بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ماذكر الابرار , وما جرت المياه في البحار , وما جادت السحب بالامطار , وصلاة والسلام على المصطفى المختار , ماتدفقت الانهار , وما تفتحت الازهار , وما تمايلت الاشجار , وما كورالنهار في اليل , وليل في النهار وآله وصحبه الاطهار , اما بعد :
فأن الايام والشهور والاعوام تمر على كثير من الانام وهم في غفلة عظيمة مابين سهر ونوم واشتغال بأمور الحياة , وسيسألهم الله عن هذه الاوقات التي تمضي من أعمارهم دون أن يستفيدو منها بما ينفعهم في دار المعاد , لذلك يقول عليه الصلاة والسلام : ( لاتزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما افناه ، وعن شبابه فيم ابلاه , وعن عمله ماذا عمل فيه , وعن ماله من اين اكتسبه وفيم انفقه ) . رواه الترمذي
بل حتى من ترا عليهم سيماالخير قد قصروا في اغتنام اوقاتهم , اما لفتور حل بهم , او لجهل منهم بأهمية الوقت والمكاسب العظيمهة من وراء اغتنامه , لذلك حصل التفريط في أعمال يظنها الناس صغيرة لكنها وربي في الميزان لكبيرة , انها تكسبهم الحسنات الكثيرة في أقصر فترة زمنية ممكنة , وهي ما تسمى بالاعمال ذات الثواب المضاعف , بحيث يحصل المسلم على الاف الحسنات في وقت يسير جدا , وهنا يكون الفرق واضحا والبون شاسعا في الدرجات بين اثنين , احدهما استغل وقته وجاهد نفسه في مزاولة مثل هذه الاعمال فربح , والاخر فرط فيها فخسر .
اخي المبارك : في هذا الموضوع اذكر لك بعض هذه الاعمال التي يستطيع أن يقوم بها كل واح منا الا وهي : ( بعض اداب الجمعه ) .
ان كثير من خلق الله لا يعرفون من اداب الجمعة الا الاعتسال فقط , وربما يفعله بعضهم لمجرد النظافة او لانه تعود منذ صغره عليه , وما علم ان هناك ادابا لو فعلها بعد الاغتسال لاصبح يعب من الحسنات عبا . ولحاز على خير الدنيا والاخره , والاداب خمسة ذكرها رسول اللله صلى الله عليه وسلم في قوله ( من غسل يوم الجمعة وغتسل , ثم بكر وابتكر , ومشى ولم يركب , ودنا من الايمام فستمع ولم يلغ , كان له بكل خطوة عمل سنة اجر صيامها وقيامها ) رواه أحمد وصححه الاباني .
والمعنى : من اغتسل يوم الجمعه وذهب في اول الوقت ماشيا على قدميه الى المسجد وليس على سياره ونحوها , وأدرك أول الخطبة واستمع اليها بانصات , وكان جلوسه في المسجد قريبا من مكان الايمام , حصل على الثواب المذكور في الحديث .
لقد اخبرني احد الثقات انه طبق هذا الحديث الانف الذكر , وبعد خروجه من المسجد حصل له من المصالح العظيمه والخير الكثير مما ادهشه وأفرحه , فأيقن بأن فضل الله واسع وان هذا العمل اليسير كان سببا لفتح البركات عليه في الدنيا والاخره , فقرر ان يتحلى بهذه الاداب كل يوم جمعه , ليكسب هذا الخير العظيم الذي ظاع عاى كثير من الناس .
فتخيل اخي الكريم لو طبقت هذه السنن في جمعة واحدة , وكانت المسافه بين منزلك وبين الجامع
(1000 خطوه ) . فسيكتب لك بأذن الله عمل الف سنه اجر صيامها وقيامها ليس فيها سيئه واحده , هذا في جمعه واحده تخيل عند تكرارها عدت مرات , او اذا كانت الماسافه اكثر من الف خطوه
تستطيع اخي الكريم ان تحسبها…
مـــــنـــــقـــــول