لم تصمد ميساء محمد أمام مرض السرطان، على الرغم من إرادتها القوية، فقد استمر المرض في إنهاك جسدها الصغير، حتى فارقت الحياة فجر الخميس الماضي، في مستشفى توام، عن عمر 14 عاماً، بعد معاناة دامت أربع سنوات.
وكانت «الإمارات اليوم» نشرت في الثالث من يناير الماضي قصة ميساء، ومعاناة أسرتها بسبب عدم قدرتها على تحقيق حلمها في أداء العمرة، والتكفل بمصروفات علاجها في مستشفى راشد في دبي. وتكفل متبرع بمساعدتها على تحقيق هذا الحلم، فيما تكفل آخر بمساعدتها على سداد تكاليف علاجها.
وكانت ميساء، وهي فلسطينية، تعاني انتشار السرطان في جسدها، خصوصاً في الكلية والرقبة والرئة. وقد خضعت للعلاج الكيمياوي والأشعة في مستشفى توام في العين، ولكن جسدها لم يستجب للعلاج.
ووفقاً لتقارير طبية صادرة من المستشفى، فقد عانت «الطفلة ميساء ورماً في الكلية منذ أربع سنوات، وخضعت لعلاج كيمياوي وأشعة، إضافة إلى علاج تلطيفي. وفي الفترة الأخيرة لم يستجب جسدها للعلاج، بسبب انتشار المرض في أجزاء مهمة منه، ولا يوجد لها علاج فعال في الوقت الحالي».
وتروي «أم ميساء» قصة صراع ابنتها مع المرض، قائلة «ابنتي عانت السرطان منذ أربع سنوات، إذ بدأ يتكون في كليتها اليمنى حين كان عمرها تسع سنوات. ذهبنا بها إلى مستشفى توام، وبعد فحوص عدة، تبين أنها مصابة بالمرض، فخضعت للعلاج الكيمياوي، ورقدت في المستشفى 28 يوماً وشفيت منه لمدة عام».
وأضافت «ابنتي كانت تحلم بالعمرة، ولكننا لم نستطع تحقيق هذا الحلم لها، إلا بعدما تكفل متبرع قرأ قصتها في «الإمارات اليوم» بالمصروفات اللازمة.
ولدى وصولنا إلى المدينة المنورة، كانت حالة ميساء الصحية تسوء أكثر فأكثر، إلى أن نقلناها إلى مستشفى حراء في مكة، حيث مكثت في العناية المركزة ثلاثة أيام بسبب امتلاء الرئة بالماء.
وفي اليوم الرابع نقلت بسيارة الإسعاف من المستشفى إلى مطار جدة، وعند وصولنا إلى مطار دبي نقلت إلى مستشفى راشد ومكثت في قسم العناية المركزة، خمسة أيام. وبلغت التكاليف 10 آلاف درهم تكفل متبرع بسدادها، ثم نقلت إلى مستشفى توام في العين، وفي اليوم الثاني من وصولها فارقت ابنتي ميساء الحياة».
لا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم
ربي يرحمها ويغمد روحها الجنه ويصبر آهلها "