حامل على درج للطابق العاشر.. وطلاب تحت أعمدة الإنارة ليلة الامتحان
المصدر: أحمد عاشور – الشارقة التاريخ: 31 مايو 2024
بات من المعتاد أن ترى سكاناً في الشارقة يقطعون الشوارع، حاملين بأيديهم كشافات الإضاءة، كونها الأداة التي ستنقذهم من الظلام المتكرر، وصارت سلعة مطلوبة، بعد أن عرفت طريقها للاندثار، إذ يعتبرها أغلبية السكان الآن عكازهم، الذي يستعينون به على صعود الدرج شديد الظلام، في بناية مرتفعة تصل إلى 20 طابقاً، وخلف الظلام قصص وحكايات، أغربها امرأة حامل تصعد على الدرج للطابق العاشر وطلاب يذاكرون تحت أعمدة الإنارة ليلة الامتحان.
في منطقتي المجاز والتعاون، اللتين نالتا النصيب الاكبر من انقطاع الكهرباء، يعاني سكان حمل أبنائهم على أكتافهم، والصعود بهم إلى الطوابق العليا، بعد أن توقفت المصاعد عن العمل، وهناك من بات يخشى على حياة أطفاله، بعد الاختناقات التي تصيبهم وقت الانقطاع، خصوصاً في أوقات النهار.
الموظف عماد موسى، يصف حاله بالمأساوي، وحياة زوجته الشابة، وجنينها في خطر حقيقي؛ إذ يسكن الطابق العاشر في بناية في التعاون، وفي الخامسة من بعد ظهر أول من أمس، انقطع التيار وأصيبت الزوجة بحالة اختناق شديدة، لظروف حملها، ومرضها بالربو، فنزل بها إلى الشارع، على امل عودة التيار، لكن الامر طال كثيراً، ووفق روايته، اضطرت الزوجة الحامل إلى صعود الطوابق العشرة، وكادت تصاب بالإغماء من شدة الجهد الذي بذلته.
وما أن عادت الكهرباء مساء، واستعد للنوم، حتى يتوجه إلى عمله مبكراً، انقطع التيار مجدداً، ولم يجد وزوجته، حلاً سوى قضاء الليل في شرفة الشقة.
معظم السكان أجمعوا على أن هواتف طوارئ كهرباء الشارقة لا تجيب، فاتصلوا بدورهم بـ«الخط الساخن» في «الإمارات اليوم» يشكون معاناتهم، ومن بينهم، المواطنة عبير الرميثي، التي تسكن البطينة، ومنذ خمسة أيام، تعيش هي وأبناؤها الأربعة، أزمة حادة، جراء انقطاع التيار وقت الظهر، وفي «عزّ الحر»، وفق وصفها.
اتصلت بـ«الإمارات اليوم» لتسمعنا أصوات أطفالها، في أعمار عامين وثلاثة أعوام، وهم يبكون من شدة الحر، وأضافت «أصبح المعتاد، أن أنقل أبنائي للسيارة وأطوف بهم الشوارع، حتى نهرب من جحيم المنزل وقت انقطاع الكهرباء».
وتطرح الرميثي تساؤلاً «هل يعقل في مثل هذا الوقت من العام، في درجة حرارة تصل إلى 45 درجة، ووقت الامتحانات، أن تتوقف أجهزة التكييف والإنارة؟»، مضيفة «أين هيئة الكهرباء، ولماذا لم تستعد لهذا الوقت من العام؟».
عبير، التي كادت تبكي على الهاتف، أكدت أن التيار ينقطع أكثر من مرة، ما بين الساعتين الـ10 صباحاً، والـ10 مساء، يومياً، مطالبة بتحرك عاجل «رأفة بأبنائها».
وعلى مقربة منها، تسكن أم علي، التي يعاني ابنها الربو، وبسبب توقف أجهزة الهواء، يصاب بـ«توقف تنفس»، وحسب قولها، نتصل بالكهرباء، لا يجيبون، لكن «لو تأخرنا عن سداد الفاتورة، تلاحقنا الإنذارات».
وفي بناية في التعاون، يحكي الساكن أبو أحمد، أن كثيراً من كبار السن، أجبرهم انقطاع التيار، على صعود الدرج حاملين مشتريات ثقيلة الوزن، ووصلوا وحداتهم منهكين.
