اعلموا عن النار تهربوا منها 2024.

عذاب أهل النار في القان الكريم
ان الحديث عن أهل النار يعطينا عبرة و عظة و خاصة ونحن نعيش في عصر مليء بالفتن و الفساد و انحراف الناس عن الاخرة الى الدنيا فاستباحوا الحرمات و استهانوا بقيم السماء و منهج الله .
ان عذاب النار ليس الاحتراق و شوي الوجوه فحسب و لكنه الاذلال للكافر فهو العذاب النفسي للجبابرة الذين كانت تنحني لهم الرؤوس فيسحبون على وجوههم في النار و يبحثون عن الله ليستغفروه و يتوبوا اليه . قال تعالى (( إنهم يومئذ عن ربهم لمحجوبون )) فهم بعيدون عن الأنس بالله و هو نعيم و ما بعده نعيم .
و هو عذاب لا ينتهي (( إن الذين كفروا باياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب ان الله كان عزيزا حكيما )) فإذن الاعصاب الموجودة تحت الجلد حية تحس بالالم و العذاب المستمرين .
قال تعالى ((خذوه فغلوه, ثم الجحيم صلوه , ثم في سلسلة ذرعها سبعين ذراعا فاسلكوه ))
و هذه صورة اخرى من العذاب و هي كون الكافر وسط الجحيم و هو مقيد في سلاسل من نار لا يستطيع معها الحركة و يحس اهل النار بالعطش الشديد فيطلبون الماء و لكن كيف ماؤهم ؟ قال تعالى (( و ان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه , بئس الشراب وساءت مرتفقا )) وهذا الماء يقطع امعائهم قال تعالى ((وسقوا ماءا حميما فقطع امعائهم )) .
ثم يؤتى لهم بالطعام وهو مر المذاق و فيه الم و غصة و هو من شجرة الزقوم قال تعالى (( لاكلون من شجرة من زقوم )) وقال ايضا (( فانهم لاكلون منها فمالئون منها البطون ثم ان لهم عليها لشوبا من حميم )) وهي شجرة تخرج من اصل الجحيم قال تعالى ((انها شجرة تخرج من اصل الجحيم طلعها كأنه رؤوس الشياطين )) فهي اذا تثير الفزع و الهلع شجرة كلها من نيران .
و ينطلق اهل النار لعل شيئا يظلهم و لكن لا ظليل يغني من اللهب قال تعالى (( انطلقوا الى ظل ذي ثلاث شعب , لا ظليل و لا يغني من اللهب )) فهم اذا محرومون من هذه النعمة نعمة الظل . اما فراشهم فستكون لهم جهنم مهادا من فوقهم ومن تحتهم و العذاب محيط بهم ويأتيهم من كل جانب قال تعالى (( لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش )) وتكتمل الصورة بقوله تعالى (( لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ))
فالنار محيطة بهم قال تعالى (( إنا أعتدنا للظالمين نارا احاط بهم سرادقها )) والسرادق بمعنى الخيمة المحيطة من كل مكان . و لذالك فانهم يطلبون ان يعادوا الى الدنيا ليكونوا من المؤمنين قال تعالى (( و لو ترى اذ وقفوا على النار فقالوا ياليتنا نرد ولا نكذب بايات ربنا و نكون من المؤمنين )) و لكنهم لو عادوا فسيكفرون مرة اخرى. و لا ينتهي عذابهم عند هذا الحد و لكن يطلبون من مالك خازن النار ان يقضي الله عليهم قال تعالى (( و نادوا يا مالك ليقضي علين ربك قال إنكم ماكثون ))
أجارنا الله واياكم من عذابها و سمومها و طعامها و مائها انه هو السميع العليم .
ا اكثروا من قول –اعوذ بالله من النار- فانه تقول لله يارب ان عبدك فلان قد استعاذ مني فاجره يا رب
والسلا عليكم و رحمة الله وبركاته………………….