أسر مواطنة في بني ياس بلا كهرباء منذ 4 أيام 2024.

ويعاني عدد من المواطنين الذين يسكنون منطقة بني ياس شرق «11» بأبوظبي على مدار الأربعة أيام الماضية من قطع التيار الكهربائي عنهم نتيجة عدم تنفيذهم قرار إخلاء منازلهم الذي تم إبلاغهم به منذ عامين تقريبا من قبل بلدية ابوظبي كجهة تنفيذية للقرار.

وجاء قطع الكهرباء كإجراء يؤكد جدية القرار وضرورة أن تغادر هذه الأسر بيوتها القديمة إلى بيوت أخرى أعطيت لها في الشامخة، في حين عبر المواطنون في تلك المنطقة عن استيائهم من قطع الكهرباء عنهم، مستغربين تنفيذه في مثل هذه الأجواء الحارة التي تكاد تصل الحرارة فيها إلى نحو 44 درجة، متحدثين عن معاناتهم جراء ذلك ولكل منهم ظروفه خاصة على مستوى الصحة ووجود الأطفال الصغار.

كما أوضحوا أن المساكن التي قدمتها لهم الحكومة في الشامخة كبديل لبيوتهم الحالية القديمة هي باسم آبائهم ملاك تلك البيوت، وأن آباءهم بالفعل توجهوا للسكن فيها مع زوجاتهم وأبنائهم الصغار، بينما بقوا هم في المنزل وهم الأبناء الكبار المتزوجون ولديهم عائلاتهم.

حيث طالب بعضهم بتمديد مدة الإخلاء إلى 8 أشهر لحين الانتهاء من بناء ملاحق لهم في البيوت التي أعطيت لآبائهم بالشامخة ليتمكنوا من السكن فيها بأسرهم، بينما أشار آخرون إلى أنهم وحتى الآن لم يجدوا البدائل ويأملون في تسريع إجراءات تسلمهم لبيوتهم الشعبية، وناشدوا المسؤولين النظر لظروفهم الحالية واتساع صدورهم لأوضاعهم وضرورة إعادة التيار الكهربائي لبيوتهم لأنهم لم يعودوا قادرين على تحمل الحرارة مع أطفالهم.

تنفيذ مفاجيء

وخلال جولة «البيان» الاستطلاعية لمنطقة بني ياس شرق 11 والتي جاءت بناء على اتصال أهالي المنطقة للشكوى بعد انقطاع التيار الكهربائي عنهم، التقينا بالمواطن عوض صالح الحارثي الذي اصطحبنا إلى بيته الكبير القديم الذي تسكنه عائلته حيث وصف لنا معاناتهم مع انقطاع التيار الكهربائي عنهم من يوم الاثنين الماضي منذ الثانية عشرة ظهرا، وأنهم تلقوا إنذارا بقطع التيار ولكنهم لم يتوقعوا التنفيذ، فهم لم يتوقعوا أن يحدث لهم هذا وهم من أبناء الإمارات بلد الخير والعطاء، لذا فإنهم يأملون بإعادتها من أجل أسرهم، وأشار إلى أن هذا الأمر أرهق أسرهم وأطفالهم من ناحية النوم وتأمين الطعام وأنهم في المنزل قرابة الـ 11 فردا حاليا.

وقال عوض أنه قام أمس بشراء مولد كهربائي لحل المشكلة ولكن لم يسمح له باستخدامه لمخالفته قرار الإخلاء، وناشد وإخوانه المسؤولين النظر لأحوالهم.

القرض والمسكن الشعبي

وذكر أن المنزل الذي يسكنونه حاليا يعود لأكثر من 20 عاما وملك لوالده الذي بنينا فيه عدة ملاحق لتتسع لأبنائه وأولادهم جميعا وهو واحد منهم، وذكر عوض أن والده هو مالك البيت وتسلم بالفعل إنذار الإخلاء ووقع عليه بالموافقة وتسلم السكن الجديد في الشامخة والذي يتضمن ست غرف وانتقل إليه مع زوجاته وأبنائه الصغار في حين بقي عوض وأخوه سعيد وأخته المطلقة في المنزل القديم مع أبنائهم، ولم يتسن لهم الانتقال مع والدهم لضيق المكان الجديد.

وأشار عوض إلى أنه حصل على ارض من الدولة وتوجه لطلب قرض من البنك الذي لم يوافق كونه متقاعدا ويتقاضى 8 آلاف درهم فقط، ولم يتمكن من الحصول على قرض من هيئة القروض لذا تقدم بطلب باستبدال الأرض بمسكن شعبي وللآن لا تزال هذه الأمور قيد الإجراءات ولم يأته الدور.

مواجهة الحرارة

في حين ذكر المواطن محمد الحارثي من سكان المنطقة ويسكن في منزل آخر قريب من بيت عوض بأنهم يعانون من المشكلة ذاتها وأنه لم يتمكن من التوجه للدوام أمس لأنه يخشى أن يترك أسرته وحدها، فبيتهم الحالي يضم عدة أسر بأولادهم يمثلون إخوانه وأخواته.

مضيفا أن خزان الماء سينفد وسيقومون بشراء المياه والثلج لتبريد الماء، كما أنهم يقومون بشراء الطعام لعدم القدرة على الطبخ بالمنزل، بل انه من اجل أسرته اضطر لتكسير سيارته واستخراج المروحة منها وتشغيلها لتوفير الهواء للنساء والأطفال، في حين ذكر أخوه عبدالله أنهم يجمعون أغراضهم أملا في أن تتسع لهم غرفة في مسكن والدهم بالشامخة، لأنهم لم ينتهوا بعد من استكمال بناء الملحق الخاص بهم هناك وأنه يتمنى أن يعطى مهلة 8 شهور للانتهاء من البناء والانتقال بعائلته لأن العمال لا يزالون يعملون في بناء الملحق.

وأشار عبدالله إلى أنهم لم يهدروا الوقت ولكن لديهم أوراق ومعاملات خاصة بالتراخيص والقروض لم تنته إلا منذ شهرين تقريبا لذا فهم بحاجة لفترة زمنية أخرى، كما أن الكثير من عائلات المنطقة انتقلت ولم يتبق سوى بعضهم والذين طبقا لتقديرهم قرابة العشرة منازل، وأشار أيضا إلى أن لديه طفلا يعاني من الربو اضطر لوضعه عند احد أصدقائه خوفا عليه من الحر وانقطاع التيار الكهربائي في ظل ارتفاع درجات الحرارة، كما ذكر آخرون مشاكل صحية أخرى يعانون منها.

أزمة يومية