وحين عاد التيار، تعطلت وحدة تغذية كهربائية، ما أدى إلى توقف المصعد، فانتظر السكان ساعات عدة، حتى يتم إصلاح العطل، وعندما تم الإصلاح، انقطع التيار من جديد.
وفي بنايات المنطقة، أصيبت محال السوبر ماركت، بحالة شلل، فبسبب انقطاع التيار الكهربائي، لايستطيع عامل السوبر ماركت نقل المشتريات للسكان.
وعندما تعود الكهرباء، تبدأ مشاحنات طريفة، بين سكان يرفضون سلعاً عدة، لشكهم في أنها فسدت في هذا الجو الحار، وبين عمال تلك المحال، لتأكيدهم أنها مازالت صالحة، وانقطاع التيار لم يؤثر فيها.
في الشارقة، ترى مشهداً سينمائياً مثيراً للضحك، شوارع مظلمة، تتكدس فيها السيارات التي باتت سكناً لكثير من المواطنين والمقيمين، وإشارات مرور متعطلة، خصوصاً في المناطق الصناعية، لتتداخل السيارات في التقاطعات، بصورة لا يجدي معها تدخل رجال الشرطة.
السكان يبحثون عن مركز تجاري، يلتقطون فيه أنفاسهم، فيذهبون لمركز «أنصار مول»، ليروا التيار قد انقطع عنه تماماً، فيذهبون الى «سفير مول» الذي كان محظوظاً، ولم تنقطع عنه الكهرباء.
والبعض نفذ وقود سيارته، جراء التحرك المستمر، فيذهب الى محطة «إيبكو» على طريق الاتحاد، ليرى انها متوقفة عن العمل، للسبب نفسه.
ومن الطرائف، ان مطعم شهير للوجبات السريعة على طريق الاتحاد، تحول الى «ملجأ» للسكان الهاربين من حر المنازل، وبسبب هذا الهجوم، حسب وصف عاملة في المحل، نفدت السندويتشات كلياً، وبدلاً من ان تعطي ثلاثة قطع دجاج في وجبة، اعتذرت للزبائن، وأعطتهم قطعتين، واضطر المشترون إلى قبول الامر مجبرين.
وفي حديقة هذا المطعم، يتبادل الجالسون روايات عدة، حول سكان انتقلوا بأبنائهم للسيارات، ليراجعوا درسوهم قبل الامتحانات، وآخرين افترشوا الارض، رافعين الكتب تحت أعمدة الانارة العامة.
وحالات لآباء مرضى، لم يستطيعوا الصعود لأبنائهم، وتركوهم في الشقق يعانون الحر، لحين عودة التيار، وكان الهاتف المتحرك، الرابط الوحيد بينهم.
أحد الجالسين، تبرع ونصح الحضور في المطعم، بحل سحري، وفق وصفه، لحماية أبنائهم من الحرارة المرتفعة وقت انقطاع التيار، هو «تنويمهم في البانيو».
الله يكون في عونهم ، بس لازم تشوف هيئة الكهرباء والمياه حل لهذي المشكله ..
.
.
.
اللي يشوف عندنا شو بيصير برضو من قطع دائم للتيار الكهربائي
يعني احنا الصيف هذا الله يعينا عليه
كل الشكر لك
بحفظ الله
الله يعينهم ويهون عليهم ان شاء الله
وخصوصا اللي يسكنون ف شقق ويين بيروحون يعني
اليهال ما يتحملون والله يقطعون القلب
تسلم يا مشرفنا
ربي يعطييك العافيه
اللـِـِه يعيينهمْ الصّرآحـِه ,
تسلم فآأرسً ع الخبر ,
مآأقصّرت يعطيك العآفييه
مشكور اخوي ع الخبر
الله يعطيك العافيه
معاناة وخاصة نحن في قمة الحر في موسم الصيف !
واتمنى انه الكهرباء يلقون حل بأسرع وقت
كل الشكر لحضوركم وتواصلكم
هالمشكلة بتأثــر ع الكل ، يعني الحيـن
الوقت وقت امتحانات الطلاب ،
وفوق كل هذا موسم صيفي حـاااار جداً ..
يعني الكل متضرر ..
إن شاء الله الهيئة تلقى حل لهالمشكلة
بأســرع وقت ..
يعطيك العافيـة مشرفنــا ع الخبــر
دمـت في حفظ الرحمـن
كل الود