عجبني الموضوع وحبيت أعرضه لكم ……. وإن شاءالله قد وفقت في إختياره …
أكثر من 500 امرأة حضرن مؤتمر المرأة المسلمة السويسرية في مدينة (نيوشاتيل) بسويسرا، وقد ألقيت في المؤتمر دورة بعنوان (فهم النفسيات)، وأخرى بعنوان (كيف عالج النبي عليه الصلاة والسلام، مشاكله الزوجية)، وختم المؤتمر (بالمائدة المستديرة)، وهي جلسة لمناقشة مشاكل الأسر المسلمة في سويسرا وفرنسا وايطاليا، وكان من بين الحضور مسلمات من اصل عربي ومسلمات جدد ومسلمات من أصل أوروبي
ومما ميز المؤتمر حسن إدارته حيث جعلت قاعة خاصة للنساء اللاتي معهن أطفال رضع، وكان في المؤتمر ثلاثة أماكن للحضانة، أما مدة المؤتمر فكانت يوماً واحداً الا أنه أفضل من مائة يوم بأحداثه وبرامجه المتميزة، ومما لفت نظري معاناة المقبلات على الإسلام، والمسلمات الجدد في القضايا الاجتماعية.
فقالت الأولى: إنني أريد أن أدخل في الإسلام ولكني لا أريد أضع الحجاب على رأسي.
وقالت الثانية: أنتم تتحدثون عن التربية الإيمانية والإسلامية للأبناء، وأنا مسلمة جديدة وليس لدي القدرة على التربية الإيمانية فماذا أفعل؟
وقالت الثالثة: لماذا تسمحون للمسلم أن يتزوج من كتابية، ولا تسمحون للمشرك أن يتزوج من مسلمة.
وقالت الرابعة: أنا زوجي لاجئ سياسي وكثرة أشغالنا بأوضاعنا المادية تجعلنا نلتفت عن تربية أبناءنا.
بعد ذلك بدأنا نناقش هذه المسائل من خلال الدورات التدريبية والحوارات الجانبية، وأكتفي بمناقشة قضية واحدة في هذا المقال وهي المسألة التي طرحت من باب عدم مساواة الإسلام بين الرجل والمرأة بجعل الرجل الغير مسلم لا يتزوج امرأة مسلمة بينما المرأة الكتابية يمكن أن يتزوجها الرجل المسلم، أثناء الحوار بدأت أبين للأخت السائلة بأن الأصل عندنا هو التكافؤ بين الزوجين في العقيدة ليساهم ذلك في نجاح الزواج.
وأما سماح ديننا بزواج المسلم من كتابية (يهودية أو نصرانية) فهو استثناء من أصل لحالات خاصة يلجأ لها المسلم، وعندما يتزوج المسلم من كتابية فليس لدينا مشكلة لأن المسلم يؤمن بجميع الأنبياء والكتب السماوية فلا مشكلة بين الاثنين خاصة وأن دينه الإسلامي يأمره بأن يكون عادلاً مع زوجته، ولو كانت كتابية، كما يفضل لكل من يقدم على هذه الخطوة أن يكون متين العقيدة ملتزم بدينه، وأما عدم سماح ديننا بزواج المسلمة من غير المسلم، فلأن غير المسلم يؤمن بنبيه فقط، ولا يؤمن بنبينا محمد عليه الصلاة والسلام، وجميع الأنبياء.
ثم ضربت لنا مثالاً أن المسلمة لو أرادت أن تربي أبناءها على حب الأنبياء جميعا فلن يوافقها زوجها على هذه التربية لأنه يؤمن بنبي واحد فقط، فيتدخل في تربيتها وينهاها عما تفعله، وهنا تحدث مشكلة وتكون هي بين مشكلتين: الأولى: أنها تسكت وتصمت، وفي ذلك إهانة لدينها، والثانية: أن تتكلم وتدخل معه في خلافات عائلية تربوية، أما لو تزوج المسلم من غير المسلمة فليس لهذه المشكلة وجود، لأن الزوجة لو أرادت أن تربي أبناءها على الأيمان بالنبي الذي تؤمن به فان زوجها المسلم يؤمن بهذا النبي كذلك، وليس هناك ثمة مشكلة في الموضوع، ولهذا شرع الإسلام زواج المسلم من غير المسلمة، ونهى عن زواج غير المسلم بالمسلمة، فالقضية ليست احتراماً للرجل وإهانة للمرأة وإنما القضية احترام للعلاقة الأسرية والحرص على استقرارها.
إن الحوار مع الغرب بهذه القضايا من الأمور المستحبة حتى يتعرفوا على ديننا ويفهموا حقيقة القضايا الاجتماعية، وأذكر من الحوارات الطريفة التي ذكرت في المؤتمر قصة فتاة مسلمة احتفلت مدرستها بعيد المسيح ـ عليه السلام ـ فعابوا عليها بأنها لا تحتفل بعيد ميلاد نبيها محمد عليه الصلاة والسلام، فوفقها الله تعالى إلى إجابة ذكية للمدرسات والطالبات فقالت لهن: أنتم تعترفون بنبي واحد، ولكننا نحن المسلمين نحترم ونؤمن بجميع الأنبياء، فلو عملنا لهم عيداً لكانت أيام السنة كلها عيداً عندنا، فسكتوا من إجابتها وأبهرتهم.