الوشاية: القصة مؤثرة ؟؟ 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

اقسم بالله العظيم ان عيني دمعت وبقوة وانا أقرأ هذه القصة المؤثرة …

هل يمكن لكلمة أن تلعب هذا الدور الخطير؟ هل يمكن أن تكون تلك الكلمة قاطعة وحادة كالسيف؟ أو تكون كسم الأفعى الذي يقتل الخلايا الحية في أجساد المخلوقات·· إنها ليست كلمة، إنها وشاية·· فتنة·· والفتنة أشد من القتل· استطاعت هذه الكلمة أن تقطع صلة الرحم الوثيقة بين الأخوين فافترقنا، أنا وأخي لسنين طويلة، استطاعت أن تزعزع ثقة الزوج بزوجته وأم أبنائه·· ولولا عناية الله تعالى لتهدمت الأسرة ولحدثت جريمة لا يرضاها عقل ولا دين، كل ذلك بسبب صديق السوء، إنسان السوء الذي ترفضه النفوس وتأباه القلوب، إنه إنسان ماكر لعين، مستعد لضربك متى سنحت له الفرصة وهو لا يبالي لما سيحدث بعد ذلك، إنه ينوي الخراب والدمار، ومن يرضاه صديقاً فانه سيتحمل منه الكثير والكثير، كلمة منه دمرت حياتي·

اسمحوا لي لن أترك لنفسي العنان في إطلاق العبارات التي لا تدرون مغزاها والأفضل أن تعرفوا القصة من أولها
ارتبطنا أنا وأخي بصداقة حميمة منذ أن كنا طفلين، فلا فرق سوى سنة واحدة بين عمرينا، مع أنني كنت أكبر منه إلا أن من يرانا يعتقد بأننا توأم للتشابه الكبير في الشكل والحجم والهيئة، وحتى الأخلاق والسلوك· بقينا مترابطين سنين طويلة لا يستطيع أحد التفرقة بيننا حتى وصلنا إلى المرحلة الثانوية· كنت أنا في السنة الأخيرة وكان هو قبلي بسنة واحدة· في تلك الفترة انشغلت بالمذاكرة بشكل كبير فتعرف أخي على صديق جديد، إنه نموذج للإنسان المخرب الذي تدرب على يد الشيطان وتخرج بدرجة الدكتوراه في الدهاء والحيلة، استطاع هذا الشيطان أن يتسلل ليكسب أخي بخفة دمه وكلماته الساخرة ودعاباته، فأعجب به أخي واتخذه صديقاً له· تدريجياً كسب ثقته وأقنعه بأنه هو السبب في تغييره، وبأنه من أجله سيترك جميع العادات السيئة وأنه سيصلي ويترك كل ما يغضب الله وسيهتم بدراسته· كان أخي فخوراً جداً لأنه أحس بأن له الفضل في إصلاح هذا الإنسان، وهو لا يدري بأن مثل هذا النوع من الناس لا يمكن إصلاحه، وأنه هو الذي سيؤثر عليه ويجره نحو سوء الأخلاق·
وفعلاً·· فبعد فترة بسيطة استطاع التأثير عليه وتحويله من جادة السلوك الحسن إلى سوء الأخلاق، بدأ بالتراجع في دراسته وبدأت علاماته بالانخفاض
لم أستطع تخليص أخي من براثن صاحب السوء هذا فتركته واعتنيت بمستقبلي وأنهيت الثانوية بمعدل جيد والحمد لله، ثم دخلت الجامعة فاضطررت للبقاء فيها معظم أيام الأسبوع والعودة في آخره، مما أبعدني عن أخي بعض الشيء· كنت دائم النصح له ولكنه لم يقبل النصيحة وبقي فاشلاً في كل شيء، متمسكاً بذلك الصديق السيء
أكملت الجامعة وتخرجت فيها بنسبة عالية أهلتني للعمل كمعيد بنفس الجامعة، ثم تزوجت وأصبح لي بيتاً خاصا بي
ترك أخي الدراسة وعمل بوظيفة بسيطة وقد تصادف أن كان مقر عمله قريبا من مسكني، مما جعله يتردد على بيتي في أحيان كثيرة، في وجودي أو عدمه· كانت زوجتي تعامله كأخ لها، تنصحه وتعطف عليه، ولم تشتك منه يوماً، ولم تتحدث عن أي سوء تصرف من قبله
أحسست بأن أخي قد تغير، وأنه أدرك أخطاءه ويحاول أن يسير حياته نحو الأفضل، وقد أقنعته بترك ذلك الصديق السيء والبعد عنه، فهو مصدر المشاكل في حياة أخي، ولكنه يبقى صامتاً لا يتكلم كلما حدثته عن ذلك الصديق ولا أدري لماذا يفعل ذلك، واعتقدت بأنه ربما يكون لايزال متمسكاً بصديقه تمسكاً قوياً وهو لا يريد أن يواجهني بهذه الحقيقة
أخبرتني زوجتي بفكرة طيبة هي إقناع أخي بالزواج من فتاة تناسبه، فتحدثت معه بهذا الشأن فتبسم قائلاً: لا أمانع شرط أن تكون الفتاة نسخة مطابقة لزوجتك، لم أكترث لتلك العبارة واعتبرتها نوعا من الإطراء لزوجتي

