الحمدُ للهِِ الَّذِي أَكْرَمَنَا بدِينٍ يَرْعَى مصالِحَ الإنسانِ, ويحفظُ للمجتمعِ السلامةَ والأمانَ
وأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ
علَّمَنَا أَنْ نقولَ عندَ سفرِنَا 🙁 سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ *
وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ )([1])
وأَشْهَدُ أَنَّ سيدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ القائِلُ صلى الله عليه وسلم :
« أَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا»([2]) اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ
وبارِكْ علَى سيدِنَا محمدٍ وعلَى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ
ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ.
يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ 🙁 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ
وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )([3]).
ودَعَتْ إلَى محاسنِ الآدابِ ومكارمِ الأخلاقِ الَّتِي تُنَظِّمُ الحياةَ الخاصَّةَ والعامَّةَ
ومِنْ هذهِ الآدابِ الرَّفيعةِ آدابُ الطريقِ
التِي ينبغي أن يلتزمَ بِهَا الناسُ عامةً والسائقونَ خاصةً, فالطَّريقُ مِلكٌ لكلِ الناسِ
وللجميعِ حقُّ الانتفاعِ به, وقدْ بَيَّنَ نبيُّنَا محمَّدٌ صلى الله عليه وسلم
أنَّ للطَّريقِ حقوقًا, ولَمَّا سُئِلَ صلى الله عليه وسلم عَنْها ذََكَرَ منْها :« وَكَفُّ الأَذَى»([4]).
وإنَّ العبثَ بأمنِ الطَّريقِ وإزعاجَ الآخرينَ قَدْ نَهَى عنْهُ الإسلامُ,
وإنَّ مخالفةَ أنظمةِ المرورِ والسَّيرِ ومَا تسبِّبُهُ مِنْ كوارثَ وحوادثَ هوَ منَ الأذَى
الَّذِي حثَّنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم علَى كفِّهِ وإزالتِهِ عَنِ الطَّريقِ،
قَالَ صلى الله عليه وسلم:« بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ
إِذْ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَّرَهُ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ».([5])
وقَالَ صلى الله عليه وسلم :
« وَإِمَاطَتُكَ الْحَجَرَ وَالشَّوْكَةَ وَالْعَظْمَ عَنْ الطَّرِيقِ لَكَ صَدَقَةٌ » ([6]).
فلاَ يرفعُ صوتَ المذياعِ ويؤذِي الْمَارَّةَ مِنْ حولِهِ
ولاَ يستعمِلُ مُنَبِّهَ السَّيارةِ إلاَّ عنْدَ الحاجةِ مراعاةً لشعورِ الآخرينَ
ولاَ يتجاوَزُ السرعاتِ المحددةَ، ولاَ ينشغِلُ بغيرِ الطريقِ باستخدامِ الهاتِفِ وغيرِهِ
ولاَ يترُكُ السيارةَ للأولادِ الصغارِ يقودونَهَا دونَ الإحاطةِ بنظامِ المرورِ
أَوْ إدراكِ المسؤوليةِ القانونيةِ لمخالفةِ ذلكَ النظامِ.
والسَّيْرَ علَى الطُّرقَاتِ بجملةٍ مِنَ الأخلاقِ والآدابِ
تضمنُ للنَّاسِ والمجتمعِ السَّلامةَ المروريَّةَ
وتوسِّعُ علَى النَّاسِ الطرقاتِ مهْمَا اشتدَّ الزِّحامُ وكَثُرَتْ وسائلُ النَّقْلِ
ومِنْ هذهِ الأخلاقِ التَّواضعُ والوقارُ والاتِّزانُ
فالاعتدالُ فِي المشيِ والانضباطُ فِي السُّلوكِ والتَّواضعُ فِي الطَّريقِ مِنَ الأخلاقِ
الَّتِي يتميَّزُ بِهَا المسلمُ, قالَ اللهُ سبحانَهُ :
( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا )([7])
وقَالَ تَعَالَى عَلَى لِسانِ لقمانَ الحكيمِ لابنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ :
( وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ )([8])
وقالَ جلَّ جلالُهُ :
( وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً)([9])
وفِي حجَّةِ الوداعِ لَمَّا رأَى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم
شدَّةَ الزِّحامِ خاطَبَ الصَّحابةَ رضيَ اللهُ عنهُمْ قائلاً:« عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ »([10]).
قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
« الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ »([11]).
