقين واقتناعه بصحة منهجية (علم الحديث ) – بخلاف المستشرقين- ورده عليهم بصبر وأناة في هذه القضية وفي غيرها من القضايا ،ومنها استفاضته في المجلد الرابع (الكيمياء )في دحض الافتراءات التي ألصقت بالكيميائي المسلم جابر بن حيان هادفة إلى الطعن في منزلة الكيمياء الإسلامية والنيل من علوم المسلمين وذلك من خلال إنكار صحة نسبة عدد ضخم من الكتب الكيميائية إلى جابر فجابر في راي المنكرين له شخصية وهمية لم يكن لها وجود. ولهذا –بالرغم مما في الكتاب من علل – فقد منح مؤلفه جائزة الملك فيصل للدراسات الإسلامية سنة 1399هـ/1979م تقديرا لجهوده التي أبذلها في تصنيف المجلدات الستة الأولى من الكتاب والتي يعكسها قوله في مقدمة الكتاب : …..ولم يكن يخطر ببالي عند البدء في هذا العمل أنها مغامرة أقدمت عليها ولا ريب أن هذا الشعور انتاب أيضا من سبقني في هذا المضمار ولكن عندما يرى الباحث أبعاد عمله ويدرك حقيقة الصعوبات التي تعترض طريقه فان ارتباطه بموضوعه يصبح وثيقا ولا سيما إذا كانت المادة التي جمعها غزيرة وهو –لذلك –لا يستطيع التراجع عنه ! لكن ثمة مسئولية تبقى معلقة في أعناق أهل العلم بكتابة ردود على ما وقع فيه الكتاب من أخطاء- أسوة بما فعله أسلفهم في بداية القرن من التعليق على دائرة المعارف الإسلامية للمستشرقين خاصة في المجلد الأول من الكتاب وهو متعلق بالعلوم الشرعية والذي كان تأثير برو كلمان فيه قويا واضحا فيه .
كتبا تاريخ التراث العربي مهم جداً لما يحتويه من كنوز ،
ولكن وكما ذكر فهو بحاجة إلى إعادة نظر ، وتدقيق في معلوماته
لآن أي خطأ فيه من الممكن أن يؤثر في عقليه الدارسين له.
بارك الله فيك أخوي على هالموضوع القيّم ،
ولآ حرمنــا الرحمن مواضيعك الطيبة .
دمت بحفظ الرحمن ورعايته
يعطيج العافيه
مع تقديري واحترامي الج
تحياااتي
يسلموو على المرور الطيب
مع تقديري واحترامي الج
تحيااتي