ياقائد التوحيد حسبي أنني*** أحد الشداة الهائمين الحّوَمِ
ما حيلة الشعراء قد زاد غناءهم**** رغدا لدى هذا الجمال الأعظم
إن الذي سواك في قرأنه *** حلاّك وصفا بالثناءِ الأعظمِ
—
شكرا لكم جميعا
والسلام عليكم ورحمة الله
فلا تحرمنا وتحرم نفسك من الأجر في كتابتها بارك الله فيك ….
إن من أكبر الأسباب التي تؤدي إلى شقاء الإنسان في حياته وإحباطه
هو عدم فهمه الواضح لحقيقة الحياة
أو على أحسن الأحوال الغفلة عن الفهم الحقيقي لهذه الحياة
على أن للإسلام مفهوماً خاصاً للحياة، حددته نصوصه من قرآن وسنة
بالإضافة إلى ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وصحابته
من أمثلة عملية من حياتهم الشخصية
تدل على مدى فهمهم للفلسفة التي تقوم عليها الحياة من وجهة نظر الإسلام.
وأن كثيراً من الناس يظن أنه قد خلق لمجرد أن يأكل ويشرب
ويتمتع بطيبات هذه الحياة الدنيا، وأن المسلم ينبغي أن يكون له الحظ الأوفر من متاع العيش
وينظر إلى غيره فيعجب لما أنعم الله عليه من نعم قد يفتقدها المسلم نفسه.
وإن الله تعالى قد خلق الإنسان لمهمة عظيمة، وهي عبادته تعالى
وأن كل ما عدا ذلك مما يقوم به الإنسان من بناء وتعمير وسعي في الأرض
إنما هو لخدمة هذه الغاية، وقد أثبت ذلك من القرآن الكريم
والعبادة التي خلق لها الإنسان هي في حدّ ذاتها ابتلاء
حيث هي مجاهدة للنفس ومكابدة لسطوتها
وهذا الابتلاء يضاف إلى ابتلاءات كثيرة نتحدث عنها فيما بعد
وحياة النبي الكريم محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم
تألم فيه الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه
من تلكم العيشة التي يعيشها رسول الله صلى الله عليه وسلم
عيشة الضنك والتقشف، حيث أعلن النبي صلى الله عليه وسلم
في نهاية الحوار الذي دار بينه وبين عمر بن الخطاب أن الله تعالى
قد جعل لغير المسلمين الدنيا، وأما المسلمون فلهم الآخرة،
"أما يرضيك يا عمر أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة"
ثم نضيف هنا قول النبي صلى الله عليه وسلم: "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر".
هذه هي فلسفة الإسلام التي ينبغي على كل مسلم أن يتفهمها ويعيها جيداً
بل هذا هو مفهوم الحياة من وجهة نظر الإسلام، فهذه الدنيا دار ابتلاء
والأدلة على ذلك كثيرة، نذكر منها على سبيل المثال
قول الله تعالى:
(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً )
وقوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)
وقوله تعالى: (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً)
وقوله تعالى: (… مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ
وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ)
وغير ذلك من الآيات الكثيرة في القرآن الكريم التي تدلّ على أن الإنسان في ابتلاء دائم
فهو تعالى يقول: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً)
فإن الله خلق الحياة وخلق الموت كل ذلك كان من أجل اختبار الإنسان وابتلائه
والإنسان إما أنه حيّ فيبتلى بصنوف الابتلاءات الكثيرة، أو هو ميت فيبتلى غيره بموته.
وصنوف الابتلاءات كثيرة جدا ًفي هذه الحياة
منها أن يُبتلى الإنسان بالفقر مثلاًلقول الله تعالى:
(اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ)
فالله هو الذي يقتر الرزق، أي يقلله، وما كان ذلك إلا ليرى ماذا يفعل العبد في هذه الحال
ومن صور الابتلاء أيضاً كثرة المال
لقول الله تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ)
فالمال هو فتنة، يختبر به المسلم
وكذلك الأولاد هم أيضاً من صور الابتلاء كما ورد في هذه الآية
والفتنة تعني الاختبار والامتحان، وقد يُبتلى الإنسان بزوجة سيئة
أو تبتلى المرأة بزوج كذلك، أو يبتلى المرء بجار سوء، أو ابن عاق
ومن صور الابتلاء العام ذلكم الضعف العام الذي يمر به مجموع المسلمين
حيث غيرهم من الكفار أقوى منهم، وكذلك الفقر العام الذي يعيشه المسلمون
وغيرهم من الكفار أغنى منهم، وكذلك صنوف المعاصي
التي تؤثر على المجتمع بشكل عام.
هذه كلها ابتلاءات وغيرها كثير، هي من سنن الحياة التي يعيشها المسلم
كما ورد في كل الآيات التي أوردناها سابقاً.
ويحسن بنا هنا أن نفرّق ما بين الابتلاء الذي هو سنة الكون وبين البلاء
فالابتلاء هو ما يمتحن الله تعالى به عباده
من أجل أن يتعرف على مدى إيمانهم ويقينهم بالله تعالى
وهذا ما حدث لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومن كان معه من المسلمين قبل الهجرة
حيث اضطهدوا في مكة، وعُذبوا ما شاء الله لهم أن يعذبوا
مع العلم بأن الله على نصرهم لقدير كما صرح هو عز وجل:
(أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ).
أما البلاء فهو عقوبة يصبها الله على عباده الذين كثرت معاصيهم، وتركوا أمر الله تعالى
وحادوا عن منهجه الذي شرعه لهم، كما فعل الله تعالى بآل فرعون
ومن تبعهم حينما عارضوا موسى وحاولوا حربه، وكذلك كل من حارب الأنبياء والرسل.
وجزاك الله خيرا على هذه النقلة الطيبة والمفيدة
ولا تحرمنا من مشاركاتك المبدعة يا أخوي ………..أبوظبي 2030
وتم حفظ الموضوع لدينا وجاري نشره لدينا مع ذكر المصدر إن شاء الله
وبارك لك ولوالديك ولجميع المسلمين بإذن الله تعالى….آمين
ودمت في حفظ الرحمن
بارك الله فيك أخي الكريم على طرحك الطيب
وكل الشكر للمشرف العام على الإضافة القيّمة
أثابكم الرحمن خير الثواب على هذه الإفادة ،
مأجوريــن عليها بإذن الله تعالى.
فائق الاحترام والتقديـر لكم جميعاً
دمتم بحفظ الرحمن ورعايته
تسلم اخوؤي ع الكلمات الطر
لا عدمنا منك
|
أخ يالمشرف العام (الحبوب)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الكريم,
بداية أقدر لك نصحك لي وهو تاج على رأسي..
وأنا ممتن لك بهذه البصمة الإيمانية والفاصل الجميل الارشادي الاسلامي في موضوعي ..جوزيت الجنة عليه وكتبه الله في ميزان حسناتكم..
تقبل تحياتي ومروري
أبوظبي 2030
طرح راائع
سعدت كثيرا بالقرااءه
احسنت الاختيار
لا عدمناك