الوسم: الفات

وصف سكّان في الشارقة قرار البلدية بمخالفتهم جراء نشر ملابسهم، داخل شرفات مساكنهم بأنه «متشدد»، مطالبين بإلغاء القرار، معتبرين أنه يزيد أعباءهم المالية بفرض غرامة مالية قدرها 250 درهماً ضد كل من يخالفه، لافتين إلى أن البلدية تقطع التيار الكهربائي عن مساكنهم حال عدم تسديدهم الغرامات، مؤكدين أنهم ينشرون ملابسهم داخل شرفات مساكنهم من دون أي تأثير سلبي في المظهر الجمالي للإمارة.
في المقابل، أكد مدير عام بلدية الشارقة المهندس سلطان عبدالله المعلا، أن «البلدية فرضت غرامات على 3753 شخصاً خلال العام الجاري، نتيجة نشر سكان الغسيل في الشرفات»، لافتاً إلى أن هذا الأمر يؤدي إلى تشويه منظر المدينة، ولذا جاء القرار لتجسيد حرص البلدية على المظهر الجمالي للإمارة، وعلى الصحة العامة للمواطنين والمقيمين، مؤكداً أن «كل من يخالف هذه القرارات يعرض نفسه لغرامة مالية تحددها البلدية».
وتابع «سنعمل باستمرار على توعية سكان هذه البنايات وتعريفهم بأن هذا الأمر غير مقبول».
وتفصيلاً، قال أحد السكان، ويدعى رمضان محمد البلشي، إن زيادة عدد المخالفات التي تفرضها البلدية، أجبر قاطني شقق على إخلائها، والبحث عن سكن آخر في إمارات مجاورة، متسائلاً عن جدوى القرار في ظل ما يعاني سكان في الشارقة من عدم توافر بنية تحتية مناسبة في مناطق عدة في الإمارة تساعدهم على الحياة بأسلوب حضاري، مطالباً بلدية الشارقة بإعادة النظر في القرار الذي يفرض على السكان رسوماً إضافية في ظل ارتفاع أسعار السلع والخدمات.
ووصف البلشي قرار البلدية بـ«المتشدد»، لافتاً إلى أن «ظاهرة نشر الغسيل في الشرفات فرضها الأمر الواقع، بسبب صعوبة الحصول على شقق مزودة ببلكونات يمكن نشر الغسيل فيها من دون الإساءة إلى المظهر الحضاري للإمارة، مشيراً إلى أنه تلقى إنذاراً من البلدية بسرعة تسديد 250 درهماً غرامة جراء نشر غسيل في شرفة شقته، متابعاً أن موظف البلدية أكد له أن البلدية ستقطع التيار الكهربائي عن السكن في حال عدم تسديد الغرامة».
وقال خالد إبراهيم حماد: «اضطررنا الى السكن في بناية غير مؤهلة لسكن العائلات بعدما فشلت كل المحاولات لتوفير سكن مناسب، لاسيما مع ارتفاع الأسعار الذي طال كل شيء، والآن تأتي البلدية وتفرض على السكان غرامات، من دون النظر للظروف المالية لمئات الأسر التي تقطنها».
وأشار حماد إلى أن «أسراً عدة تضطر الى نشر ملابسها داخل الشرفات والبلكونات، وليس خارجها حتى لا يتم توقيع غرامات عليها»، متابعاً أنه «قضى مع أسرته ما يقارب الخمسة أيام من دون كهرباء ومياه بسبب قطعهما من جانب البلدية بسبب انتظاري الراتب كي اتمكن من دفع الغرامة».
وقال سليم عيسى إنه «لم يقم بنشر ملابسه في البلكونة من الخارج، لكن داخلها، لكنه تعرض لغرامة»، مؤكداً أن موظفي البلدية يتوجهون إلى داخل الشقق وتحرير الغرامات من دون السؤال عما إذا كانت الملابس داخل شقة من يتم توقيع المخالفة عليه او أخرى في الطابق نفسه».
وطالب عيسى البلدية بالتشديد على موظفيها بتحري الدقة في تحرير المخالفات، والتأكد من صحتها، قائلاً: «اضطررت الى دفع غرامة عن نشر ملابس في بلكونة شقتي، بزعم أنها تتسبب في سوء مظهر الإمارة، على الرغم من أنني لم أكن في المنزل أسبوعاً كاملاً».
وأوضح مدير عام بلدية الشارقة المهندس سلطان عبدالله المعلا، أن «البلدية بدأت بشن حملات تفتيشية مكثفة في الإمارة، من خلال نشر المراقبين الذين يجولون كل المناطق»، مشيراً إلى أن «كل من يخالف ذلك سيتعرض لدفع غرامة مالية».
وأكد المعلا أن «البلدية حريصة على إبراز الوجه الحضاري للإمارة والحفاظ على المظهر العام، ولذا أصدرت تعميماً قبل سنوات عدة، يقضي بمنع نشر الغسيل في البلكونات، وتم إصدار نشرات توعية بأربع لغات وتوزيعها على جميع السكان في الشارقة». وأوضح المعلا أن «البلدية حرصت على توعية المخالفين بوسائل مختلفة»، لافتاً إلى أن «بعضهم استمر في نشر الغسيل، ما دفع مفتشي البلدية الى توقيع المخالفات عليهم بغرض أن تبقى المدينة متميزة وجميلة»، مشيراً إلى أن البلدية توزع التعميمات والتحذيرات الصادرة في هذا الشأن مع عقود الإيجار.