عثرت سلطات هيئة الطيران المدني في الدولة على صندوق أسود للطائرة التي تحطمت، مساء أول من أمس، بالقرب من مطار دبي، في معسكر ند الشبا القريب من شارعي الإمارات ودبي – العين، بعد دقائق من إقلاعها، وجارٍ البحث حالياً عن الصندوق الاسود الاخر. فيما عثر على جثة قائد الطائرة بعد ظهر امس، وفقاً للمدير العام لهيئة الطيران المدني في الدولة سيف السويدي.
وتفصيلاً، قال السويدي، لـ«الإمارات اليوم، إن الصندوق الاسود الذي تم العثور عليه يتضمن نص المحادثات التي جرت بين قائد الطائرة المنكوبة وبرج المراقبة التابع لمطار دبي قبل سقوط الطائرة مباشرة.
واوضح السويدي انه سيتم ارسال الصندوق الاسود الذي تم العثور عليه خلال ساعات الى بريطانيا لتحليل محتواه، لافتاً الى أن تحليل البيانات الخاصة بالصندوق يحتاج الى مختبرات من نوعية خاصة غير موجودة في الدولة وموجودة في دول قليلة بالخارج.
ولفت الى ان البحث جارٍ حالياً عن الصندوق الاسود الاخر الذي يتضمن البيانات الخاصة بالطائرة من حيث ارتفاعها ووضع المحرك ودرجة حرارته، لافتاً الى ان هذا الصندوق سيتضمن معلومات ودلالات معينة تساعد على تفسير أسباب الحادث بشكل تفصيلي، مشيراً الى انه من المتوقع العثور على الصندوق الثاني خلال ساعات.
وقال السويدي إنه تم انتشال جثة واحدة عشية سقوط الطائرة، وعثر عليها في حالة تفحم كامل في موقع الحادث، بينما عثر على الجثة الاخرى بعد ظهر امس، لافتاً الى ان هيئة الطيران المدني ستصدر تقريرها الاول عن الحادث خلال يومين، ويتضمن كل المعلومات المتعلقة بالحادث من دون قفز الى أي نتائج مسبقة.
وكشف السويدي عن ان فريقاً من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي المتخصص في التحقيق في حوادث الطيران سيصل الى دبي اليوم للمساعدة في إجراء التحقيقات بناءً على دعوة رسمية من هيئة الطيران المدني، مشيراً الى ان من حق الولايات المتحدة المشاركة في التحقيقات والاطلاع على نتائجها باعتبار ان الطائرة مسجلة هناك رسمياً.
واضاف ان فريقاً من شركة بوينغ الأميركية سيصل كذلك إلى دبي في غضون ساعات للتعرف الى ملابسات الحادث، مشيراً الى وجود تنسيق كامل بين الهيئة ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي وبوينغ لكشف ملابسات الحادث.
وقال مسؤول في الدفاع المدني في دبي شارك في عمليات الإنقاذ والإطفاء لـ«الإمارات اليوم» إنه تم تشكيل فريق عمل برئاسة مدير الإدارة العامة للدفاع المدني اللواء راشد ثاني المطروشي يضم مجموعات يتولاها ضباط الاختصاص بهدف تطويق الحريق الذي توزع على مساحة كبيرة تصل إلى نحو 500 متر بسبب تناثر حطام الطائرة بعد اشتعالها.
وأشار إلى أن فرق الدفاع المدني لم تواجه مشكلة في التعامل مع الحريق الناجم عن سقوط الطائرة، ولكن امتدت عمليات الإطفاء نحو أربع ساعات بسبب انتشار أجزاءأ الطائرة، فضلاً عن حمولتها التي كانت تتضمن مواد سريعة الاشتعال، منها دمى وألعاب بلاستيكية، بالإضافة إلى أن الطائرات نفسها تعد من الأجسام سريعة الاشتعال، ويساعد في ذلك امتلاء خزاناتها بكميات كبيرة من الوقود. وأكد أن تعرض رجال الإنقاذ والإطفاء للإجهاد أثناء التعامل مع الحادث أمر طبيعي نظراً الى توقيته الذي جاء بعد يوم من الصيام ودقائق من تناول الفطور، فضلاً عن درجة الحرارة المرتفعة وسقوط الطائرة وسط كثبان رملية، مبيناً أن نحو 100 إطفائي من خمسة مراكز دفاع مدني شاركوا في عمليات الإطفاء والإنقاذ بالتعاون مع إدارة الإنقاذ والمهمات الصعبة في شرطة دبي.
وأوضح أن عمليات التبريد بعد السيطرة على الحريقأ لم تستغرق وقتاً طويلاً نظراً لأن فرق العمل لم تحتج إلى نقل أو تحريك أجزاء من الموقع مثلما يحدث في حرائق المستودعات، ولكن تمت عمليات التبريد بشكل أفقي في المساحة التي انتشر فيها حطام الطائرة المشتعلة. وكان مدير الإدارة العامة للدفاع المدني في دبي اللواء راشد ثاني المطروشي رجح عدم انفجار الطائرة في الهواء قبل سقوطها مثلما أشار البعض، مبيناً أن طبيعة الحريق وشكل انتشار الحطام يشير إلى أنها احترقت عقب سقوطها، وأنها زحفت مسافة في الكثبان قبل أن تحترق وتنتشر أجزاؤها في مسافة تصل الى نحو 500 متر.
وأفاد شهود عيان بأن الطائرة كانت تحلق على ارتفاع منخفض قبل سقوطها وانحرفت بشكل واضح نحو اليمين فيما بدا أن قائدها يحاول تفادي الارتطام بمساكن قريبة، لافتين إلى أنهم رأوا لاحقاً كتلة لهب ضخمة عقب سماع صوت اصطدام مدو.
يسلمونيشن ع الخبر