الاشـعاع فـي حــياتـنـا
بقلم الاستاذ المساعد الدكتور احمد نجم عبد /التدريسي في قسم علوم الكيمياء/ كلية العلوم / جامعة ديالى
شهدت بداية الخمسينيات اهتماما متزايد حول تأثيرات الإشعاعات وفي حينها أنشأت الجمعية العامة للأمم المتحدة في كانون الأول لعام 1955 وأحدى هيئاتها الفرعية هي اللجنة العلمية لتأثيرات الأشعة الذرية(UNSCEAR)
The united National Scientific Committee on The Effects of Atomic Radiation
حيث كان عمل اللجنة هو تقييم الجرعة والتأثيرات والمخاطر الناتجة بسبب التعرض للإشعاع على نطاق دولي واسع. وهناك نوعان من مصادر الاشعاع الذي يستلمه سكان العالم , أولهما المصادر الطبيعية والتي لا يمكن تجنب التعرض لها حيث يتعرض الأفراد للإشعاع بطريقتين أذ يمكن أن تبقى المواد المشعة خارج الجسم أي يحدث التعرض خارجيا, أو يأخذ عن طريق التنفس أو البلع مع الغذاء والماء فيتعرض الأفراد من الداخل أي داخليا, ويستلم بعض الأفراد جرعا أعلى من سواهم بالرغم من ان كل الأفراد على كوكب الارض يستلمون معدلا اشعاعا طبيعيا من الاشعاع. يمكن أن ينتج هذا الفرق بسبب اختلاف مواقع السكن حيث توجد التربة والصخور المشعة أعلى كثيرا من المعدل وفي بعض المواقع أدنى كثيرا , ويمكن أن تتولد الفروق من أسلوب المعيشة. ويزيد التعرض للإشعاع الطبيعي من استخدام مواد البناء والمواد العازلة في البيوت والسفر جوا . أ ن جميع المصادر الأرضية للإشعاع مسؤولة عن معظم تعرض الأنسان للإشعاع الطبيعي اذ تشكل في الظروف الاعتيادية أكثر من خمسة أسداس مكافئات الجرعة المؤثرة السنوية التي يستلمها الأفراد وأن اغلبها تأتي من التعرض الداخلي ,وتساهم الأشعة الكونية Cosmic Rays في النسبة الباقية بواسطة الإشعاع الخارجي .
أما المصادر الصناعية ففي العقود القليلة الماضية أنتج الأنسان عدت مئات من النويدات المشعة وتعلم استخدام قدرة الذرة في شتى الأغراض من الطب الى الأسلحة ومن أنتاج الطاقة الى كشف الحرائق ومن الساعات اليدوية الوهاجة الى التفتيش عن المعادن. حيث سبب كل هذه الاستخدامات زيادة الجرعة الإشعاعية للأفراد وللجنس البشري بصورة عامة . حيث يمكن السيطرة على معظم المصادر الصناعية بسهولة أكثر من المصادر الطبيعية على الرغم من أن التعرض للإشعاع الخارجي نتيجة المتساقطات من التفجيرات النووية السابقة مثلا لا يمكن تجنبه ولا السيطرة عليه كما في حالة التعرض الناتج من الاشعة الكونية الوافدة من خارج الغلاف الجوي أو التعرض للإشعاع القادم من خارج الكرة الأرضية نفسها. أن الفرد الذي يستلم معدل الجرعة الاشعاعية من كلا المصدرين, أكثر عرضة للهلاك بمائة ضعف عن الهلاك بسبب تدخين 20 سيكاره يوميا مقارنة بالإصابة بسرطان مستحدث بالإشعاع. ويبدو أن هناك اهتماما قليلا بالإشعاع الطبيعي الذي يساهم بحوالي أربعة أخماس معدل مكافئات الجرعة المؤثرة السنوية في أرجاء العالم وان هناك بعض الأفراد ينتقلون من مناطق ذات خلفية إشعاعية طبيعية مرتفعة الى مناطق اقل خلفية اشعاعية .
ويتركز جل اهتمام الرأي العام تقريبا على المحطات الكهرو نووية على الرغم من أنها من العوامل التي تساهم بصورة ضئيلة بالجرعة الكلية .
ان التأثيرات التي يسببها الإشعاع كثيرة ومتشعبة،ولهذا يجب التأكيد على اهمية الوقاية والتعامل مع مصادرالإشعاع المختلفة بيقظة وحذر كبيريين ووفق شروط خاصة تضمن سلامة الناس العاملين في مجال الإشعاع. لذا يجب اتخاذ التدابير والإجراءات الوقائية التالية عند التعامل مع مصادرالإشعاع :
1- الابتعاد عن المناطق التي توجد فيها أجهزة تطلق إشعاعات مؤينة مثل أجهزة الأشعة السينية والمعجلات المختلفة والمولدات.
2- التأني في العمل عند التعامل مع المواد السائلة.
3- عدم ترك مصادرالإشعاع مفتوحة بعد الانتهاء منها.
4- استعمال أجهزة تحديد و قياس مستوى الإشعاع عند الدخول للأماكن التي توجد فيها المصادرالمشعة.
5- بناء أبراج متخصصة في مراقبة المفاعلات النووية عن بعد.
6- بناء المفاعلات في أماكن بعيد عن السكان مثل جزيرة يوضع فيها المفاعلات النووية.
7- الصيانة بشكل دوري ومتابعة التفاعلات ومرادها.
8- عدم استعمال المواد سريعة التفاعل في المحطات النووية .
9- أجراء التجارب بشكل مستمر لتفادي الأخطاء.
10- القيام بطريقة ما عن خروج الإشعاع النووي بتحويلهإ الى طاقة يستفاد منها وتكون صديقة للبيئة.
11- بناء جزء من المحطة تحت الأرض لترك فرصة ما عند خروج الإشعاع النووي واتخاذ الإجراءات المناسبة للإخلاء المفاجئ وتوفيرالملابس الآمنة.
ومع محاولات التأكيد والنصح المتكرر بأن الخبراء هم أفضل من يعلم بالأمر وأنهم ذو معرفة عالية بلاشك , وان العالم ألان بحاجة الى المزيد من المعلومات لغرض تقييم المخاطرالتي يتطلب منهم تحملها والحكم المسبق عليها, والا فأن أعداد المعرضين ستتزايد ولغرض هذا الهدف يجب توفير معلومات كافية وحقيقية وغيرعاطفية حيث يقال أن المعرفة القليلة شيء خطير .
للمتابعة اضغط هنا