إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
أما بعد:
بدعة الساحل الشرقي
(القرقيعان)
أخى أختى نرجوا التمعن فى قراءة الموضوع …
أعتاد الناس في الساحل الشرقي للخليج العربي في يوم معين من كل سنة على الاحتفال بليلة النصف من شعبان او النصف من رمضان بما يسمى ( بالقرقيعان ) أو حق الليلة بالفظ المحلى لدولة الإمارات . وهنا وجب البحث في هذه المسألة ..
أولا : أصل التسمية :
القريقعان: وهذه التسمية مشتقة من قرع الأبواب وقيل من الأصوات الصادرة عن الحلوى والمكسرات عندما تتحرك داخل الكيس الذي يكون معلقا على أعناق الأطفال
الكركيعان: والكاف بنطق عجم فارس وهي كالمعنى الأول
(حل وعاد ) أو (حال وعاد ): وهذه بمعنى حال عليه الحول وعاد أو حل علينا مرة أخرى وكما في نشرة للرافظة كتب عليها ( حل وعاد بالخير والبركات ).
الناصفاء أو الناصفة: وهذه التسمية نسبة إلى وقت المناسبة وهي النصف من الشهر الخامس عشر من شعبان، والخامس عشر من رمضان
ليلة النافلة: وهي تطلق على هذه الليلة وعلى ليلة الإسراء والمعراج كما زعموا. وتسمى أيضا ليلة القرقشان ، الكركيشون ، حق الليلة.
الشعبانية: نسبة للنصف من شعبان.
وغير ذلك من التسميات وكما هو معروف إذا عظم شيئا عند قوم كثرت أسمائه فلكل قطر تسمية تختلف عن القطر الأخر بحكم اختلاف اللهجات ولكن الجميع متفق على تسميته بالقرقيعان فهي الأكثر شهرة علما بان هيئة الأفعال متشابهة إن لم تكن متطابقة في أكثر هذه المناطق
ثانيا : وصف هذا الاحتفال :
اعتاد الناس في يوم وليلة الخامس عشر من شعبان وبعضهم في الخامس عشر من رمضان أيضا وهم الاكثر، بأن يحتفلوا احتفالا عاما يشارك فيه الجميع المحلات التجارية والكبار والصغار الذكور والإناث.
مشاركة المحلات التجارية:
توفير الحلويات والمكسرات بكميات كبيرة وما أكثر ما يعرض من الكميات التالفة وبعضهم يجهزها على شكل علب ويختلف أسلوب العرض من محل لآخر بأسعار مختلفة على حسب التجهيز والكمية والطلب.
مشاركة الكبار:
وذلك يكون بالاستعداد والإعداد والتجهيزات من الكبار بتوفير الحلوى والمكسرات قبل الاحتفال بيومين أو أكثر من المحلات التجارية وتجهيز أكياس خاصة للصغار يضعونها على رقابهم وكل هذا من اجل إعطاء السائلين.
مشاركة الصغار:
وبالنسبة للصغار فإنهم يجعلون على أعناقهم وصدورهم كيس قد أعد لهذه المناسبة. ثم يتجولون في الحارة أو القرية يقرعون الأبواب و يسألون الناس أن يعطوهم مما عندهم سواء كان من الحلوى أو من المكسرات أو غير ذلك، وبعض الأغنياء يوزعون نقوداً . وهناك بعض العبارات التى يرددها الأطفال مثل ..
( قرقع قرقع قرقيعان ) يعني طرق طرق للأبواب ( أعطونا الله يعطيكم، بيت مكه يوديكم، يا مكه يا المعمورة) ومنها ( أعطونا من مال الله ) ومنها ( يجيب المكده يالله، يحطه في كم أمه يا لله، يا شفيع الامه ) إلى غير ذلك من الأبيات والأهازيج الشعرية العامية وباللهجة الدارجة المركبة على حسب القافية التي تحوي على ألفاظ المسالة والشرك
ثالثا : نبذة تاريخية عن مكان وزمان هذا الاحتفال و أسباب فعله .
