الوسم: الجلوس

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ,
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ,
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ,
واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمد عبده ورسوله ,
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى اثره واستن بسنته الى يوم الدين .
أما بعد ,
أحبتي في الله اخواني واخواتي ,,
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
وبعد ,
(( الجلوس بين الظل والشمس !!! ))
وهي مسألة منتشرة ونراها كثيرا عندما نمر في الطريق على بعض العمال الذي اتعبهم العمل
فتجده إما انه يأكل طعامه عند الظهيرة أو ينام وهو نصفه في الظل ونصفه الآخر في الشمس
يستند الى الجدار ورأسه في الظل وجسمه في الشمس !
او جسمه في الظل قرب الجدار ورجلاه ممدودتان في الشمس !
او بعضهم ينام تحت الشمس وهو يغطي وجهه ورأسه بجريدة او اي شيء آخر وباقي جسده في الشمس !
وحتى البعض منا كذلك اذا خرج الى رحلة في البر هو واهله فإنه يجلس تحت شجرة ويبقى تحتها ولا يدور مع الظل حيث دار الا نادرا فتجد البعض ينام او يأكل أو يتحدث ونصفه في الشمس والنصف الآخر في الظل !
وهذا الأمر ورد الزجر والنهي عنه في الشرع وهو ان يجلس الرجل ونصفه في الظل ونصفه الآخر في الشمس
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم العلة والسبب من النهي عن ذلك واليكم هذه الأحاديث التي تبين سبب النهي :
عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم :
(( أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يجلس بين الضِحِ والظِلِ , وقال : مجلس الشيطان ))
صحيح – أخرجه احمد في مسنده
عن بريدة رضي الله عنه :
(( أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يقعد بين الظل والشمس ))
حسن – أخرجه ابن ماجة
– من هنا يتبين لكم احبتي في الله أن السبب والعلة من النهي ان هذه الجلسة بين الظل والشمس
هي جلسة الشيطان وقد نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن التشبه بالشيطان في جلسته .
سئل الإمام أحمد عن جلوس الرجل بين الظل والشمس فقال رحمه الله :
( هذا مكروه , أليس قد نهي عن ذا ؟ )
وقال الإمام إسحاق رحمه الله :
( وقد صح النهي فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم )
– وقال العلماء ان النوم في الشمس يضر بالجسد وصحة الإنسان فقد قال الإمام ابن القيم رحمه الله :
( والنوم في الشمس يثير الداء الدفين , ونوم الإنسان بعضه في الشمس وبعضه في الظل رديء )
وقال المناوي رحمه الله تعالى :
( القعود فيه إذ ذلك مضر , لأن الإنسان إذا قصد ذلك المقعد فسد مزاجه لاختلاف حال البدن من المؤثرين المتضادين )
ويقصد بالمؤثرين المتضادين حرارة الشمس وبرودة الظل .
– إذا كان المسلم يستظل بظل ثم ذهب الظل عنه واتت الشمس عليه فصار نصفه في الظل ونصفه الآخر في الشمس فإن عليه ان يغير مكانه ويبحث له عن ظل يجلس تحته .
ففي الحديث الصحيح عن أبي حازم رضي الله عنه قال :
رآني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا قاعد في الشمس فقال :
(( تحول الى الظل ))
صحيح – صححه الألباني في السلسلة الصحيحة
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال ابو القاسم صلى الله عليه وسلم :
(( اذا كان أحدكم في الفيء فقلص عنه الظل , وصار بعضه في الشمس وبعضه في الظل فليقم ))
صحيح – صححه الألباني في السلسلة الصحيحة
واكتفي بهذا القدر والله تعالى أعلم
وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
واسمحولي ان كنت اطلت عليكم واعذروني لتأخر الدروس مدة طويلة بسبب انشغالي بأمور هي خارجة عن ارادتي .
وان كان من سؤال او استفسار فلا بأس بطرحه لتعم الفائدة .
كتبه واعده للبرزة :
أخوكم ,,
سراب البيد
ونقله لكم أخوكم
الخطـير