قال علماء ان الاشخاص الذين يشعرون بالسعادة والحماسة عادة ما يكونون أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب مقارنة بأولئك الذين يميلون للتشاؤم، وان تنشيط المشاعر الايجابية كالتفاؤل يمكن ان يساعد في الحد من المخاطر الصحية على القلب . وقال باحثون أمريكيون ان دراستهم القائمة على الملاحظة هي الأولى التي تظهر ان هناك علاقة مستقلة بين المشاعر الايجابية وأمراض القلب لكنهم أكدوا على الحاجة لاجراء مزيد من الابحاث قبل تقديم أي توصيات للعلاج .
كتبت كارينا ديفيدسون من المركز الطبي بجامعة كولومبيا في الدورية الاوروبية للقلب “نحتاج بشدة إلى تجارب سريرية دقيقة في هذا المجال” .
وأمراض القلب هي السبب الرئيسي للوفاة بين الرجال والنساء في اوروبا والولايات المتحدة وأغلب الدول الصناعية .
وتقول منظمة الصحة العالمية ان أمراض القلب والسكري والاوعية الدموية مجتمعة شكلت 32 في المائة من حالات الوفاة في العالم في 2024 .
وتابعت ديفيدسون وفريقها على مدار أكثر من عشرة أعوام 1739 رجلا وامرأة كانوا يشاركون في مسح صحي واسع في كندا .
وكانت دراسة دولية واسعة شملت باحثين من كندا والولايات المتحدة وألمانيا وعدداً من الدول الأوروبية الأخرى قد افادت بأن وجود أحد أنواع القلق النفسي، كنوبات الفزع أو الخوف أو القلق العام أو الوسواس القهري أو الخوف الاجتماعي أو غيرها لدى الإنسان السليم ولدى المرضى، هو عامل لا يُمكن إغفال تأثيره في رفع احتمالات تدهور حالتهم الصحية أو في معاناتهم من الأعراض المزمنة للأمراض التي هم مصابون بها .
والدراسات الحديثة تضاف إلى دراسات سابقة تؤكد جميعها دور مستوى الشعور النفسي والأمراض النفسية في رفع مستوى الحالة الصحية أو تدهورها، ما يعني ضرورة اهتمام الأطباء والناس وأقرباء المرضى بتلك الجوانب ضمن خدمات الرعاية الطبية ومحاولات الوقاية من الأمراض العضوية .
وحسب نتائج دراسة الباحثين من جامعة أريزونا في تاكسون، فإن لنوعية الشعور بالرضا من الزواج دورا في اختلاف نسبة الوفيات بين مجموعات مرضى فشل القلب .
وتبين للباحثين وفق ما نشرته “المجلة الأمريكية للقلب” أن من يعيشون نوعية عالية من الشعور بالسعادة والرضا في الزواج، يعيشون أيضاً مدة زمنية أطول ممن يُعانون من العلاقة والعيش مع شريك الحياة، وقد توصل الباحثون لهذه النتيجة بعد متابعة استمرت ثماني سنوات لحوالي 200 من الرجال والنساء المرضى بفشل القلب .
وقال الدكتور مايكل روربايغ، الباحث الرئيسي في الدراسة ان تأثير الزواج كان أبلغ وأوضح لدى النساء المريضات مما هو لدى الرجال، ما حدا بعض المعلقين الطبيين إلى القول بأن رفق ومساندة ودعم الأزواج لزوجاتهم المريضات بضعف قوة القلب يُعطيهن جزءاً تعويضياً لما فقدنه من قوة في قلوبهن، ما يُمكنهن من الحياة بطريقة أفضل، ويُخفف بالتالي من تأثير المرض القلبي في مدى عمرهم الافتراضي .
الغريب في الامر ان بحثا استراليا يزعم ان التفاؤل لا يحسن من فرص مرضى السرطان الأحياء بالعيش لفترات طويلة، كما أن الأطباء الذين يشجعون مرضاهم على التمسك بالأمل قد يكونون يرهقونهم، بحسب الدراسة التي أصدرها مركز بيتر ماكاللوم للسرطان بمدينة ملبورن الأسترالية، بمشاركة خمسة مراكز طبية أخرى .
