صوت محمد يجتذب مصلين من مدن مجاورة
باريس – في مسجد صغير جنوبي العاصمة الفرنسية باريس كان “محمد تنجقورة” (18 سنة) يؤم الجموع لصلاة التراويح…
ومحمد يمثل نموذجًا للجيل الثالث الذي انتشر بمساجد فرنسا في ظاهرة اتسع نطاقها؛ ليعوض الأبناء الحافظون للقرآن الكريم آباءهم وأجدادهم الذين جاءوا محملين به في صدورهم من المغرب العربي أو من المشرق عمومًا.
استمع إلى:
تلاوة محمد تنجقورة
مع الساعة العاشرة ليلاً تقريبًا تقدم محمد، وهو فرنسي من أصول “جامبية”، الصفوف في مسجد “الفلاح” بمدينة كاشون التي لقيت شهرة واسعة السنة الماضية؛ بسبب اعتصام كبير نظمه العشرات من ذوي السكن السيئ من الفرنسيين ذوي الأصول المهاجرة.
الشاب الصغير يقول لـ”إسلام أون لاين.نت”: “تمكنت من حفظ القرآن الكريم في 3 سنوات عن طريق قرّاء وحفاظ للقرآن أغلبهم مهاجرون جدد”.
ويضيف محمد: “بالرغم من أني لا أتكلم العربية في الحياة اليومية، لكون لغتي اليومية بفرنسا هي الفرنسية ولغة والدي هي الإنجليزية، فإن نطقي للقرآن لا يختلف عن أي عربي آخر حافظ لكتاب الله”.
العديد من المصلين الذين يأتون إلى مسجد الفلاح لمتابعة ترتيل محمد قادمون من المدن المجاورة لكاشون، وجلّهم -يقول مسئول المسجد- شباب من أبناء الجيل الثاني والثالث الذين يرون في أمثال محمد صورة لهم؛ لأنه يمثل في نظرهم جيلهم، ويعبرون أكثر عن إسلامهم الذي ترعرع بفرنسا.
وعلا صوته الشجي الذي اختفت منه تمامًا كل نبرة فرنسية أو إنجليزية افتتح محمد ترتيله بآيات من سورة “النور” في تلاوة يقول “عبد رؤوف”، أحد المصلين: “إنها تثير فيه تساؤلات عديدة عن قدرة القرآن الكريم على التأقلم مع جميع الألسن، فعندما تستمع إلى صوت محمد تظنك تستمع إلى لسان قادم من الجزيرة العربية”.
القراء الجدد
“الحقيقة أن ظاهرة محمد ليست استثناء”، يقول الشيخ “أونيس قرقاح”، مدير الشئون العلمية بالمعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية في باريس والذي خرج العشرات من القراء الجدد من أبناء الجيلين الثاني والثالث.
ويضيف “قرقاح” لـ”إسلام أون لاين.نت”: “هناك الآن جيل جديد من حفاظ القرآن من أبناء الجيل الثاني والثالث، حيث أحصينا حوالي 20 مقرئًا في التراويح ممن يحفظون القرآن، وينتمون إلى هذين الجيلين”.
واعتبر أن “هذا بدأ يعوض تدريجيًّا جيل الآباء من المهاجرين الذين جاء أغلبهم وهو حافظ للقرآن من بلاد المغرب العربي أو من المشرق. هناك ما يشبه تسليم مشعل من الجيل القديم إلى الجديد”.
وحول وجود آثار النبرات الأجنبية سواء الفرنسية والإنجليزية في تلاوة القراء الجدد، يقول “قرقاح”: “أبدًا فكل الذين أتموا حفظ القرآن اختفت في قراءتهم كليًّا كل النبرات الأجنبية، وأصبحوا ينطقون القرآن كما لو أن لغتهم الأم هي العربية”.
“الجزرية”
ويختم “قرقاح” قائلاً: “إن كل حافظي القرآن من الجيل الثاني والثالث ملزمين بحفظ قصيدة (الجزرية) لصقل تجويدهم”. وتنسب القصيدة “الجزرية” لصاحبها محمد بن علي بن يوسف، والمعروف “بالجزري” (751 – 833هـ).
وحفظ ابن الجزري القرآن وهو في سن الرابعة عشرة، ووضع أكثر من مؤلف في فنون تجويد القرآن، ووضع قصيدة “الجزرية”؛ لتسهيل حفظ القرآن ومعرفة قواعد تجويده.
ويخضع الراغبون في حفظ القرآن بفرنسا لدورات تدوم أكثر من سنتين في الغالب، ويعتبر معهد “شاتو شينو” بقلب الريف الفرنسي من أبرز المعاهد المختصة في تحفيظ القرآن لا بفرنسا فحسب، بل في أوروبا بشكل عام، كما يقوم المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية في باريس بدور مهم في مجال تحفيظ القرآن بالعاصمة وضواحيها.
ويقول “محمد تنجقورة”: إنه حفظ القرآن في المعهد الأوروبي، بل إنه أجاد حفظ القرآن على رواية حفص؛ مما أهله لأن يكون من بين المرشحين للمشاركة في مسابقة القرآن الكريم التي ستجرى يوم 24 رمضان في الجزائر.
ويُعَدّ إيجاد مقرئين من الجيلين الثاني والثالث، أي من الفرنسيين الذين وُلِدوا بالأراضي الفرنسية وتشبعوا بثقافتها، أحد أولويات المنظمات المسلمة بفرنسا لتأكيد اندماج الإسلام في محيطه الفرنسي، وهو ما يتوازى مع رغبة عبّر عنها العديد من السياسيين الفرنسيين في ضرورة أن يكون الأئمة مشبعين بالثقافة الفرنسية ومتقنين للغة البلاد.
حيث يقول الشيخ “أونيس قرقاح”: “نسعى خلال العشرية المقبلة أن يكون القارئون لتراويح رمضان من أبناء الجيلين الثاني والثالث”.
وقبل سنوات قليلة ماضية كانت العديد من مساجد فرنسا تستعين بقراء من المشرق العربي أو قراء حافظين ترسلهم بلدانهم التي لها جالية كبيرة بفرنسا، كالجزائر والمغرب أو تركيا، فيما ظل العديد من المساجد يستعين بحفاظ للقرآن من المهاجرين الذين حفظوا كتاب الله في بلدانهم الأصلية.
ياليتنا مثله *__*
الله يرزقه كل خير يارب
تسلم
ويطرح في شبابنا البركة
بس خاطري اسمع صوته
يعطيك العافية غرشوب على هالخبر
الله يكثر منهم يارب
مشكور اخوي ع الموضوع
:
في امان الله
والله يزيد ويبارك
الله يعطيك العافيه