الاتصال الغريب

مرت سنتان رزقت خلالهما بطفلين وتابعت دراستي العليا بالانتساب إلى إحدى الجامعات الغربية، مما أدى إلى غيابي عن منزلي لفترات تصل إلى شهرين أو ثلاثة في كل عام
لم أكن قلقاً على أسرتي، فأخي لا يقصر في المرور عليهم وتلبية احتياجاتهم في غيابي، وزوجتي إنسانة فاضلة تقية ولا يمكن أن يراودني الشك تجاهها ولو للحظة واحدة· صحيح أن الأفكار الشيطانية تمر عليّ بشكل خاطف كلما اتصلت بمنزلي وأجد أن أخي هو الذي يرد على مكالماتي، ولكني كنت أبعد تلك الأفكار وأتعوذ من إبليس اللعين، وأتذكر ثقتي بزوجتي وبأخلاقها وتربيتها وخوفها من الله، وأن أخي لا يمكن أن يصل إلى الانحطاط الذي يدفعه للتحرش بزوجة أخيه
عدت يوماً من سفري الذي غبت فيه أربعة اشهر، ففاجأني صديق أخي باتصاله الغريب وهو يطلب مقابلتي، حاولت أن أتملص من لقائه ولكنه كان مصراً وقد أخبرني بأن الأمر خطير ولا يمكن تأجيله
حددت له موعداً فجاءني وهو في حالة مقرفة كعادته، فهو يبدو في معظم الأحيان أشعث أغبر بسبب كثرة تعاطيه المواد المسكرة والمخدرة· ندمت لأنني وافقت على لقائه لأنني لا أحب أن أرى هذه الأشكال ولا أريد أن أسمع منه شيئاً لأنه مقرف جداً
حاولت أن أصرفه ولكنه أصر على محادثتي وليتني لم أستمع له، فقد جاء هذا الأفعى السام وبث سمومه في جسدي وجعلني أتلوى من الألم والكمد والغم، لا أدري ماذا أفعل أو كيف أتصرف
لقد أخبرني هذا الشيطان اللعين بأن أخي يستغلني وأنه يقيم علاقة مع زوجتي منذ مدة طويلة، وليس بعيداً أن يكون أبنائي هم أبناؤه لأنهم يشبهونه أكثر مما يشبهونني
استعرت النيران بداخلي وقمت بضربه ضرباً مبرحاً حتى سالت الدماء من وجهه، ولكنه أخذ يستفزني بكلماته السامة وهو يردد: أيها الجبان لا تضربني أنا، اذهب واضرب أخاك فهو الذي خانك ودنس بيتك وهتك عرضك، اذهب واضربه إن كنت رجلاً حقيقياً ولديك شرف، لو كنت مكانك لقتلته وانتقمت لشرفي منه ذلك النذل الحقير
كانت كلماته تستفزني فازداد حنقاً عليه واضربه ضرباً شديداً حتى خفت أن أقتله فادخل السجن بسبب هذا الإنسان التافه، كان يضحك بشكل هستيري وهو يحاول أن يشمت بي ويستفزني، تركته وركبت سيارتي وانصرفت

