السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
حياتنا الجميلة التي نعيشها بالطول والعرض متناسين ما حولنا وما هو مطلوب منا معرضة للتغيير في أي
لحظة حيث الموت الذي لا يعرف زمناً ولا عمرا ولا يفرق
بين صغير أو كبير متعافٍ أم مريض يمكن ان يخطف من يختار من بيننا، تقول صاحبة القصة: للمرة الأولى
أجد نفسي مدفوعة للكتابة بهذا الشكل عن شيء
يخصني وحدي، ولكني قررت أن أفعل هذا على أمل أن تكون قصتي عبرة للجميع، فقد كنت فتاة تحب الحياة
وتوليها جل اهتمامها، لم أكن أفكر في الموت مطلقا،
وظننت أنه سيضل طريقه إلي ردحا طويلا من الزمن، كنت جميلة، محبوبة، مرحة منطلقة في الحياة لم تكن
همومي تتجاوز تفكيري في التميز في كل شيء، هذا ما تحقق لي زمانا
كنت محط إعجاب الكثيرين، واخترت أفضلهم، كان
الأول في كل شيء.. تعليمه.. وسامته.. رجولته.. خلقه
تميزه كان بلا حدود، وكان يعمل ضابطا عسكريا
برتبة ملازم أول، بعد زواجنا، كانت علاقتنا محط غيرة وحسد الجميع، أحببنا بعضنا بشكل لا يوصف، فلا
سعادة لأحدنا من دون الآخر.. لا نفترق إلا نادرا
ويكون ذلك غالبا يوم الأربعاء من السادسة مساء حتى الثانية عشر ليلا، يذهب لأصدقائه وأذهب لأهلي
يحادثني حتى وهو في مكتبه في العمل.. حدثت لنا
بعض المشكلات وكان سببها الوحيد غيرته الشديدة علي من الجميع.. أهلي، إخوتي، وأخواتي، وملابسي
ومكياجي، حتى وصل به الأمر أن يجبرني على لبس
الجلابيات حتى عند أهلي.. لم تكن لي علاقات خارج حدود عائلتي وعائلته أبدا، لا جارات ولا صديقات ولا
زيارات إلا ما ندر جدا، أوقعنا ذلك كله في مشكلة
وموقف.. لا أرى داعيا لذكره هنا
وقد لا أستطيع ذلك، لكنه، كان سببا في معرفة مدى حب أحدنا للآخر
وعدم قدرته على التخلي والبعد عنه وأن كلانا خلق
للآخر فقط.. وهذا ما أثبته لي وللجميع، استمر الوضع على هذا المنوال سعادة وحب وتضحية وتفانٍ
وإخلاص حتى تلك الليلة، سهرنا كالمعتاد حتى الثالثة
حدثني عن حبه لي ورغبته في إسعادي وضمان مستقبلي أنا وطفله وأنه لا راحة له قبل ذلك، تحدثنا ولا
أدري لماذا عن الوفاء بين الزوجين حتى بعد الموت،
وأخبرني أن الحب لا حدود له وأن سعادته وكماله في جنات النعيم، حيث لا انقطاع ولا فرقة ولا مشكلات
ولا تعب ونصب، ظننت لوهلة أن وفاة والده قبل عدة
أشهر، كانت دافع هذا الحديث، غفوت ليلتها لأستيقظ بعد ساعة على صوته وهو يقول لي: “قومي صلي الله
يجزيك خير علشان تكونين زوجتي في الدنيا
والآخرة”. كان واقفا على الباب مرتديا بدلته العسكرية أكاد أرى ملامحه الدافئة العذبة، تشق الظلام، ونظراته
الحنونة تطرح بكل صدقها علي، وابتسامته البريئة
تزين محياه، ودعني على أمل أن يعود لي ظهرا وهو يحمل بين يديه علبة العصير التي أحب، لكنه ما عاد
وما رأيته بعدها سوى في أحلامي، نعم، فقد سقط
صباحا بين يدي ربه، وعلى مرأى من الجميع وهو ينازع سكرات الموت دون سبب واضح غير انتهاء أجله
سكته قلبية أنهت كل شيء، دون استئذان، أو إنذار
في بداية هذا العام، لم يكن مريضا ولا مدخنا، لم يتجاوز الواحدة والثلاثين من عمره، لكنه (الموت) نعم
(الموت) بكل قوته وجبروته، لا راد له، ولا رحمة في
قلبه، ولا مجال لتفاوض معه، نعم، تلك الليلة، نمت وأنا أمتلك أجمل حياة، بيت واسع، سيارة آخر موديل
زوج متيم ومحب، حياة هانئة، ولكني استيقظت على
زوالها كلها في طرفة عين، لأبقى وحيدة، مذهولة، لا حول لي ولا قوة، أصبحت أرملة في السابع والعشرين
من عمري، في يدي طفل وفي أحشائي طفل آخر،
مررت بكرب لا يعلم به إلا الله، ولكني فررت منه إليه وكان بي رحيما (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير
لكم). تغيرت حالي وأصبحت من أكثر الناس احتقارا
للدنيا وأكثرهم طمعا في ما عند الله، أعطتني الدنيا كفاً لا ينسى ولكنه كان في وقته، صحوت من غفلتي
وتوجهت الى ربي بالدعاء عسى أن يتجاوز عنه وعني
ويسكنه فسيح جناته بكرمه ورحمته وألا يكلنا إلى أعمالنا ولا إلى أنفسنا طرفة عين
نحمد الله أن منحنا نعمة النسيان لكن علينا مع ذلك أن نستخلص العبر ونستفيد من الدروس ونستعد للموت
بصالح الأعمال وسيرتنا الطيبة في الحياة، نحسن
معاملة بعضنا ونؤدي واجباتنا لنعيش حياة هانئة سعيدة
المصدر : الخليج – ملحق الشباب
لاحول ولاقوه إلا بالله ..
حليلها .. تغمض =(
سلمتي الغاليه
ولاهنتي عالمشاركه الحلوه =)
مشكورة
الغزال العنيد
على القصة
هذي هيا الحياة
ثانكس…………
لا تحرمينا من يديدج
الصراحة تكسر الخاطر
مشكووورة الغزال على القصة 🙂
في أمان الله
والله يسلمكم من كل شر
ومشكووورين ع طلتكم الحلوه
والسمووووحه…
والله يصبرها ويعينها
ومثل ماقالت الموت مايرحم ولا يعرف صغير وكبير