السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كما نعلم جميعاً أن الصلاة عمود الإسلام وركن من أركانه لذلك فمن الضروري أن تؤدى هذه الصلاة على أكمل وجه ومما ينبغي أن يُعلم أن الصلاة التي تقر بها العين ويستريح بها القلب هي التي تجمع ستة مشاهد:
المشهد الأول : الإخلاص.
وهو أن يكون الحامل عليه والداعي إليها: رغبة العبد في الله ومحبته له وطلبه مرضاته والقرب منه والتردد إليه وامتثال أمره بحيث لا يكون الباعث له عليها حظاً من حظوظ الدنيا بل يأتي بها ابتغاء وجه ربه الأعلى محبةً له وخوفاً من عذابه ورجاءً لمغفرته وثوابه.
المشهد الثاني : مشهد الصد والنصح :
وهو أن يفرِّغ قلبه فيها ويتفرغ جهده في إقباله فيها على الله وجمع قلبه عليها وإيقاعها على أحسن الوجوه وأكملها ظاهراً وباطناً فإن الصلاة لها ظاهر وباطن فظاهرها الأفعال المشاهدة والأقوال المسموعة وباطنها الخشوع والمراقبة وتفريغ القلب لله والإقبال بكليته على الله فيها لا يلتفت قلبه عنه إلى غيره فهذا بمنزلة الروح لها والأفعال بمنزلة البدن فإذا خلت من الروح كانت كبدن بلا روح.
أفلا يستحي العبد أن يواجه سيده بمثل ذلك؟
فإذا جاء وقت الصلاة بادر المحب إليها مكملاً لها ناصحاً فيها لمعبوده كنصح المحب الصادق المحبة لمحبوبه الذي قد طلب منه أن يعمل شيئاً ما.
فهو لا يُبقي مجهوداً بل يبذل مقدوره كله في تحسينه وتزيينه وإصلاحه وإكماله ليقع موقعاً من محبوبه فينال به رضاه عنه وقربه منه أفلا يستحي العبد من ربه ومولاه ومعبوده أن لا يكون في عمله هكذا وهو يرى المحبين في أشغال محبوبيهم من الخلق كيف يجتهدون في إيقاعها على أحسن وجه وأكمله ؟
بل هو يجد من نفسه مع من يحبه من الخلق فلا أقل من أن يكون مع ربه بهذه المنزلة ومن أنصف نفسه وعرف أعماله استحى من الله أن يواجهه بعمله أو يرضاه لربه وهو يعلم من نفسه أنه لو عمل لمحبوب له من الناس لبذل فيه نصحه ولم يدع من حسنه شيئاً إلا فعله.
المشهد الثالث : مشهد المتابعة والإقتداء:
وهو أن يحرص كل الحرص على الإقتداء في صلاته بالنبي صلى الله عليه وسلم فيصلي كما كان يصلي ويعرض عما أحدث الناس في الصلاة من السرقة والنقصان والأوضاع التي لم يُنقل عن الرسول صلى الله عليه وسلم شيء منها ولا عن أحد من الصحاية.
المشهد الرابع: مشهد الإحسان:
وهو مشهد المراقبة وهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك وهذا المشهد إنما ينشأ من كمال الإيمان بالله وأسمائه وصفاته حتى كأنه يرى الله سبحانه وتعالى فوق سمواته مستوياً على عرشه يتكلم بأمره ونهيه ويدبر أمر الخليقة فينزل الأمر من عنده ويصعد إليه وتعرض أعمال العباد وأرواحهم عند الموافاة عليه فيشهد ذلك بقلبه ويشهد أسمائه وصفاته ويشهد قيّوماً حياً سميعاً بصيراً حكيماً آمراً ناهياً يُحب ويغضب يعلم خائنة الأعين وماتخفي الصدور.( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) [ الملك 14 ]
ومشهد الإحسان أصل أعمال القلوب كلها فإنه يوجب الإجلال والتعظيم والخشية والمحبة والإنابة والتوكل والخضوع لله سبحانه والذلة له ويقطع الوساوس وحديث النفس ويجمع القلب والهم على الله تعالى وتقدس الذي هو مع عبده ماذكره وتحركت به شفاته.
