مُحاكاة الغَرب ، ما لهُ و ما عليه !
.حين نتحدث عن الغَرب ، نعلم جيداً أننا سنحكي عن منظومة فكرية هائلة في هذا القرن الحديث ، و تكنولوجيا عانقت عنان السماء بإبداعها و سُموها في خدمة الحضارة الإنسانية الحديثة . فالإنسان الغربي يَعلم تماماً بأنه محطة اهتمام جميع سكّان العالم سواءً بأفكاره أو اختراعاته التي تلقَى الدعم الكافي لأن تُبرزَ في كافة أرجاء المعمورة ، و من هذا المنطلق ، سيجد الكثير من المعجبين به و هذا ما يُؤدي إلى وجود مُحاكاة مباشرة أو غير مُباشرة لسيكيلوجيته من قِبل أولئك المُتابعين له على كافة كُل صعيد . فالبعض يهتم بأفعال المشاهير الشخصية و الآخر ينظُر بشدَّة إلى ما يُتابعونه ، وما إلى ذلك من تصرفات لا يُمكن حصرها
سأتطّرق في هذا المقال عن مُحاكاتنا نحن العرب للغربيين ، و كيف هو السبيل للخروج بأفضل نتيجة ممكنة من هذه المحاكاة التي يرفضها الكثير من العرب رغم مشروعيتها على أرض الواقع ، و هل من العار علينا أن نقوم بمحاكاة و تقليد الغرب التكنولوجي المتطور ؟
حين نتمعن الجملة السابقة ، سنعلَم أن الكاتبة قَامت باختصار العديد من الأفكار في أقل من سطرٍ واحد ، كيفَ لا و هي تعلم أن التعاسة لا تُولد إلا من عنصرٍ يُدعى عدم الرضا و الثقة المهزوزة بأنفسنا ! فالزلزال الغربي أجتاح العالم بأكمله ، و قام هو بالثبات بقمّة منارة عالية على مرأى الناس ، و أصبحوا القدوة التي يسعى لها الجميع لتحقيق الأمنيات الإنسانية كما فعلوا بامتياز .
السؤال المطروح على الأذهان : هل مُحاكاة الغرب تُسقط بالضرورة اعتزازنا بقِيمنا ؟ وللإجابة على هذا السؤال ، يجب علينا أن نضع بالاعتبار أن العرب يُؤمنون كثيراً بعاداتهم و تقاليدهم ، و يُصارعون – بالغالب – كل جديد في الساحة المحليّة و العالمية على حدٍ سواء ، في المقابل ، نجد أن الغرب يُؤمنون بالتجديد غالباً ، و يُحاولون أن يصنعوا و يطّوروا من حياتهم قدر المستطاع دُون العودة إلى أقاويل آباءهم و أجدادهم إلا فيما ندر .
إذاً ، ليس من الجّيد أن نتصّور أن العربي قد انسلخ من جلده حين يقوم بتقليد الغرب في الأمور المستحسنة التي تنهض بالبشرية ، فالموقف الإنساني يحّتم علينا أن نقوم بمُسايرة النقلة التكنولوجية الهائلة في هذه الحياة دُون أن نقّلل من قيمتنا الإنتاجية و إن كانت ضعيفة كما هو الحاصل الآن . فنحن شعب استهلاكي أكثر من كوننا إنتاجي و لهذا فالحاجة أشد إلى الاستعانة بخدمات الغرب في هذه الناحية دُون أن نقوم بإسقاط العامل المُهم للرضا عن أنفسنا و هُو اعتزازنا بقيِمنا و هويتنا ..
ولعلّ المحور الأكثر أهميّة في الموضوع ، لماذا نتّجه إلى تقليد الغرب من الأسفل ؟ أي لماذا نبدأ بمُحاكاة الطبيعة الغربية من الأمور الأقل فائدة على المجتمع ؟
الارتفاع الحضاري للأمم لا يسمو باقتباس – كافة – الأفكار الأخرى ، لأن هذا الاقتباس سيجّسد للغربيين أننا ناقصون و نبحث عن الكمَال بهم ! و أننا لا نملك لا أفكاراً ولا ثقافة تمّيزنا عن غيرنا من الأمم و هذا ما يُؤدي إلى الوقوع في فخ الانسلاخ الفكري للعرب ..
و في ذات الحين ، ليس من اللائق أن نقوم بنعت أيَّ مُتّبع للغرب بالمنسلخ إن لم يُناسبنا ما قام بإتباعه . فلو فكّرنا لبرهة ، سنجد أننا مُحاطين بالأفكار الغربية من كلَّ مكان . فهل ممارستي لفكرة غربية جّيدة تُسقط عني كلمة ( متّبع للغرب ) ؟ بالتأكيد لا ، فالنعت بسخرية لكلمة – متّبع- سيكون مُنطبقاً على الجَميع ، سواءً من أتّبع حسنات الغرب أو سيئاته ، لهذا وجب علينا أن نقوم بتوعية أولئك المتّبعين لمساوئ الغرب بالحُسنى بدلاً من نعتهم بأقبح الألقاب و ننسى أنفسنا بأننا إمعات مثلهم لكن بصورة مهذبة أكثر .. !
أستَطيع القول أن وضع العرب و مُحاكاته مع الغرب مرهون على تسلقنا للسلم الحضاري ، فالمملكة العربية السعودية بدأت بتشييد هذه الخطوة بالشكل المطلوب عن طريق الإبتعاث الخارجي و بناء الجامعات العالمية المرموقة ، و الكثير من الدول العربية تخطو على ذات النسق لتأخذ العلم من الغرب . فلو عدنا للتاريخ القديم ، سنجد أن الغرب قد استقى الكثير من العلوم من الدول العربية في كافة المجالات ، و استطاعوا بذلك العلم بناء أساسٍ قوي ليُصبح هدياً لكل مبتدئ أراد السير على خُطى النجاح .
إجمالاً ، من المهم أن نعلم بأهمية التبادل الثقافي بين كل الشعوب ، و أن المُحاكاة تمّثل عنصراً ناجحاً بإمكانه أن ينهض بهمّة الأمّة النائمة ، فالتيّار الغربي يحمل في كنفه الكثير من الإيجابيات التي تستحق أن ندرسها بشكلٍ جاد للاستفادة منها . في المقابل ، تظل لصُورنا أحقيّة المحافظة عليها مع ممارسة الارتطام الثقافي مع من سبقنا بالعلم و التطور الحضاري ..
اخوكمـ:مبسووووووووووووووووووووووط
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محاكاة العـــرب للغرب ! . .
التقليد ليــس عيب ، ولكــن تقليد السلبيــــات هو العيب بعينه . .
علينـــا الجزم بأن للغرب الفضـل فيما وصلنـــا له ،
ولكــن من هو الأســـاس ؟ . .
العرب هم مـن وجدوا طــرف الخيط لهذا كله ،
ولكـن كل ما كان ينقصنــا هو السعي لخلق المجهول ،
وتحويل هذه الأفكــار لواقع ملمــوس . .
مـن الممكن أن تكون الإمكانيـات هي العائــق الأساسي . .
ولكن العرب ملامون ، لآنهم باعوا أفكارهم برخص الثمن . .
فلا يجب أن نتذمر الآن على حالنـــا ! . .
أخــوي مبســوط
يعطيك العافية على هذا الإنتقــاء الرائع للمضمون . .
موضوع رائع ، يناقــش الواقع . .
سلمت ، وفي انتظــار المزيد من مواضيعك القيمة . .
احتـــــرامي وتقديـري لك
دمـت بحفظ الرحمن ورعايته