إن مما يثير الدهشة والاستغراب والتساؤل انحصار هذا الإحتفال في هذه المنطقة دون سواها من المناطق والبلدان الإسلامية وهذا يدفعنا للنظر في تأريخ المنطقة وحال السكان والمتغيرات التي قد يكون من خلالها استشفاف سبب انحصار هذا الاحتفال عليها دون ما سواها من باقي المناطق والدول الإسلامية إذ أن فعل أمرٍ ما في منطقة دون غيرها يدل على ارتباط تاريخي لها وسبب لإحداث هذا الاحتفال فيها. وبعد الرجوع إلى كتب التاريخ نجد أن هذه المنطقة قد تعاقبت عليها دول وأمم كالفرس فقد يكون من أعياد الفرس كما قيل. وحكمها القرامطة مدة طويلة، ومن ثم استقر فيها الرافضة.
ومن ثم رضخت للأحتلال البرتغالي لمدة نصف قرن تقريبا وقد عرفوا بالاهتمام بأعيادهم وطقوسهم التعبدية ومنها الاحتفالات التي لها أفعال خاصة وأزمنة خاصة وبحكم تواجدهم في المنطقة ووجود حامية لهم فيها فلا يمنع أنهم كانوا يقيمون شعائرهم ومنها عيد الحلوين، وقيل عيد الهلوين، وقيل الباربار الذي يفعل كل سنة ويكون في أواخر شهر أكتوبر ووصف عيد الهلوين كالتالي.
في هذا اليوم عندهم يجتمع الأطفال ويحملون معهم سلال ويتجولون على المنازل ويقرعون الأبواب ويعطون الحلوى وإذا أعطوا شكروا المعطي وان حرموا ابدوا تذمرهم فأصدروا أفعالاً و أقوالاً توضح ضجرهم.
فلعلها انتقلت بسببهم إلى المنطقة بحكم السيطرة والجوار، وتم مع الزمن تغيير بعض الأفعال والعبارات فأصبح الاحتفال على الوضع الموجود ألآن والمسمى بالقرقيعان وهناك من يقول إن هذا الاحتفال يعود سببه إلى بعض الفرق التي تسكن في المنطقة وهم ( الرافضة ) الذين لا يخفى على أهل الإسلام ما هم عليه من مخالفة لدين الإسلام في الأصول والفروع.هداهم الله للرشاد
وعندهم تقام فيهما احتفالات وتعلق فيهما الرايات ويلبس فيهما الجديد ويفرح فيهما كالعيد ففيه يوسعون على الأهل والأولاد ويتبرع فيه للأموات وتحتسب فيه القربات وسبب تعظيمهم لهذا الليلة لان يومها يوافق عيد مولد محمد الحسن العسكري الذي يزعمون انه المهدي المنظر الذي اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا كان لهذا اليوم عندهم بهجة خاصة وهالة تناسبه.
ويسمونها ليلة ( الناصفاء، وحق الليلة، وحال وعاد بالخير والبركات )
وكم رأيناهم وهم يطوفون بالمنازل وأكياسهم معلقة على رقابهم يقرعون الأبواب و يسألون الناس أن يعطوهم بل زاد الأمر كما في السنوات الأخيرة أن نصبت الخيام لأجل ذلك و أخرجت مكبرات الصوت وغصت الشوارع وعجت بذكر المولد وشيٍ من تأريخ هذا الخرافة.
ولم يقف الحد عند هذا بل يوقف المارة وتعطل الحركة عند الإشارات الضوئية بدعوى خذ هديتك من بركات إمام الزمان الغائب المتواري محمد بن الحسن العسكري، وهذه الهدية عبارة عن كيس فيه بعض الحلوى والمكسرات و النقود التي مكتوب عليها بعض العبارات الكفرية والشركية كالاستغاثة بهذا الخرافة وطلب العون منه مباشرة من دون الله وزاد الأمر أنهم يوزعونها في المدارس على الطلبة والطالبات علنا دون اعتبار لأي أمر أو انصياع لولاة الأمر
ويوزع في هذا اليوم حلوى ومكسرات ونقود مكتوب عليها ( نبارك لكم ولادة منقذ البشرية الإمامالمهدي عليه السلام ( عج ) وجعلنا من أنصاره ) وبعضها قد كتب عليها تاريخ المناسبة 15 شعبان ( ننتظرك على أحر من الجمر يا مهدي ) وأكثر النقود الموزعة ملصق بها نبذة يسيرة من سيرة مهديهم الذي يزعمون، ثم تختم العبارات بأهدأ الثواب لفلان أو فلانة.
