تعرض مراهق إماراتي، يدعى (ر.أ) يبلغ من العمر 19 عاماً، لاعتداء وطعنات بالسيوف والسواطير، من جانب ثمانية أشخاص حاصروا منزله في منطقة مردف، وهددوا بإحراقه، وأحدثوا في جسده إصابات خطيرة، أدت إلى خضوعه لست عمليات جراحية، ولايزال محتجزاً في العناية الفائقة.
وقالت شقيقة الشاب (ر.أ)، لـ«الإمارات اليوم»، إن الاعتداء حدث في الساعة الواحدة من صباح أمس، على خلفية شجار وقع عصر الثلاثاء، في حديقة مجاورة للمنزل مع أحد المعتدين، الذي يبلغ من العمر 37 عاماً، لافتة إلى أنها فوجئت بهؤلاء الأشخاص يصبون الوقود على البيت، ويعتدون بوحشية على شقيقها حين خرج لتهدئتهم وكادوا يعتدون عليها بعد أن تدخلت لإنقاذه وهو على وشك الموت.
فيما ذكر مصدر أمني في شرطة دبي لـ«الإمارات اليوم» أن الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية شكلت فريقاً بحثياً يلاحق المتهمين الذين فروا عقب ارتكاب الواقعة، لافتاً إلى أن منهم أصحاب سوابق.
وتفصيلاً، قالت شقيقة المجني عليه (ع ـ 23 عاماً)، إن الواقعة حدثت حين كان أشقاؤها وأبناء خالتها المراهقون يلعبون كرة القدم في حديقة مجاورة، ووضع أحدهم هاتفه المتحرك على مقعد، ومن ثم لاحظ أن شخصاً سرقه، فاقترب منه وطلب منه استعادة الهاتف، فتشاجر معه الأخير، واعتدى عليه، فاستغاث بأشقائه وأقاربه الذين كانوا يلعبون قريبا وتشاجروا معاً.
فريق متخصص
أبلغ مصدر أمني «الإمارات اليوم»، أن البلاغ سجل في مركز شرطة الراشدية، ويتولى فريق متخصص من الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية التحقيق في الواقعة، مشيراً إلى أنه تم تحديد هوية المتورطين في الاعتداء، وجاري ملاحقتهم حالياً.
وأكد المصدر أن الجناة لن يفروا بفعلتهم، متوقعاً القبض عليهم خلال ساعات قليلة، ومن ثم التحقيق في الواقعة بالكامل، لتحديد مسؤولية كل طرف، مشيراً إلى أن شرطة دبي تصدت لظاهرة الاعتداءات بكل حسم خلال الفترة الأخيرة، وهذه حالة استثنائية لن يمر مرتكبوها من دون عقاب.
وأضافت أن شقيقها وأبناء خالتها عادوا إلى منزلها في منطقة مردف، وفي نحو الساعة الواحدة صباح أمس، فوجئت الأسرة بأن الشخص الذي تشاجر مع ابنائها أضمر الشر واستعان بأكثر من ثمانية من أصدقائه، وسكبوا كميات من البترول على المنزل من جميع الجهات، وهددوا بإحراقه إذا لم يخرج كل أفراده من الداخل. وأشارت إلى أن غرفة شقيقها راشد كانت تطل على الشارع، حيث يقف المعتدون، فخرج إليهم بقصد التفاهم معهم، لكنه استقبلوه بهجوم وحشي، واعتدوا عليه بالسيوف والسكاكين وأسلحة بيضاء مختلفة، ولم يرحموه رغم سقوطه على الأرض غارقاً في دمائه.
وتابعت، أنها كانت أكبر الموجودين في المنزل، وهبت لنجدة أخيها، وحين رأته غارقاً في دمائه ويوشك أحد المعتدين على ضربه بسيف على رأسه، رمت نفسها عليه وأنقذته منهم، فيما حاول الجناة الاعتداء على شقيقها الآخر (ع.أ -14 عاماً)، لكنه استطاع الهرب منهم، وكذلك شقيقها (ف.أ -16 عاماً).
وأكدت أن أشقاءها وأبناء خالتها الذين حدثت معهم المشكلة في الحديقة صغار في السن، إذ لا يزيد عمر أكبرهم على 16 عاماً، فيما المعتدون في الثلاثينات من العمر، مشيرة إلى أن الشخص الذي بدأ الشجار يدعى (س ـ 37 عاماً).
وأوضحت أن الجناة فروا من المكان قبل وصول الشرطة، وتم نقل شقيقها في حالة صعبة إلى المستشفى، وظل في غرفة العمليات قرابة تسع ساعات كاملة، خضع خلالها لست عمليات جراحية، ونقل إلى الرعاية المركزة، ثم أعيد إلى العمليات مرة أخرى.
وأشارت إلى أنه تلقى ثلاث طعنات في البطن، وأخرى في ظهره، وأصيب بجرح غائر أسفل رقبته، وفي الجمجمة، وكسور وإصابات حادة في قدميه وذراعيه، متوقعة أن يعاني فترة طويلة آثار الاعتداء قبل أن يشفى منه.
وأفادت بأنها قضت ليلة كاملة في المستشفى ومشهد الاعتداء لا يفارق ذهنها، مشيرة إلى أنها لا تعرف كيف أتتها القوة لتتدخل لإنقاذ شقيقها من أيدي ثمانية رجال كبار، لافتة إلى أن بنيانه ضعيف ويبدو أقل من عمره، ومع ذلك لم يرحمه الأشخاص الذين اعتدوا عليه.
إلى ذلك، قالت خالة المجني عليه إن ابنيها كانا برفقة ابناء خالتهم في الحديقة حين وقعت المشكلة الأولى، مؤكدة أن الجميع في حالة صدمة، غير متخيلين أن رجالاً كبارا يهاجمون صبية بهذه الطريقة الوحشية، معربة عن أملها في أن يتم القبض على المعتدين وتقديمهم للعدالة.
وأضافت أن دماء (ر.أ) غطت المنطقة المواجهة للمنزل، مشيرة إلى أنهم لم يعطوه فرصة للكلام، وانهالوا عليه ضرباً بالأسلحة البيضاء بمجرد خروجه من المنزل على الرغم من أنه لم يكن موجوداً في الحديقة حين وقعت المشكلة، كما لم يتوقع أن يتعرض لهذا الاعتداء.
وأكدت أن حزناً شديداً يخيم على الأسرة، لافتة إلى أن أعمار المعتدين تراوح بين 32 و37 عاماً، وبعضهم لديه سوابق إجرامية، حسب إفادات أشخاص يعرفونهم.
حسبي الله ونعم الوكيل