فحظ العبد من القرب من الله على قدر حظه من مقام الإحسان وبحسبه تتفاوت الصلاة حتى يكون صلاة الرجلين في الفضل كما بين السماء والأرض وقيامهما وركوعهما وسجودهم واحد ذاك حاضر القلب بين يدي ربه وذاك معرض غافل : ( فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ) [ الماعون 4- 5 ]
عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إن العبد ليصلي الصلاة ما يُكتب له منها إلا عشرها , تسعها , ثمنها , سبعها , سدسها , خمسها , ربعها , ثلثها , نصفها ).
المشهد الخامس : شهود المنَّة :
أن يشهد أن المنِّة لله سبحانه في كونه أقامه في هذا المقام وأهله ووفقه لقيام قلبه وبدنه في خدمته فلولا الله سبحانه لم يكن شيء من ذلك.
قال تعالى : ( يمنُّون عليك أن أسلموا قل لا تمُنُّوا علىِّ إسلامكم بل الله يمُنُّ عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين ) [ الحجرات 17 ]
فالله سبحانه هو الذي جعل المسلم مسلماً والمصلي مصلياً كما قال الخليل عليه السلام : ( ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمةً مسلمةً لك وأرنا مناسكنا ) [ البقرة 128 ].
فالمنة لله وحده في أن جعل عبده قائماً بطاعته وكان هذا من أعظم نعمه عليه قال تعالى : ( وما بكم من نعمةٍ فمن الله ) [ النحل 53 ].
وهذا المشهد من أعظم المشاهد وأنفعها للعبد وكلما كان العبد أعظم توحيداً كان حظه من هذا المشهد أتم.
المشهد السادس: مشهد رؤية التقصير:
وهو أن العبد لو اجتهد في القيام بالأمر غاية الاجتهاد وبذل وسعه فهو مقصر وحق الله سبحانه عليه أعظم والذي ينبغي أن يقابله به من الطاعة والعبودية فوق ذلك بكثير وأن عظمته وجلاله سبحانه يقتضي من العبودية ما يليق بهما .
هذا والله أعلم
كما نعلم جميعاً أن الصلاة عمود الإسلام وركن من أركانه لذلك فمن الضروري أن تؤدى هذه الصلاة على أكمل وجه ومما ينبغي أن يُعلم أن الصلاة التي تقر بها العين ويستريح بها القلب هي التي تجمع ستة مشاهد:
المشهد الأول : الإخلاص.
وهو أن يكون الحامل عليه والداعي إليها: رغبة العبد في الله ومحبته له وطلبه مرضاته والقرب منه والتردد إليه وامتثال أمره بحيث لا يكون الباعث له عليها حظاً من حظوظ الدنيا بل يأتي بها ابتغاء وجه ربه الأعلى محبةً له وخوفاً من عذابه ورجاءً لمغفرته وثوابه.
المشهد الثاني : مشهد الصد والنصح :
وهو أن يفرِّغ قلبه فيها ويتفرغ جهده في إقباله فيها على الله وجمع قلبه عليها وإيقاعها على أحسن الوجوه وأكملها ظاهراً وباطناً فإن الصلاة لها ظاهر وباطن فظاهرها الأفعال المشاهدة والأقوال المسموعة وباطنها الخشوع والمراقبة وتفريغ القلب لله والإقبال بكليته على الله فيها لا يلتفت قلبه عنه إلى غيره فهذا بمنزلة الروح لها والأفعال بمنزلة البدن فإذا خلت من الروح كانت كبدن بلا روح.
أفلا يستحي العبد أن يواجه سيده بمثل ذلك؟
فإذا جاء وقت الصلاة بادر المحب إليها مكملاً لها ناصحاً فيها لمعبوده كنصح المحب الصادق المحبة لمحبوبه الذي قد طلب منه أن يعمل شيئاً ما.
