تخطّى الثمانين ولايزال يقطع الصخور من أعالي الجبال
الظهوري ينحت شواهد القبور «خدمة للموتى»
المصدر: سليمان الماحي – رأس الخيمة
يواظب علي بن راشد الظهوري، المواطن الذي تخطى الثمانين من العمر، ويقيم في «شعبية زايد» في منطقة وادي شعم، على القيام برحلته اليومية إلى أعالي الجبال في رأس الخيمة، ليزاول مهنة أحبها منذ أمد بعيد، وهي نحت شواهد القبور، وبيعها إلى من يحتاج إليها بأسعار رمزية، لأن الأهم هو «خدمة الموتى»، كما يقول.
يتمتع الظهوري بلياقة جسدية لافتة، تؤهله للاستمرار في هذه المهنة، بعدما مات جميع أقرانه ومنافسيه.
يقول لـ«الإمارات اليوم»، التي رافقته في رحلة جبلية، إنه «لن يستسلم للشيخوخة، على الرغم من أن عمله شاق ويتطلب قوة بدنية يعجز عنها كثير من الشباب، ولا يسلم أيضاً من المخاطر». وأضاف أنه «يخوض في كل يوم معركة شرسة مع الصخور، لاقتلاع أجودها وأكثرها صلابة، في بيئة مملوءة بالثعابين والعقارب السامة والأحجار ذات الحواف الحادة، مستخدماً جسده بشكل أساسي، وبعض المعدات لقطع الصخور المناسبة ونحتها، أثناء صعوده أو نزوله من الجبال برشاقة وهو حافي القدمين».
يضيف الظهوري أن نشاطه يبدأ عادة بعد صلاة الفجر، فيقطع مسافة ثلاثة كيلومترات، متأبطاً المعاول التي يستخدمها في تكسير الصخور، ولدى وصوله يتسلق الجبال العالية، ويقول «أبدأ باستخدام معاولي حسب الحاجة، لكن عادة ما تكون البداية باستخدام (الجدوم)، الذي يساعد على إزالة النتوءات المعيقة لاستخراج الصخرة، ثم آلة حديدية لتوسيع المسافات بين الصخور الأخرى، لخلخلتها ثم انتزاعها من مكانها، وإن لم تفلح تلك الأدوات أستخدم معدات أخرى، مثل: العتلة والمطرقة الكبيرة، وإن لم تجد هذه أيضاً ألجأ إلى تفتيت الصخور بتعريضها للنار».
وينصب اهتمام الظهوري على توفير الصخور بأسرع ما يمكن، إذ يحرص على أن تكون في متناول المشيعين «لاستخدامها في إغلاق اللحد عند الدفن، وشواهد بعد الانتهاء من مواراة المتوفى الثرى، لنصبها على جانبي القبر للتعريف بصاحبه، والمحافظة عليه من الاندثار بفعل عوامل التعرية».
ويشرح علاقته بالمهنة بأنه يمارسها منذ كان عمره لا يتجاوز الـ15 عاماً، وكان في ذلك الوقت يساعد والده على أداء أعمال تعتمد على الأحجار، مثل بناء البيوت، وبرك المياه وخدمات أخرى كان يحتاج إليها المجتمع البدوي.
ولفت إلى أن والده حرص على تعليمه طرق التعامل مع الجبال واقتلاع الأحجار منها، وحملها على كتفيه، وأحياناً على الدواب، قبل أن يحترف مهنة بناء البيوت من الأحجار الجبلية في وقت لاحق.
ويتذكر أن الأسر قديماً اعتادت بناء بيتين، لمواجهة الظروف المناخية السائدة في المنطقة، أحدهما للإقامة في موسم الصيف، حيث الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية، ويسمى «القفل» ويتميز بكثرة فتحاته الجانبية لدخول التيارات الهوائية، في حين يكون سقفه من القطع الخشبية وسعف النخيل «الدعن»، أما البيت الآخر فهو للشتاء، حيث البرد القارس، ويمتاز بفتحات جانبية قليلة العدد، وسقف من الطين والأحجار وأفرع الأشجار الصغيرة التي تجعل منه ملاذاً آمناً ودافئاً.
جزاه الرحمن خيراً وبارك في عمره في طاعته ،،
،،
والله يحفظه من كل سوء ،،
،،
شكراً لك مشرفنا على الخبر الطيب ،،
ودمت في حفظ الرحمن ..
وكيف ان العمل نعمة ووسيلة كريمة للعيش !!
كل الشكر على الحضور والمشاركة
ودي دائما
تسلم فارس ع الخبر
ما قصرت وربي
لا تحرمنا من اخبارك الداريه
وشاكر لج المرور والحضور