عقل الإنسان يتغير من خلال التعلم.. والأنشطة الحركية تلعب دوراً كبيراً في ذلك. د.ب.أ
يحرص الأشخاص المصابون بآلام مزمنة، أو الذين أجروا جراحات صعبة كالانزلاق الغضروفي، على تجنب الحركة، خشية أن تتسبب في شعورهم بالآلام. وفي مثل هذه الحالات ينصح البرفيسور ميشائيل برلينر من الجمعية الألمانية للعلاج الطبيعي والتأهيل بمدينة دريسدن، باتباع طريقة العلاج المعروفة باسم فيلدنكرايز؛ إذ إنها تساعد على التخفيف من الآلام.
وأوضح البورفيسور الألماني أن هذه التسمية ترجع إلى الفيزيائي موشيه فيلدنكرايز (1904 ـ 1984)، الذي وضع فكرة هذه الطريقة العلاجية التي تعمل على تحسين حركية الإنسان، من خلال تغيير طريقة إدراكه وشعوره بجسده، لذا يتعين على كل شخص أن يكتشف النموذج الحركي الخاص به، كي يتسنى له تغييره.
وقد انطلق موشيه من أن عقل الإنسان يُمكن أن يتغير من خلال التعلم، وأن ممارسة الأنشطة الحركية يمكن أن تلعب دوراً كبيراً في ذلك. ومن أشهر المبادئ التي أرساها فيلدنكرايز في هذه الطريقة «ما يهمني هو حركية العقل، وليس حركية الجسد».
وعن استخدامات هذه الطريقة، قال البروفيسور برلينر «تُعد طريقة فيلدنكرايز أحد الإجراءات التكميلية، التي تعتمد في الأساس على إدراك حركة الجسم ووقوفه بشكل مدروس وواع، وهي تُستخدم في مجال العلاج الاسترخائي والعلاج النفسي والنفسجسدي».
وأشار البروفيسور الألماني إلى أنه غالباً ما يتم استخدام هذه التقنية كإحدى الوسائل العلاجية الإضافية مع الأشخاص المصابين بالألم المزمن، أو الذين يعانون الأمراض النفسجسدية.
وبالنسبة لكيفية ممارسة التمارين الرياضية بطريقة فيلدنكرايز، أوضح برلينر أنه عادةً ما يحاول المدرب المتخصص في هذه التقنية أن ينقل لمرضاه شعوراً جديداً بأجسادهم عند ممارسة التمارين، وبذلك يُمكن للمرضى معرفة العلاقات الوظيفية داخل أجسادهم.
وأضاف برلينر «كلما تمت تأدية حركات تقنية فيلدنكرايز هذه بمعدل أبطأ وبشكل أقل إجهاداً للجسم، كانت فاعليتها أكبر». وخلال العلاج يتعين على المريض أن يحاول الإجابة عن الأسئلة التالية بنفسه عند أداء التدريبات، وهي: ما أجزاء الجسم المشتركة في الحركة التي أؤديها؟ وما الأجزاء التي أجهدها دون داعٍ».
اختيه (عشقي هلالي )