ومما لا شك فيه بعد أن نظرنا فى تاريخ هذه المناسبة إنها بدعية يربطونها بأصول في عقيدتهم وموالدهم ويتعبدون ويتقربون بها وفيها.
وبحكم الجوار لأهل البدع انتقلت البدعة إلى المسلمين أهل السنة الذين يقطنون تلك الأماكن وشابهوا فيها الرافضة فماثلوهم في الأفعال والأقوال.
رابعا : حكم هذا الاحتفال ..
للعلم أن العبادة يستلزم لها شرطان .
الشرط الأول: الإخلاص لله.
والشرط الثاني: المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الفعل والقول .
و أفعال العباد إما أن تكون على سبيل العادة و إما أن تكون على سبيل العبادة فما كان على سبيل العبادة فيشترط له الشرطان آنفا الذكر فان لم يستوفي الشرط الأول وقع في الشرك وان لم يستوفي الشرط الثاني وقع في البدعة .
وما كان على سبيل العادة؛ فينظر إلى هذه العادة هل هي من فعل المسلمين؟ أو من فعل غيرهم ؟ فان كانت من فعل غيرهم، فينظر إلى الباعث على الفعل؟ وهل هم يتعبدون بها؟ أو يحددونها بوقت معين؟ أو بألفاظ معينة؟ أو بمكان معين؟ أو باجتماع معين؟ أو بهيئة معينة؟ وما إلى ذلك من الضوابط التي يجب أن نراعيها في مثل هذه الأمور فإن كانت مشابهة لهم بأي وجه من هذه الوجوه فإنها من التشبه المحرم الذي سبق الإشارة إليه.
و أما إن كانت هذه العادة من فعل المسلمين فينظر هل هي تخالف اصل متفق عليه ؟ أو شيئا من النصوص الشرعية ؟ فان وجد مخالفة فمردودة
وبعد هذه القواعد الشرعية في أفعال العباد:
نسأل عن هذا الاحتفال هل هو من احتفالات المسلمين؟ أو من احتفالات غيرهم؟ إن ثبت أنها من فعل غير المسلمين كالنصارى فهذه لا تجوز بحال وان تغيرت الأحوال أو الأفعال والأقوال إذ العبرة بالأصل فإذا كان الأصل فاسد فكيف يبنى عليه غيره والنبي صلى الله عليه وسلم نهى وحذر من مشابهة النصارى في سائر أحوالهم فما بالك فيما يتعلق بدينهم وأعيادهم
ومن أقوال أهل العلم ..
يقول الكاتب حفظه الله .. (( ولقد سمعت شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمة الله عليه في أكثر من مرة ينهى عن مثل هذا الفعل ويعده من البدع. ))
وهناك فتوى صادرة من الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد. الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء فتوى رقم (155532 ) وتاريخ 24/11/1413هـ هذا نصها:
السؤال ..
( انه جرت العادة في دول الخليج وشرق المملكة أن يكون هناك مهرجان ( القريقعان ) وهذا يكون في منتصف شهر رمضان أو قبله وكان يقوم الأطفال يتجولون على البيوت يرددون أناشيد ومن الناس من يعطيهم حلوى أو مكسرات أو قليل من النقود وكانت لا ضابط لها إلا انه في الوقت الحاضر بدأت العناية به وصار له احتفال في بعض المواقع والمدارس وغيرها. وصار ليس للأطفال وحدهم وصار تجمع له الأموال ؟ )
الجواب ..
ان الاحتفال في ليلة الخامس عشر من رمضان أو في غيرها بمناسبة ما يسمى مهرجان القريقعان بدعة لا اصل لها في الإسلام ( وكل بدعة ضلالة ) فيجب تركها والتحذير منها ولاتجوز إقامتها في أي مكان لا في المدارس ولا في المؤسسات أو غيرها. والمشروع في ليالي رمضان بعد العناية بالفرائض الاجتهاد بالقيام وتلاوة القران والدعاء. والله الموفق.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس : عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
عضو : عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ .
عضو : عبد الله بن عبد الرحمن الغديان .
عضو : صالح بن فوزان الفوزان .
عضو : بكر بن عبد الله أبو زيد .
وكفى بقول هؤلاء الخمسة من علماء المسلمين تحذيرا من هذا العمل المشين وان راءه الناس حسنا فكم من فعل أو قول ربا عليه الصغير وشاب عليه الكبير وهو بحاجة إلى تغيير لأنه من المنكر.
