الغيرة العمياء،،،، 2024.

الغيرة العمياء،،،،

فتاة في الثامنه والعشرين من عمرها لم تتلق أي تعليم ،ولم يمنحها الله قسط من الجمال .كانت تعمل بالزراعة في قطعة أرض يمتلكها والدها ،لها خمسة إخوة ذكور وأناث،هي أكبر أخواتها،توفى عمها وترك ابنته الوحيده،فكفلها عمها وتعهدها بالرعاية .وكانت في العاشره من عمرها هادئة الطباع،جميلة المنظر،وكان حزنها الصامت على والديها يزيدها جمالا وتبدو رغم صغر سنها متزنة عاقلة ،ومرت الايام وكبرت ابنة العم وترعرعت في منزل عمها وشبت الغيرة قلب ابنة عمها_ صاحبتها _ كلما نظرت اليها ورات رقتها وجمالها..وتقول:انني لا أنكر أنني كنت أحقد عليها وأغار منها ،فأرى من سوء حظي أن يتوفى عمي وتأتي لتشاركني العيش في منزل واحد، بل مما زاد الطبن بلة أنه كلما دق على منزلنا شاب علمت بعدذلك أنه جاء لخطبتها، وكانت أمي تشتري لي كل ماتحتاجه العروس حتى إذا ماحضر العريس أكون جاهزة..طال أنتضاري ولم يتقدم أحدلطلب يدي،فأرجعت السبب هو وجودها في المنزل وبحت لامي بما في صدري وأن الشبان يفضلونها عني.دخل والدي المنزل والدتي وأخبرها أن أحد الشباب من ابناء جيراننا يحضر لتقديم الشبكة لابنة عمي ..نظرت والدتي نظرة كلها شفقه والحقد يملأ قلبي ،ولم أذق النوم ،ولعب الافكار السوداء برأسي فلابد من الخلاص…أتخلص منها ويخلو لي الجو ويتزوجني العريس المنتظر بدلا منها،وفي اليوم الموعود وبعد تناول الغداء خرج والدي ليؤدي صلاة العصر ،ثم عاد ومعه لفافة وضعها وخرج ،ذهبت لأرى ما بها ، وجدت بها أكياس سكر وزجاجات الشربات وفقدت صوابي ، وكان بالمنزل حجرة بها بعض الأدوات الزراعية ..دخلها وناديت عليها بحجة مساعدتي في إحضار بعض المعدا التي يحتاجها والدي للزراعة غدا ،ودخلت معي وبكل قسوة وبلا رحمة مددت يدي وأخذت الفأس وهوب بها على رأسها ،سقطت على الأرض في بركة من الدماء ،وسمعت أمي صراخها وحضرت مسرعه ورأت المنظر ..وحضر والدي ليتوضأ ليخرج ليصلي المغرب ،رآني مرتبكة لا أستطيع التركيز في الحديث ، وسالني عن أمي وذهب نحو الحجرة ووجد ابنة أخيه عائمة في بحر من الدماء ،وضرب بكفيه على صدره ،ولطم خديه وجرى مسرعا نحو باب المنزل ،وأخذ يجري في الشارع كالمجنون يتمتم بكلمات سمعها بعض المارة التوجهين للأداء الصلاةولكن كانت كلمات غير مفهومة ، ولم يتطرق لذهن أحد ما حدث إلا عندما غاب والدي ولم يظهر ،فقد خرج بغير رجعة ولم تظهر العروس كعادتها وتساءل الجيران بالتصريح والتلميح عنها، وعن سبب غياب والدي وخاصة العريس وأهله وماكان إلا ان أبلغوا الشرطة التى هاجمت المنزل ووجدتها في الحجرة بعد أن وارينا الجثة بالتراب والطين ،وأخذ أهالي القرية يقذفون أمي بالحجارة ويضربونها حتى فارقت الحياة وحكم علي بالأشغال الشاقة المؤبدة.
مرت الايام وخرجت من السجن وعدت الى الله أطلب التوبة وأدعو ليل نهار أن يغفر ذنبي
ونصحني رجال الدين بالاستغفلر وبالصلاة والصوم وذهبت وأديت فريضة الحج أكثر من مره …وأطمع أن يغفر الله ذنبي ويعفو عني ……..

قصـــــــــــــــــة من الواقــــــــــــع