هل هناك علاقة بين الحرارة والتصرفات العنيفة؟
موقع ال BBC الإخباري نشر تقريرا يشير إلى ارتفاع نسبة الانتحار أثناء أشهر الصيف والأجواء الحارة.. فقد قام فريق من علماء معهد لندن للطب النفسي بمراجعة 50 ألف حالة انتحار وقعت في انجلترا وويلز خلال السنوات الماضية فاكتشف تركزها في أوقات ارتفعت فيه الحرارة فوق 18درجة مئوية.
وبمقارنة تواريخ الانتحار اتضح أنه كلما ارتفعت الحرارة بمعدل "درجة واحدة" (فوق ال 18مئوية) زادت نسبة الانتحار 4% والأعمال العنيفة 5%… ليس هذا فحسب؛ بل اتضح أن تعرض انجلترا للفحة الحرارة الشهيرة عام 1995رفعت معدل الانتحار فجأة بنسبة 46.9% (ونفس الظاهرة حدثت تقريبا في صيف عام 2024)!!
وقد تبدو هذه العلاقة غريبة بالنسبة لشعوب مثلنا تعيش في لهيب لا يقل عن 40درجة مئوية. ولكن كما يصيبنا البرد بالمرض – والشتاء بالكآبة – اتضح أن ارتفاع درجة الحرارة (المفاجئ) يفقد الشعوب الباردة صوابها ويجعل أعصاب "الإنجليز" في حالة يرثى لها..!!
ورغم أن التقرير اتهم ارتفاع الحرارة المفاجئ بخفض مستوى السيروتونين في الدماغ (وهو الهرمون المسؤول عن تعديل المزاج الشخصي) إلا أنني شخصيا أفترض وجود علاقة (غير مباشرة) بين الأفعال العنيفة وارتفاع حرارة الأجواء.. فوجودنا في جو حار وخانق يزيد من نسبة الضيق والنرفزة وعدم تسامحنا مع أنفسنا والناس حولنا.. وهذه العلاقة ليست مجربة فقط؛ بل وتم تأكيدها في دول مثل ألمانيا وأمريكا بطريقة إحصائية وزمنية موثقة.. فرغم أن ألمانيا ليست من الدول الحارة إلا أن الشرطة الاتحادية أصدرت (في يونيو الماضي).
تقريرا يؤكد ازدياد نسبة الجرائم خلال الصيف عن الشتاء. ففي السنوات السبع السابقة أشارت الإحصائيات إلى أن منحنى الجرائم العنيفة يبدأ بالارتفاع بحلول مارس ويبلغ ذروته في يوليو وأغسطس (حيث الحرارة على أشدها). وحين لقنت هذه الإحصائيات للكمبيوتر ظهر أن معدل الجريمة يزداد بنسبة 15% مقابل كل درجة حرارة مرتفعة ، ونسبة الشجار بين سائقي السيارات (غير المكيفة) ارتفعت بنسبة30% حين تجاوزت درجة الحرارة ال 37مئوية في يوليو 2024!!
… الأغرب من هذا أن هناك عالم اجتماع يدعى ريموند هويلر ربط بين نشوب الحروب والمجازر ، وبين أشهر الصيف والتقلبات المناخية الكبرى.. فقد قام بوضع جدول مناخي يمتد لألفي عام مضت فاكتشف أن الطغاه والفاتحين ظهروا في الحقب الحارة وأن الحروب الشرسة وقعت فى أشهر الصيف الملتهبة؛ ففي الحقب الحارة ظهر 91% من الطغاة والغزاة (كنابليون وشارلمان ووليام الفاتح وجنكيز خان) وفي أشهر الصيف الملتهبة وقعت أفظع الحروب والمجازر وأعمال الانتقام.. ففي صيف عام مثلا 430غزا باتيلا البربري أوروبا واحرق جميع المدنيين فى طريقه. وفى صيف عام 1041عمد طاغية بيزنطة باسيل الثانى الى فقء عيون 15ألف أسير بلغاري. واثناء غزوه الهند أحرق محمد الغزنوي 10الاف هندي أحياء.. أما الأتراك فابتهجوا بنصرهم على شعوب البلقان برفع أكثر من 1100رأس لجنود أعدائهم على أطراف الحراب!!
… على أي حال؛ رغم ثبات العلاقة الزمنية والتاريخية (بين ارتفاع درجة الحرارة ومظاهر العنف والقسوة) إلا أنه يصعب علينا تجاهل الدوافع الشخصية والاجتماعية والعقدية في كل ما ذكرناه سابقا.. وبناء عليه قد لا تكون أشهر الصيف أكثر من فرصة مناخية للقيام (بما يجب القيام به) والحرارة العالية مجرد عامل مساعد يرهق الأعصاب ويؤجج مشاعر العنف والانتقام!
!
مــوضــوع علمــي ولكــن العلم أحــيانا يخطــئ !
: م نــقـولـ :
:: الاخت درب النــور ::
درب النور
شكرآ اختي على الموضوع العلمي ..
وصحيح المقولة الاخيره ( مــوضــوع علمــي ولكــن العلم أحــيانا يخطــئ ! )
بارك الله فيج على المشاركة والطرح القيم ..
تسلم اخوي دار الظــبي عالمرور الطيب والمتابعة الدائمة لمواضيعي..^^
وبحاسبك لانك نسيت تحط اسمي ع المقوله الاخيره >>>حقوقي الفكريه محفوظه ;p
كل شي جايز مثل ما قلتي ^^
شكرا عالمرور الكريم والرد الطيب .. ^^
i will add that our behaviors and personalities are shaped from different things,it is hard to discuss about behaviors in certain situations
thanks dear darb for the useful article, i need it my glasses to read
يعطيج العافية عالمداخله والرد الطيب..^^