فهو لا يُبقي مجهوداً بل يبذل مقدوره كله في تحسينه وتزيينه وإصلاحه وإكماله ليقع موقعاً من محبوبه فينال به رضاه عنه وقربه منه أفلا يستحي العبد من ربه ومولاه ومعبوده أن لا يكون في عمله هكذا وهو يرى المحبين في أشغال محبوبيهم من الخلق كيف يجتهدون في إيقاعها على أحسن وجه وأكمله ؟
بل هو يجد من نفسه مع من يحبه من الخلق فلا أقل من أن يكون مع ربه بهذه المنزلة ومن أنصف نفسه وعرف أعماله استحى من الله أن يواجهه بعمله أو يرضاه لربه وهو يعلم من نفسه أنه لو عمل لمحبوب له من الناس لبذل فيه نصحه ولم يدع من حسنه شيئاً إلا فعله.
المشهد الثالث : مشهد المتابعة والإقتداء:
وهو أن يحرص كل الحرص على الإقتداء في صلاته بالنبي صلى الله عليه وسلم فيصلي كما كان يصلي ويعرض عما أحدث الناس في الصلاة من السرقة والنقصان والأوضاع التي لم يُنقل عن الرسول صلى الله عليه وسلم شيء منها ولا عن أحد من الصحاية.
المشهد الرابع: مشهد الإحسان:
وهو مشهد المراقبة وهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك وهذا المشهد إنما ينشأ من كمال الإيمان بالله وأسمائه وصفاته حتى كأنه يرى الله سبحانه وتعالى فوق سمواته مستوياً على عرشه يتكلم بأمره ونهيه ويدبر أمر الخليقة فينزل الأمر من عنده ويصعد إليه وتعرض أعمال العباد وأرواحهم عند الموافاة عليه فيشهد ذلك بقلبه ويشهد أسمائه وصفاته ويشهد قيّوماً حياً سميعاً بصيراً حكيماً آمراً ناهياً يُحب ويغضب يعلم خائنة الأعين وماتخفي الصدور.( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) [ الملك 14 ]
ومشهد الإحسان أصل أعمال القلوب كلها فإنه يوجب الإجلال والتعظيم والخشية والمحبة والإنابة والتوكل والخضوع لله سبحانه والذلة له ويقطع الوساوس وحديث النفس ويجمع القلب والهم على الله تعالى وتقدس الذي هو مع عبده ماذكره وتحركت به شفاته.
فحظ العبد من القرب من الله على قدر حظه من مقام الإحسان وبحسبه تتفاوت الصلاة حتى يكون صلاة الرجلين في الفضل كما بين السماء والأرض وقيامهما وركوعهما وسجودهم واحد ذاك حاضر القلب بين يدي ربه وذاك معرض غافل : ( فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ) [ الماعون 4- 5 ]
عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إن العبد ليصلي الصلاة ما يُكتب له منها إلا عشرها , تسعها , ثمنها , سبعها , سدسها , خمسها , ربعها , ثلثها , نصفها ).
المشهد الخامس : شهود المنَّة :
أن يشهد أن المنِّة لله سبحانه في كونه أقامه في هذا المقام وأهله ووفقه لقيام قلبه وبدنه في خدمته فلولا الله سبحانه لم يكن شيء من ذلك.
قال تعالى : ( يمنُّون عليك أن أسلموا قل لا تمُنُّوا علىِّ إسلامكم بل الله يمُنُّ عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين ) [ الحجرات 17 ]
فالله سبحانه هو الذي جعل المسلم مسلماً والمصلي مصلياً كما قال الخليل عليه السلام : ( ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمةً مسلمةً لك وأرنا مناسكنا ) [ البقرة 128 ].
فالمنة لله وحده في أن جعل عبده قائماً بطاعته وكان هذا من أعظم نعمه عليه قال تعالى : ( وما بكم من نعمةٍ فمن الله ) [ النحل 53 ].
وهذا المشهد من أعظم المشاهد وأنفعها للعبد وكلما كان العبد أعظم توحيداً كان حظه من هذا المشهد أتم.
المشهد السادس: مشهد رؤية التقصير:
وهو أن العبد لو اجتهد في القيام بالأمر غاية الاجتهاد وبذل وسعه فهو مقصر وحق الله سبحانه عليه أعظم والذي ينبغي أن يقابله به من الطاعة والعبودية فوق ذلك بكثير وأن عظمته وجلاله سبحانه يقتضي من العبودية ما يليق بهما .
هذا والله أعلم
والله يآجرج
ويزاج الله خير ..