خطبة الجمعة

بلا تفكير ذهبت إلى بيتي فدخلت غرفة الضيوف التي اعتاد أخي أن يرتاح فيها بعد الظهر، كان نائماً لا يدري عن شيء، انهلت عليه بالضرب ودفعته إلى خارج المنزل وهو في ملابس النوم، ثم رميت ملابسه خارج المنزل، لم يستطع أن يفهم ما يحدث وظل يضرب جرس الباب وهو يحاول أن يفهم لماذا فعلت ذلك· جاءت زوجتي تركض وهي تريد معرفة ما يجري فدفعتها بيدي على الجدار بقوة فارتطم رأسها به وسالت منها الدماء
لم أكن أعرف ماذا أفعل، كان رد فعلي عنيفاً بسبب تلك الكلمات السامة التي ألقاها ذلك الشيطان في رأسي، وبسبب تلك الفتنة الخبيثة التي أذهبت عني العقل والحكمة
بعد أن هدأت ثورتي حاولت أن أستدرج زوجتي لأعرف منها الحقيقة، أقسمت لي بكتاب الله أنها بريئة من هذا الاتهام البشع وأن أخي بريء منه أيضا، وتوسلت إلي أن أفكر بعقلي جيداً قبل أن أظلم أقرب الناس إليّ بسبب وشاية إنسان عابث لا عقل له ولا دين
ذهبت فتوظأت وصليت ثم طلبت من ربي أن يهديني إلى الحق، أحسست بشيء من الراحة والهدوء النفسي
أخذت أولادي إلى الطبيب وأجريت الفحص لأتأكد من بنوتهم، فأكد لي الطبيب بأنهم أبنائي ومن صلبي، عندها أحسست بأنني قد وقعت في مكيدة ذلك الشيطان اللعين
تحققت من علاقته بأخي، فعلمت بأن أخي قد تخلى عنه وتركه منذ مدة طويلة، فعرفت السبب الذي دفعه للقيام بهذا التصرف الخبيث، فقد أراد أن يفرق بيني وبينه ليعود لصداقته من جديد بعد أن يصدم بي لأنني اتهمته بالباطل وآذيته بلا سبب
عرفت الحقيقة وحاولت أن أصالح أخي واعتذر منه، ولكنه رفض وظل يقاطعني سنين طويلة
لقد هدى الله أخي، فابتعد عن ذلك الصديق نهائياً خصوصاً بعد أن عرف بأنه هو الذي أشعل نار الفتنة بيننا، ثم أخذ يصلي ويهتم بنفسه وعاد لدراسته فأنهى الجامعة وتزوج وابتعد عن أجواء الظلال التي دمرت حياته لفترة طويلة
في أحد الأيام كان يستمع لخطبة الجمعة وكان الإمام ينصح المسلمين بالتواصل وعدم قطع الرحم وعن المبادرة بالصلح والتي تعني الثواب الكبير عند الله سبحانه وتعالى، قرر في هذه اللحظة وعند خروجه من المسجد التوجه إلى منزلي ومصالحتي· ضرب جرس الباب ففتحته، فوجدته يقف أمامي مبتسماً، أحسست بسعادة لا توصف فاحتضنته وقبلته وبكينا كثيراً من شدة الفرح وعادت الأمور بيننا إلى سابق عهدها وصرنا مرتبطين ارتباطاً وثيقاً وكأننا توأما كما كنا سابقاً، وكذلك ارتبطت أسرتانا برباط قوي، وقد ندمت ندماً شديداً على استماعي لذلك الشرير ولسماحي لنفسي أن أظن بالسوء بأقرب الناس إلي وأعزهم على قلبي، وأن أحرم نفسي من صحبة أخي الحبيب كل تلك السنين بلا ذنب ارتكبه

( منقول )

اصراحه قصه راااااااااااااائعه ومؤثره..

تسلم حبيبي على هذه القصه

اتريا جديدك

في امان الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

دكتور فليت

اشكرلك جزيل الشكر ..

على هذا التواجد الرائع

تحياتي لك

مشكور يا خوي رهين على القصه الحلوه

بس اقوال الله المستعان

واتريا منك كل ماهو يديد

وشد حيلك

وسلامي عليك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تسلم أخوي رهين الشوق على القصة المؤثرة

وانتظر منك كل جديد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…

تسلم اخوووي رهين