وبينت الدراسة ان الشعور بالتفاؤل لم يغيّر أي شيء في حياة 179 مريضا بالسرطان، والذين قام الباحثون الأستراليون على مدار خمس سنوات بمتابعة أوضاعهم .
وبقي ثمانية من أصل 179 من المرضى الذين شكلوا العينة، على قيد الحياة عندما انتهت الدراسة في عام 2001 .
وكان جميع المرضى يعانون من سرطان الرئة، بحسب وكالة الأسوشيتد برس .
وبالرغم من أن الدراسة تعتبر صغيرة وتعاطت مع نوع محدد من أمراض السرطان حيث أمل النجاة منه ضئيل جدا – إذ أن 12 في المائة من المصابين بسرطان الرئة يعيشون أكثر من خمس سنوات -فإن الخبراء الصحيين يقولون إن الدراسة هي أول دراسة علمية صحيحة تعالج عامل التفاؤل والسرطان .
وقد تفاجأ الخبراء بالنتائج بحيث كانوا يتوقعون أن يعيش المرضى المتفائلون أطول من اليائسين . وقال الباحثون إن المرضى كانوا تحت حمل ثقيل بسبب محاولتهم التمسك بنظرة إيجابية وتفاؤلية خلال الوقت العصيب الذي كانوا يمرون فيه .
وكشفت الدراسة أن الشعور بالتفاؤل كان يتضاءل عندما يخضع المرضى لطرق العلاج المختلفة للسرطان، وعندما كان يتم إطلاعهم على حقيقة المرض .
وقالت بانيلوب شوفيلد التي قادت فريق البحث “يجب علينا مساءلة ما إذا كان جيد أن نشجع على التفاؤل، في حال كان ذلك على حساب إخفاء المريض أو المريضة قلقه، بأمل أن ذلك قد يمنحهم فرص أكبر بالنجاة والعيش أطول” .
وأضافت شوفيلد “إذا شعر المريض باليأس، فمن الأفضل الاعتراف بهذه المشاعر على أنها صحيحة ومقبولة” .
وبالرغم من أن التفاؤل قد لا يساعد مرضى السرطان بالعيش لفترات طويلة، إلا أنه قد يساعد المرضى بطرق أخرى، بحسب الجمعية الأمريكية للسرطان التي تنشر دورية تعنى بالسرطان .
وبحسب هذه الجمعية، فإن التعاطي الإيجابي مع المرض قد يؤدي إلى اعتماد عادات أكل صحية، والتوقف عن التدخين وإقلال الكحوليات ومزاولة الرياضة أكثر والتعرف أكثر الى المرض وخيارات العلاج المتوفرة .
ومع ذلك يؤكد العلماء أن الحياة المملوءة بالسعادة، غير المصطنعة أو المتكلفة، تساعد مريض السرطان على التعايش مع المرض بروح أعلى ورغبة في الحياة أقوى تعينه على تحمل وطأة المرض ومعاناة رحلة العلاج الشاقة بدرجة تفوق كثيرا أولئك الذين تحرمهم الأقدار من مشاعر الحب والسعادة .
ويركز العلماء على تأكيد أن الإصابة بالمرض اللعين لا يجب أن تعني نهاية الحياة، خصوصا مع عدم توقف جهود الباحثين والعلماء لاستنباط العلاجات التي قد تصل في يوم من الأيام للقضاء على الورم، مشيرين إلى ارتفاع نسبة احتمال الشفاء من المرض في العديد من الحالات بفضل الكشف المبكر للمرض الذي يساعد كثيرا في مواجهة آثاره .
م.ن
على عكس التشآؤم لله الحمد
تسلمين الغالية على هالطرح الطيب ..
سبحااااااااان الله !!
معلومات راائعة جداً ،،
للأسف أفتقد قيمة التفاؤل ><
،،
بارك الله فيـج برنسيستنا ع المعلومات القيمة ،،
ونترقب يديدج الهاادف والمميز ،،
ودمتِ في حفظ الرحمن ..