وهناك أيضاً فتوى للشيخ عبد الله بن جبرين مختومة منه بتاريخ 13/9/1413هـ أجاب فيها على سؤال حول هذا الاحتفال فقال:
هذا العيد لا اصل له في الشرع… ثم قال: فانه يصبح بدعة محدثة يجب إنكاره والقضاء عليه ولا يجوز إقرارها ولا المساهمة فيها.
وكذلك أحد علماء الاحساء وهو الشيخ احمد بن عبد الله السلمي كما في كتابه أخطاء شائعة واعتقادات باطلة ص 118-120 وذكر مفاسد هذا الاحتفال فليرجع إليه .
من خلال ما تقدم يتبين لنا أن هذا الاحتفال بدعة لا يجوز لأسباب كثيرة منها الآتي:
* مشابهة النصارى في عيد الهلوين – الحلوين – الباربارا .
* مشابهة الرافظة في موالدهم والذي يظهر أنهم سببه وما أكثر بدعهم.
* إفتاء أهل العلم بعدم جوازه وانه من البدع المحدثة.
* الابتهاج المماثل لفرحة العيد بالثياب والطعام.
* تخصيصه بيوم معين كل سنة يفعل فيه.
* اعتباره من أعياد الأطفال ولا اصل لذلك.
* الاحتفاء به على انه من المناسبات الدينية.
* إن الساعة التي يمارس فيها ساعة منهي عن الخروج فيها. بل امرنا أن نحبس الأطفال عن الخروج خشية عليهم من الشياطين.
* الاهتمام به على انه من أحد أهم مظاهر شهر رمضان.
* التذلل للناس بعبارات المسالة ( أعطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم )
نهي المسلم عن المسالة إلا من حاجة وفاقة.
* اعتباره مهرجان جماعي.
* فيه تنشئة أولاد المسلمين على حب هذه الأعياد البدعية.
* تعويد الأبناء على على حب المسالة.
* اعتباره ليلة مفتوحة لا عتاب على أحد فيها وهذا منافي للدين.
* فيه إحياء للبدع الجاهلية و تقليد الأجداد.
* صرف الأموال في غير محلها وهذا نوع من الإسراف.
* إشغال الناس واشتغالهم بالإعداد والاستعداد لهذا العيد الباطل.
* وقت الصيام للعبادة وقراءة القران وليس للعبث واللعب.
* مظاهاته للأعياد الشرعية وذلك بلبس الجديد وغيره من الاستعدادات.
* إعتقاد البعض أن في التوسعة على الأطفال فيه سبب في بسط الرزق له.
* الظن أن لياليه ليالي مباركة.
* حصول الاختلاط فيه.
* تعريض الأطفال للسوء خاصة أن مراسيم هذا العيد تبدأ بعد مغيب الشمس إلى منتصف الليل .
* لا يجوز للمحلات التجارية أن تجهز لهذه المناسبة أي إعداد أو مواد.
* لا يجوز للجرائد والصحف الإشادة بهذه البدعة بل الواجب عليها أن تحذر من مثل هذه الأعمال القبيحة وإن استحسنها الناس.
* كما لا يجوز للأندية ولا المدارس والجمعيات أن تقيم هذا الاحتفال تحت أي مسمى سواءً كان بأسم فلكلوراً أو منشط تراثي أو مهرجاناً فكل هذه الأسماء لا تخرجه عن كونه بدعة لا يجوز.
ونسأل الله أن يوفق ولاة الأمر لمنع هذا الاحتفال البدعي فكم من شرٍ دفعه الله عنا بسببهم أعانهم الله على ذلك اللهم امين.
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله الطيبين وصحبه الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم يا رب العلمين .
قاله وكتبه
محمد بن رمزان آل طامي الهاجري
منقول بتصرف وبأختصار ،،
تحياتي ،،
يزاك الله خير اخوية على الموضوع المميز
والذي اف وقته
يعطيك العافية
سلامي لك
See YA
سلاااااااام
See Ya
تحيااتي لك
**********drawGradient()
الله يعطيك العافيه
ولا تحرمنا من جديدك
تسلمين الينيه ع المرور
See Ya
وان شاء الله الكل يبتعد عن هالعاده وتخصيص يوم لها