وقد كان النبي قد تعرف على عائشة قبل أن يتزوجها بطريقة عجيبة، ((أُريتُكِ في المنامِ ثلاثَ ليال، جاءني بكِ الْمَلَكُ في سَرَقَةٍ من حرير ؛ فيقول: هذه امرأتُكَ فأَكْشِفُ عن وجهك فإذا أنتِ هي، فأقول: إنْ يَكُ هذا مِن عند الله يُمْضِهِ. رواه البخاري في صحيحه في باب النظر إلى المرأة قبل التزويج ومسلم.
وفي رواية: قالت عائشة رضي الله عنها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((أُريتُكِ قَبْلَ أنْ أتزوَّجَكِمرّتين: رأيتُ الْمَلَكَ يَحْمِلُكِ في سَرَقَةٍ مِن حريرِ(أي صورتها على قِطعة مِن روائع الحرير) فقلتُ له:اكشفْ، فكَشَفتُ فإذا هي أنتِ … ثم أُريتُكِ يَحْمِلُكِ في سَرَقَةٍ مِن حريرٍ فقلت:اكشف، فكَشَفْتُ فإذا هي أنتِ)). رواه البخاري في صحيحه.
وهذا نوع خاص من التعارف بين النبي صلى الله عليه وبين عائشة عن طريق الوحي.
————————————————————
منقول من صفحة مستشار العواطف والاسرة
————————————————————
مشروعية التآلف:
وقد قال الله تعالى: (وَمِنْآيَاتِهِأَنْخَلَقَلَكُممِّنْأَنفُسِكُمْأَزْ وَاجًالِّتَسْكُنُواإِلَيْهَاوَجَعَلَبَيْنَكُممَّوَ دَّةًوَرَحْمَةًإِنَّفِيذَلِكَلآيَاتٍلِّقَوْمٍيَتَف َكَّرُونَ).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما أفاد عبد بعد الإسلام خير له من زوجة مؤمنة إذا نظر إليها سرته، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله”. حديث صحيح رواه الطبراني وغيره.
وفي رواية لأحمد: قيل: يا رسولَ اللَّهِ ، أَيُّ النِّساءِ خَيْرٌ ؟ ، قالَ: “الَّتي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ، وتُطِيعُهُ إذا أَمَرَ، ولا تُخَالِفُهُ فِيمَا يَكْرَهُ فِي نَفْسِها ومَالِهِ ”
إذا نظر إليها سرته بحبها ومودتها وحسن معاملتها وأخلاقها وشكلها ومنظرها وزينتها وأنوثتها، ولما بينهما من ألفة وتآلف وتقارب، تدخل السرور على نفسه وقلبه.
وغاب عنها حفظته لأنها تتكاتف معه بحفظ المال والمصرف والأمانة والحرص على ماله ومصلحته. وحفظته في نفسها بالعفة والشرف والطهر والعفاف وهذا نوع راقٍ جداً من التكاتف.
إذا نظر إليها سرته: لما بينهما من ألفة وتآلف وتقارب، تدخل السرور على نفسه وقلبه.
وتقدم الحديث الشريف القائل: “انْظُرْ إِلَيْهَا فإنه أَحْرَى أن يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا” “فإنه أدوم بينكما” وهذا يعني التآلف والألفة التي قال النبي صلى الله عليه وسلم عنها: “خيركم من يألف ويؤلف”
———————————————————–
فخير زوجين زوجان تآلفا وتحابا وتراحما وتوادا، وهذا لا يكون إلا بمقدمة التعارف بطريقة متقنة ودقيقة ومتريثة، من رجل فهم الحياة الزوجية، وفهم معنى تحمل المسؤولية، وفهم قيمة المرأة وإكرامها والإحسان إليها وإشباعها عاطفياً وحميمياً، بالقول والفعل، ويفهم نفسية الزوجة وحاجة الزوجة ورغباتها. كل هذا يجب توفره في الذي يريد الزواج، ويجب على المرأة معرفته في الذي تريده زوجا لها.
كذلك يجب أن يعرف الرجل من يخطب، المرأة التي تقدر الحياة الزوجية وتعرف قيمة الزوج ومكانته عند الله، وتعرف التفنن في الإمتاع والإشباع الجنسي والعاطفي، وتتحمل مسؤولية الحياة الزوجية. وتفهم نفسية الرجل وحاجته ورغباته، هذا معنى التعارف الذي هو أساس السعادة، يأتي بعد تآلف تثبت الحياة الزوجية بسببه، وتتوج الحياة الزوجية وتمشي وتدوم وتطول: بالتكاتف، وهي المرحلة الثالث من مراحل الحياة الزوجية: