للعام التاسع، يحل عيد الفطر على المواطنة المسنة (س.ش)، وهي طريحة الفراش في مستشفى راشد في دبي، ولا يزورها أبناؤها، أو أحد من أقاربها، ولا تعرف من بهجة العيد شيئاً.
هذه المواطنة، التي اقترب عمرها من الـ80 عاماً، يعتبرها أطبـــاء المستشفى «أماً لهم، بعد أن هجرها أبنـــاؤها، ورفضـــوا عودتها إلى منازلهم، ويمتنعون حتى عن زيارتها في أي مناسبة، بما فيها أيام العيد».
(س.ش) واحدة من بين أكثر من 10 حالات تعدت أعمارهم الـ65 عاماً، يسكنون مستشفى راشد منذ سنوات عدة، وقد دخلوها مرضى وتعافوا، واستقرت حالاتهم تماماً، لكنّ «ذويهم يرفضون تسلمهم، وتمرّ عليهم الأسابيع والشهور، من دون أن يزورهم أحد».
تقول الأخصائية الاجتماعية في المستشفى، بدرية محمد حسن، لـ«الإمارات اليوم»، لقد «أصبحت هذه الحالات مثاراً لشفقة الأطباء وأطقم التمريض وحتى بعض الزائرين، الذين لا يصدقون أن أبناء بلغ بهم الجحود والقسوة أن يتركوا آباءهم لسنوات عدة من دون زيارة واحدة».
وتوضح أن «هؤلاء المسنين كانوا يعانون أمراض الشيخوخة البسيطة، واستقرت حالاتهم تماماً، وصرّح لهم الأطباء بالخروج منذ سنوات عدة، لكن لا نجد من يتسلمهم».
وتضيف «بذلنا محاولات كبيرة جداً، لإعادة هؤلاء المسنين إلى منازلهم، أو منازل أبنائهم، وتواصلنا مع هؤلاء الأبناء هاتفياً بعشرات الاتصالات، لكن الإجابة تأتي دوماً بالرفض».
وتكمل «دائماً ما يبدي هؤلاء الأبناء حججاً واهية، للاعتذار عن تسلم آبائهم، فمنهم من يعتذر بأن وقت عمله لا يسمح، وآخر يعتذر لصغر مساحة المنزل، وثالث يدعي أن زوجته لا تقبل وجود والده معها في المنزل».
وتابعت «أمام هذه القسوة، ساءت الحالة النفسية لهؤلاء المسنين، وامتد الأمر إلى إصابة بعضهم باكتئاب حاد، دفعهم إلى الانزواء بعيداً عن الناس، والتزام الصمت التام مع الجميع».
وتؤكد «يتعامل الأطباء والممرضات والموظفون في المستشفى مع هؤلاء المسنين باعتبارهم آباءً لنا، وهم يعتبروننا أبناءهم، وحين يرون الأطباء في زياراتهم الدورية يبتسمون فرحين، ويستقبلونهم بالأحضان».
وتروي بدرية أن «واحدة من هؤلاء المسنين ظلت في المستشفى لأكثر من سبعة أعوام، وصارت أماً لجميع الأطباء والممرضين، بعد أن امتنع أبناؤها عن زيارتها، حتى تُوفيت قبل أشهر، مخلفة حالة حزن شديدة بين العاملين في المستشفى».
وتتابع «يوماً تلو الآخر تخاطب الأخصائيات الاجتماعيات في المستشفى أبناء هؤلاء المسنين، ويرجونهم أن يتسلموا آباءهم، ويحنوا عليهم في أيامهم الأخيرة، لكن لا مجيب».
وتشير إلى أن إدارة المستشفى تعهدت لأبناء هؤلاء المسنين بتقديم الأسرّة الطبية، والأدوات الطبية اللازمة لرعاية آبائهم في منازلهم، كما «تعهدت بتدريب الأبناء على كيفية التعامل مع المسن، وتعهدت بانتقال الأطقم الطبية اللازمة للمسن إلى منزله، إذا ما استدعت الضرورة الطبية ذلك، لكن مازال كثير من الأبناء على موقفهم الرافض تسلم آبائهم».
وتلفت بدرية إلى أن «أقسى أوقات تمرّ على هؤلاء الآباء، حين تحل أيام العيد عليهم وهم وحيدون، لا يتلقون التهاني، ولو هاتفياً، من أبنائهم»، مضيفة «أتمنى أن ترق قلوب هؤلاء الأبناء اليوم في أول أيام عيد الفطر المبارك، وأن يأتوا لاصطحاب ذويهم ليحتفلوا بهذه المناسبة بين أحفادهم».
ليش جي عيالهم فيهم القسوه حرام عليهم هذيلي يلي ربوهم وهم أصغار وما يهتمون فيهم وهم أكبار …
ومشكور على هذا الخبر …
وربي يعطيك العافيه …