وقَدْ حَذَّرَ صلى الله عليه وسلم مِنْ ترويعِِ النَّاسِ وإيذائِهِمْ فِي طرُقِهِمْ فقالَ :
« لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا » ([12]).
فالمسلمُ مطالَبٌ بالبعدِ عَنْ كُلِّ أشكالِ الضَّرَرِ,
وهُوَ مطالَبٌ باجتنابِ جميعِ أنواعِ الفسادِ لقولِهِ تعالَى :
(وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا )([13]).
تؤكِّدُهُ تعاليمُ دينِنَا وتوجيهاتُ ولاةِ أمورِنَا
لأنَّ الغايةَ مِنْ تطبيقِ هذهِ الأنظمةِ المحافظةُ علَى الأرواحِ والممتلكاتِ
وتحقيقُ الأمنِ والسَّلامةِ فِي الطُّرقاتِ للنَّاسِ أجمعينَ
والتَّحذيرُ مِنَ استغلالِ وسائلِ النَّقلِ فِي التَّعَدِّي وإيذاءِ الآخرينَ
وقدْ دعَا الإسلامُ إلَى المحافظةِ علَى حياةِ الإنسانِ
قالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم:
«كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ» ([14])
فالتقيُّدُ بِهَا والالتزامُ بِهَا واجِبٌ.
اللَّهمَّ أدمْ علينَا نعمةَ الأمْنِ والأمانِ فِي طرقاتِنَا وبلادِنَا يَا أرحمَ الرَّاحمينَ.
اللهمَّ وفِّقْنَا لطاعتِكَ وطاعةِ مَنْ أمرتَنَا بطاعتِهِ امتثالاً لقولِكَ :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ)([15]) .
ونسألُهُ سبحانَهُ أنْ يُعينَنَا علَى شُكْرِهَا, وأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ
وأَشْهَدُ أنَّ سيِّدَنَا محمَّداً عبدُهُ ورسولُهُ، اللهمَّ صَلِّ وسلِّمْ
وبارِكْ علَى سيدِنَا محمدٍ وعلَى آلِهِ الطيبينَ الطاهرِينَ وعلَى أصحابِهِ أجمعينَ
والتَّابعِينَ لَهُمْ بإحسانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
قَدْ مهَّدَتِ الطرُقَ وسنَّتِ الأنظمةَ المروريةَ حرصًا منهَا
علَى سلامةِ المجتمعِ وأمْنِهِ واستقرارِهِ,
فعلينَا أنْ نُحافظَ علَى هذهِ الطرقِ وأنْ نلتزِمَ بأنظمةِ المرورِ،
وأَنْ نغرِسَ فِي نفوسِ أبنائِنَا وطلابِنَا ضرورةَ المحافظةِ علَى هذهِ النِّعَمِ,
وذلكَ باستعمالِهَا فيمَا ينفَعُ, وعلينَا أَنْ نُربِّيَهُمْ علَى الثقافةِ المروريَّةِ
معَ ربْطِ هذهِ التربيةِ بالإيمانِ الَّذِي يحثُّنَا علَى رعايةِ حَقِّ الطَّريقِ,
قَالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
« الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً،
فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ،
وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ »([16])
قَالَ تَعَالَى:(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)([17])
ويَقُولُ الرسولُ صلى الله عليه وسلم :
« مَنْ صَلَّى عَلَىَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً »([18])
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ،
اللهُمَّ إنَّا نسألُكَ مِنَ الخَيرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وآجِلِهِ مَا عَلِمْنَا مِنهُ ومَا لَمْ نعلمْ،
ونعوذُ بِكَ مِن الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وآجِلِهِ مَا عَلِمْنَا مِنهُ ومَا لَمْ نَعلمْ،
اللهمَّ إنَّا نَسألُكَ مِمَّا سَألَكَ منهُ سيدُنَا مُحمدٌ صلى الله عليه وسلم
ونَعُوذُ بِكَ مِمَّا تَعوَّذَ مِنْهُ سيدُنَا مُحمدٌ صلى الله عليه وسلم
وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ
وسائرِ أصحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم
اللَّهُمَّ ارْحَمِ الشَّيْخَ زَايِدَ والشَّيْخَ مَكْتُومَ وإخوانَهُمَا شيوخَ الإماراتِ الذينَ انتقلُوا إلَى رحمتِكَ،
اللَّهُمَّ أَنْزِلْهُم مُنْزَلاً مُبَارَكًا، وأَفِضْ عَلَيْهِم مِنْ رَحَمَاتِكَ وَبَرَكَاتِكَ،
وَاجْعَلْ مَا قَدَّموا فِي مِيزَانِ حَسَنَاتِهِم يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ،
اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا الشَّيْخَ خليفةَ بنَ زايدٍ وَنَائِبَهُ لِمَا تُحِبُّهُ وَتَرْضَاهُ،
وَأَيِّدْ إِخْوَانَهُ حُكَّامَ الإِمَارَاتِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ الأَمِينَ،
اللَّهُمَّ اسقِنَا الغيثَ ولاَ تجعَلْنَا مِنَ القانطينَ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا،
اللَّهُمَّ اسْقِنَا منْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ وَأَنْبِتْ لنَا منْ بَرَكَاتِ الأَرْضِ،
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِكُلِّ مَنْ وَقَفَ لَكَ وَقْفًا يَعُودُ نَفْعُهُ عَلَى عِبَادِكَ،
اللَّهُمَّ بارِكْ فِي مَالِ كُلِّ مَنْ زَكَّى وزِدْهُ مِنْ فضلِكَ العظيمِ،
اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ الْمَغْفِرَةَ والثَّوَابَ لِمَنْ بَنَى هَذَا الْمَسْجِدَ وَلِوَالِدَيْهِ،
وَلِكُلِّ مَنْ عَمِلَ فِيهِ صَالِحًا وَإِحْسَانًا،
وَاغْفِرِ اللَّهُمَّ لِكُلِّ مَنْ بَنَى لَكَ مَسْجِدًا يُذْكَرُ فِيهِ اسْمُكَ ولَوْ كَانَ كمفْحَصِ قطاةٍ،
اللَّهُمَّ أَدِمْ عَلَى دولةِ الإماراتِ الأمْنَ والأمانَ وَسَائِرِ بِلاَدِ الْمُسْلِمِينَ.
وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)([19])
(وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ
وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)([20]).
([2]) البخاري : 2285.
([3]) الحشر :18.
([4]) البخاري :5761, مسلم : 3960.
([5]) متفق عليه .
([6]) الترمذي : 1956 .
([7]) الفرقان: 63.
([8]) لقمان : 19.
([9]) الإسراء : 37.
([10]) البخاري : 1671 .
([11]) البخاري : 9.
([12]) أبو داود:4351 .
([13]) الأعراف :56.
([14]) مسلم : 4650.
([15]) النساء : 59.
([16]) مسلم :51.
([17]) الأحزاب : 56 .
([18]) مسلم : 384.
([19]) النحل : 90.
([20]) العنكبوت :45
يزاك الله الف خير ..!
جعلها في ميزان حسناتك ياربي ..!
الله يعطيكـ الف عافيه يارب ..!
وعليـََـكمْ السّلٍآم والرّحمـَـَـه ..
أولً شـَـَي يمعَـَـه خيــر أخَـَـوي ..
قآلً رسَـَـول اللّه صلَـَـى اللّـَـَـه عليـَـَه وسلمُ : فأعطَــَو الطّريقً حقَـَـهآ .. قآلــوا : ومآ حَــَقً الطّريقً .؟! قآل : غـَـَض البصــر , وكـَـَف الأذى’ , ورّدً السّلٍآمً , وأمَـَـر بالمعَـَـروفً , ونهَـَـى عَـَـن المنَـَـكر ..
مَــَآ’شآلله الآدآبً مكتمَـَـَـله ..
وأنً شــآلله الكلً يطبَـَـق هالآدآبً ..
ربَـَـي يعطيكْ الــف عآفيـَـَـه ..
بميَــَزآن حسَـَـنآتك أن شـَـَآلله ..
واللّــه يغفـََـر لكْ ذنَـَـوبكُ ..
واللَّـَـَـه يجَـَـزيكْ بيتً بالجنَّـَـه ..
تسلـََـم ع الطرحً المفيـَـَد والقيّم ..
ربَـَـي يعطيكً ألفً عآفيَـَـه ..
لٍآ خليٍنآ منك ومن هالــموآضيع الرّآئعَـَـه ..
وكَــَل التّقديير لكً [ أخَــَويًٍ] ..
والسّمَـَـوحه ع الرّد البسيــط ..
آمين يارب العالمين ..
جزاكم الله خيرا يارب
في ميزان حسناتكم ..ان شاء الله
تقبل الله أعمالكم خالصة لوجه يارب
السموحة
في حفظ الرحمن