بصوت: د.علي بن تميم
هذه رائعة جديدة من روائع شاعر الفروسية والبطولة والحب العفيف عنترة بن شداد، تعيد اكتشاف
تراثه الشعري وتقدمه شاعراً عاشقاً يفيض رقة وعذوبة، يتغزل فيها في عيون حبيبته التي تختفي خلف البرقع، ويصفها بأنها أحد من السيوف القاطعة.
يقول فيها:
جفُونُ العذَارى منْ خِلال البرَاقع أحدُّ من البيضِ الرِّقاق القواطعِ
إذا جرَّدتْ ذلَّ الشُّجاعُ وأصبحتْ محاجرهُ قرْحى بفَيض المدَامِعِ
لقد ودّعتني عبلة يوْم بَيْنها وداعَ يقين أنني غير راجع
وناحتْ وقالت: كيف تُصْبح بعدَنا إذا غبتَ عنَّا في القفار الشواسع
وحقّكِ لاحاولتُ في الدهر سلوة ولا غيّرتني عن هواكِ مطامعي
فيا نسماتِ البانِ بالله خبِّري عُبَيلَة عنْ رَحلي بأَيِّ المَواضِعِ
ويا بَرْقُ بلّغْها الغدَاة تحيَّتي وحيِّ دياري في الحمى ومَضاجعي
ونُوحي على من مات ظلماً ولم ينلْ سِوى البُعدِ عن أحْبابِهِ والفَجائع
وليس بفَخْر وصْفُ بأْسي وشِدّتي وقد شاع ذكري في جميع المجامع
بحقّ الهوَى لا تَعْذِلُونيَ واقْصِرُوا عن اللّوْم إنّ اللّوم ليسَ بنافع
وكيفَ أُطيقُ الصَّبْرَ عمَّنْ أحبُّه وقد أضرمتْ نار الهوى في أضالعي